الفصل الثامن عشر"_نفوس طاغية _" _شهد السيد"
أعرفُ أنكِ مُنهكة
مني ومعي..
وأني لئيمٌ أحيانًا
وعادتي هي الأنانيةُ فيكِ
ولكن تخيلي معي
أنها عمليةٌ أخيرة
لشخص مفقودٌ الأملَ فيه
أنتِ، محاولتي الأخيرة
ولا شيء بعدكِ قد يُشفيني.♡من مهران إلي فجر♡
شاع خبر عودتها في الحي بأكمله وقد قابلت بعد الجيران في الصباح الباكر عندما نزلت للتسوق وجلب كل ما لذ وطاب من الأموال الذى تركها لها والدها رحمه الله، ورغم حرصها على الأنفاق منها إلا أنها لن تقف مكتوفة اليدين أمام الحالة المزرية للمنزل الذى وكأنه صحراء لا يوجد بها شئ صالح للأكل، وقد علمت أنه بالفترة السابقة كان يتولي بعض الجارات مهمة جلب الطعام لوالدتها بعدما فقدت بصرها..
عاونها بعض الصبية الصغار في حمل الحقائب للأعلي وغادروا بعدما شكرتهم وأعطت كل منهم ثمرة من الفاكهة وبدأت بوضع الأشياء بمكانها ومن ثم بدأت بفتح نوافذ المنزل بأكمله وبدء تنظيفة..
مر أكثر من ساعتين عليها كانت أستنزفت بهم كامل قواها ولم تنتهي كليًا من التنظيف، وقفت تلتقط أنفاسها بتعب وأنتبهت لطرق باب المنزل، أرتدت عبائتها مجددًا واحكمت وضع حجابها وفتحت الباب فـ أبصرت أحد شباب الحي واقفًا ينظر لها بأبتسامة ودودة نوعًا ما وقال:
-"يسعد صباحك يا بشمهندسة ".
وبهدوء ورسمية أجابت" فجر" وقالت:
-"شكرًا، خير ".؟
أستشعر الجفاء بردها ورغم ذلك لم تتغير أبتسامته وقال:
-أنا كنت جيت للحجه فاطمة قبل رجوعك عشان أأجر ورشة الأسطى رضا الله يرحمه بس هي رفضت فـ لو تعرفي تقنعيها يبقي كتر خيرك وأنا والله اللي هتطلبوه هدفعة".
زفرت" فجر" ببطئ وقالت بجدية وحسم:
-"مش هينفع لأننا مش حابين نأجرها ".
وبتصميم تمسك" أشرف" برأيه وقال:
-" ليه بس يا بشمهندسة أنا والله ما هدايقكم خالص ولا هرفض أي حاجة تقولوها".
شعرت بالدوار فـ قالت بضيق:
-"طب أن شاء الله هنفكر ونرد عليك".
ورغم أنها لن تفكر بالأمر قالت له ذلك حتى يغادر ويتركها الآن، هبط فـ قابل "مهران" الذى كان يصعد الدرج متجاهلًا أياه تمامًا وكأنه مالك المنزل..
نظر "أشرف" لأثره بشك ومن ثم حرك كتفيه بلامبالاة وهبط يحدث نفسه بوجود والدتها بالأعلي وانها لا تفعل شئ خاطئ..
طرق "مهران" باب المنزل ولحظات قليلة جدًا ووجدها تفتح الباب بهمجية وكأنها ستنقض على الفاعل وفور رؤيتها له صمتت تمامًا فـ قال هو بتبرير لقدومه:
أنت تقرأ
رواية نفوس طاغية للكاتبة / شهد السيد "مُكتملة"
Romanceالعالم قاسيّ بما يكفى لرمي أرواح البؤساء فوق الأرصفة غير عابئ ببرودة الأجواء ولا لذلك الطفل الذى سيعود يومًا مُقررًا حرق كل شئ ليستشعر فقط الدفئ الذى أفتقده طوال سنوات حياته.. " وإن كان الضوء هو أصل رؤيتنا للأشياء فالحب هو أصل معرفتي بك إنني لم أع...