الفصل العشرون "_نفوس طاغية _" _شهد السيد"
ثُم يأتيك شَخص
في لحظة غير متوقعة
يكون دخوله
هادئًا وحنونًا لحياتِك
يُصبح ملاذًا لك
ومكانًا تستريح فيه من تعبِك
يفهُمك
يُدرك صمتِك
يلمَح من نبرتِك تعبَك
ولا تهون عليه
يُصبح نِصفك، كُلك
تصبحان معًا في كلمة أنا
لأنكَ هو، لأنهُ أنت.كانت تشرف بنفسها على كل شيء منذ أن بدأت بتنفيذ قرارها حتي اللحظة الحالية، وقفت بنهاية ممر الغرف حيث الغرفة الوحيدة المغلقة بناء على رغبتها.. غرفة "أيمان".
دلفت "زينة" تنظر لأرجاء الغرفة بأشتياق تتذكر بعض من لحظاتهما معًا وأفاقت بشهقة عندما شعرت بيد تحيط بخصرها من الخلف وسرعان ما أطمئنت عندما علمت هوية الفاعل وأستند "عدي" برأسه فوق كتفها يعترض على ذعرها:
-"كأن أحد يقدر يقربلك غيري".!!
ضحكت "زينة" بخجل وحاولت أبعاد يده عنها تبرر موقفها قائلة:
-"ياعدي ما الوضع غريب عليا فـغصب عني بتخض مش أكتر، ولو سمحت أبعد شوية في ناس هنا مينفعش كده ".
أدارها حتي أصبحت مقابلة له وتمرد على رفضها:
-"أنا قافل الباب وبعدين محدش له عندي حاجة أحنا كاتبين الكتاب ولا ناسية أياك".؟
أصرت على محاولة أبعادة تجيبة بتذمر:
-" لأ بس برضو الحج قالك متقربليش خالص غير بعد الفرح وأنتَ كده بتخالف الأوامر".
وعلى حين غره تفاجئت به يطبع قبلة سريعة فوق وجنتها وبتملك واضح أجابها:
-"مفيش مخلوق يقدر يبعدني عنك يا زينة، حتي أنتِ".
صمتت وأكتفت بنظرة ناعسة حزينة كـهرة مُدللة لصاحبها فـزفر هو بضيق وأبعد يديه يعقدهما أمام صدره يشيح بنظرة للجانب الأخر فـظهرت أبتسامتها هي ومدت يدها تحرك وجنته بلطف تعرف جيدًا كيف تؤثر عليه بنبرته الناعمة تلك:
-"ياحبيبي هانت يعني أنتَ محترم معايا من أول ما عرفتك ومش قادر تصبر كمان أسبوع واحد بس لحد فرحنا".
نظر لها بطرف عينه وعاد ببصره لنقطة وهمية مصممًا على موقفه فـ زادت هي نبرتها ليونة وداعبت وجهة قائلة:
-"أهون عليك تزعل مني".؟
أخذ نفسًا عميقًا يعود خطوة واحدة للوراء يغمض أعينه مردفًا بهدوء تام:
-"اللي بيحصل ده مش في صالحك أبدًا".
ضحكت بأستمتاع وغادرت الغرفة سريعًا بينما هو نظر لأثرها وتنهد بحرارة قائلًا بصوت هامس:
-"زينة والله زينة".
❈-❈-❈
رفعت ساعدها تمرره على جبينها لتزيل قطرات العرق التي تجمعت فوق جبهتها من أثر أشعة الشمس الساطعة تفحص معدات السيارة من الداخل جيدًا حتي تتأكد من عدم وجود أي عطل آخر، أبتسمت برضا لصنع يدها وأغلقت مقدمة السيارة تنظر للرجل الخمسيني الواقف بجانبها قائلة:
أنت تقرأ
رواية نفوس طاغية للكاتبة / شهد السيد "مُكتملة"
Romansaالعالم قاسيّ بما يكفى لرمي أرواح البؤساء فوق الأرصفة غير عابئ ببرودة الأجواء ولا لذلك الطفل الذى سيعود يومًا مُقررًا حرق كل شئ ليستشعر فقط الدفئ الذى أفتقده طوال سنوات حياته.. " وإن كان الضوء هو أصل رؤيتنا للأشياء فالحب هو أصل معرفتي بك إنني لم أع...