الفصل الرابع "_نفوس طاغية_".
ليس هناك أسـ ـوء من أنك تشعُر بأنك وقعت داخل دائره ليس هناك بابٌ تخرُج من خلالها وتهرُب.
❈-❈-❈
توقفت السيارة أمام البوابة الداخلية للمنزل وفتحت"زينة" الباب سريعًا تهبط ضاحكة وهى تجذب يـ ـد "فجر" تجذبها بحماس للداخل تردف بصوت منخفض سعيد:
_"بصى الحلاوة، بيت ولا فى الأحلام وماما أيمان جابتلي حاجات كتير أوى هنطلع اوضتي اوريهالك. "
توقف كليهما بمنتصف الردهة فور أن لاحظت "زينة" هبوط "رياض" من الطابق العلوي، أبتلعت لعابها بأرتباك ووقفت أمام "فجر" بحركة تلقائية تُعلن بها فرض حمايتها على صديقتها ضـ ـدّ نظراته وكلماته السـ ـامة..
أبتسم "رياض" بغـ ـل دفـ ـين نحو تلك الحمـ ـقاء الصغيرة وأقترب منهما بتسلية كـ ثعلـب مـكار يردف بأبتسامة زائـ ـفة:
_"احنا عندنا ضيوف ولا أى، مش تعرفينا يا بسبوسة. "
أبتسمت "زينة" بأصفرار تجيبه من بين أسنانها بأستفزاز مُتعمد:
_"أسمها الضيوف دول عندي أنا، عن أذنك يا أونكل. "
أنهت حديثها تجذب "فجر" سريعًا نحو الأعلي قاصدة غرفتها بينما "رياض" يكاد يشـ ـتعل غيـ ـظًا يود
خنـ ـقها بكل ما يمتلك من قوة..شعر بخطوات قادمة من خلفه ليلتفت بضيق تبخر فورًا لنظرات مُبهمة وهو يبصر فتاة نحيلة طويلة القامة ذات جـ ـسـ ـد هزيل للغاية ووجه شاحب يظهر عليها
الإعـ ـياء البالغ، ترتدي عباءة واسعة ذات نقوش باهتة وعلى رأسها حجابها المعقود بأحكام قدر ما أستطاعت، وقفت أمامه تنكس رأسها بقـ ـهر يستحوذ على فؤادها تحاول أستعطافه:_"رياض بيه، أنا كنت عاوزة أطلب من جنابك بس أجازة يومين أروح بلدنا... "
قاطعها بحـ ـدة وهو يقبـ ـض على ذراعها يقربها منه بشكل مبالغ به يجيبها بنبرة قـ ـاسية:
_"مش قولت مش عاوز أسمع سيرة البلد والقـ ـرف اللى انتِ جايه منه، للمرة الأخيرة يا ورد أسمعها منك، وجهزي نفسك عشان هنروح شقتي النهاردة. "
تسـ ـاقطت دموعها بذعـ ـر شديد تحاول الإبتعاد عنه ترجـ ـوه بضـ ـعف:
_"أبـ ـوس أيـ ـدك يا بيه بلاش، خلاص مش عاوزة أروح بس أبـ ـوس أيـ ـدك أنا جتتي مش مستحملة والله".
زاد ضغـ ـطة فوق ذراعها دون مراعاة لحالتها الصحية البائـسة لتنفلت صـ ـرخة متألـ ـمة قصيرة كتمتها فور أن زجـ ـرها بنظرات مشتـ ـعلة:
_"مش بمزاجك، أنا دافع فيكِ كتير وانتِ هنا لمزاجي أنا وبس، فاهمة يابت ".
وافقته لتتخلص من قبـ ـضته فوق ذراعها تجيبه من أسفل كف يـ ـدها الموضوع فوق فمها تحاول كتم صوت صـ ـراخها:
أنت تقرأ
رواية نفوس طاغية للكاتبة / شهد السيد "مُكتملة"
Romanceالعالم قاسيّ بما يكفى لرمي أرواح البؤساء فوق الأرصفة غير عابئ ببرودة الأجواء ولا لذلك الطفل الذى سيعود يومًا مُقررًا حرق كل شئ ليستشعر فقط الدفئ الذى أفتقده طوال سنوات حياته.. " وإن كان الضوء هو أصل رؤيتنا للأشياء فالحب هو أصل معرفتي بك إنني لم أع...