الفصل الخامس عشر"_نفوس طاغية _" _شهد السيد"
مد "صفوت" يده لـ "ظافر" بكأس مشروب كحولي وقال:
-"دلوقتي الساحة فضيت ومبقاش فيها غيرنا، عاوز أعرف ليه بلغت عن رياض أنه خاطف شوقي وخليت الراجل اللي حرق بيت زينة يعترف كمان إن رياض قاله يعمل كده".
ظهر الغل واضحًا بأعين ظافر وهو يقول:
-"بجيب حق أبني منكم ".
وبتحذير شديد أردف" صفوت":
-متجمعش بيني وبين رياض مع إني واثق إن مش هو اللي عملها ودي مجرد أوهام في دماغك".
لم يجيب" ظافر" على حديثة وألتزم الصمت لبرهة قبل أن يتسأل بخبث خفي:
-أنا عاوزك بقي تحكيلي كل حاجة انتَ كنت مخبيها عننا، معدش فيه غيري يساعدك ويقف معاك".
توتر "صفوت" بشكل ملحوظ قبل أن يتجرع كأسه دفعة واحدة ويتركه قائلًا بقلة حيلة:
-"هحكيلك".
❈-❈-❈
ولسوء حظها لم تجد "شوقي" موجود فـ رفض كلاهما دعوة "معاذ" بأنتظارهما داخل منزله وفضلو الوقوف لحين أن يأتي فـ أردفت "فجر" بيأس:
-"تفتكري بعد ما نستني ممكن ميجيش.؟
ساعتها هنروح فين زمان عدي قالب عليكِ الدنيا ".جلست" زينة " على أول درجة من درجات المبني بأنهاك وقالت بجهل وحيرة:
-"مش عارفة، حاسة نفسي غبية عشان سبته ومشيت".
ضحكت "فجر" وجلست لجوارها تستند برأسها للجدار قائلة:
-"متحسيش ياحبيبتي تأكدي".
عم الصمت لدقائق قبل أن تنطق "زينة" بنبرة مُتعبة:
-"أنا بحبه، لا قادرة على بُعده ولا مبسوطة بقربه، عدي يستاهل الأحسن هو ممكن حتي يكون زهق مني ومش هيدور عليا.. تفتكري ممكن ينساني ويتجوز ! ".
توقفت عن الحديث لثوانٍ قبل أن تردف بغيرة وضيق:
-" لأ هو مش واطي.. لو طلع واطي ونسيني هزعل أوي منه ".
لم تجيبها" فجر " وقد بدأت رغمًا عنها في النوم من شدّة أرهاقها غير مُبالية بوضعهما الحالي فـ صمتت "زينة" وظلّت تناجي ربها بحضور "شوقي" في أسرع وقت..
❈-❈-❈
بحث عنها بكل مكان جاء بعقله ولم يرتاح من التفكير فيها والقلق عليها لحظة واحدة، وجهة أصبح عابس يظهر عليه الغضب المكبوت كـ وضوح الشمس، حمقاء يود تحطيمها داخل أحضانه الآن.
عاد للسيارة فـ وجد "مهران" كما تركه منتبة لشاشة حاسوبه فـ تسأل "عدي" بأمل:
-"عرفت توصلهم".
نظر له "مهران" بأسف فـ ظهرت الخيبة على وجه "عدي" وعاد برأسه للخلف يستمع لحديث "مهران":
-"فجر الغبية قفلت تليفونها، بس أخر أشارة جاتلي أنهم هنا في القاهرة، هنلاقيهم متقلقش، ده غير إني عرفت إن ظافر هو اللي ورا حريق البيت وهو اللي خلي الفاعل يعترف على رياض وبرضو هو اللي كان خاطف شوقي محامي أيمان هانم طول الفترة دي عشان كده مكناش عارفين نوصله".
أنت تقرأ
رواية نفوس طاغية للكاتبة / شهد السيد "مُكتملة"
Romanceالعالم قاسيّ بما يكفى لرمي أرواح البؤساء فوق الأرصفة غير عابئ ببرودة الأجواء ولا لذلك الطفل الذى سيعود يومًا مُقررًا حرق كل شئ ليستشعر فقط الدفئ الذى أفتقده طوال سنوات حياته.. " وإن كان الضوء هو أصل رؤيتنا للأشياء فالحب هو أصل معرفتي بك إنني لم أع...