الفصل الخامس"_نفوس طاغية _"
وضع "رياض" الكأس بحـ ـدة فوق الطاولة الرخامية ينظر لـ "صفوت" الشارد يصيح بغـ ـضب:
-"ممكن الباشا يشاركنا الرأي فى المصـ ـيبة دى".
أبتلع صفوت ما بجوفه بصعـ ـوبة بالغة يشعر
بالأخـ ـتناق الشديد بعد ما أُرسل إليه صباح اليوم، نهض ينزع رابطة عنقه وأقترب من ركن المشروبات يُمـ ـسك بقنينة ذات سائل أزرق اللون يتجرع منها مُباشرةً..نظر "رياض" و "ظافر" لبعضهما بتعجب من أمره وصمته الذى لا ينكـ ـسر منذ قدومه لهما، نهض "ظافر" ينتشل القنينة من بين يد "صفوت" يردعه بحـ ـدة:
-"فى أى هتطب ساكت، كفاية شرب عليك أوي لحد كده".
ظهرت خطوط حمراء بأعين "صفوت" و ضيق أعينه بضيـ ـق يقبض فوق كف يـ ـده بتوعد شديد هامسًا:
-"أنا ممكن أتهد فـ لحظة لو الواد ده متجابش، لازم تعرف مكانه سامع".!
أنهى حديثة بحـ ـدة وهو يقبض على ملابس "ظافر" مما جعل "رياض" يتسأل بأستغراب:
-"الواد ده ماسك عليك أى يا صفوت".؟
وبدون سابق أنـ ـذار دفع "صفوت" كل القنينات التى أمامه يصرخ بهياج شديد:
-"هفعـ ـصه تحت رجلي، أنا صفوت الباشا حتة *** زى ده يهـ ـددني، أسمع انتَ وهو مفيش أى حاجة هتكمل غير ما تجيبولي الواد ده، وأنا اللى هحاسبه".
تبادل "ظافر" و "رياض" النظرات بصمت تام يعبر عن ريبـ ـتهم من أمر "صفوت" الذى لم ينتظر كثيرًا وغادر كـ عاصفة هوجاء صافـ ـعًا باب المنزل خلفه بقـ ـوة شديدة أسقـ ـطـت الساعة المُعلقة على الحائط..
أول من نطق كان "رياض" الذى جلس بنفاذ صبر يوجه حديثة لـ "ظافر":
-" انتَ لازم تدور على الواد ده وأنا هساعدك بكل اللى تحتاجة، الصحافة لو شمت خبر عن الفيديو اللى ماسكة عليا هكون أنتهيت ".
اومأ "ظافر" وعاد للأريكة يمـ ـسك بـ حاسوبة يضعه على قدمه وبداخله أصرار شديد على معرفة الفاعل، بينما سؤال واحد طرق عقل "رياض" لما لم يُرسل المجهول تهـ ـديدًا لـ "ظافر" كما فعل معه هو و "صفوت".!
❈-❈-❈
ظلت جالسة جوار تلك المسكينة تُمـ ـسك بـ قماشة مُبللة تمررها فوق وجهها الشاحب لتساعد من أنخفاض حرارتها، و "ورد" تهذَى بكلمات غير مترابطة تمامًا لا تُعبر سوا عن الذعـ ـر
لقد كانت أنتهت للتو من تحضير حقيبة سفرها بعد إصرار "أيمان" الشديد على أصتحابها رحلة تجهل وجهتها حتى الأن، "أيمان" تفعل كل ما بوسعها لجعلها سعيدة، لا تريد منها شئ سوى أن تكون سعيدة مُرتاحة البال..
أنت تقرأ
رواية نفوس طاغية للكاتبة / شهد السيد "مُكتملة"
Romanceالعالم قاسيّ بما يكفى لرمي أرواح البؤساء فوق الأرصفة غير عابئ ببرودة الأجواء ولا لذلك الطفل الذى سيعود يومًا مُقررًا حرق كل شئ ليستشعر فقط الدفئ الذى أفتقده طوال سنوات حياته.. " وإن كان الضوء هو أصل رؤيتنا للأشياء فالحب هو أصل معرفتي بك إنني لم أع...