الفصل الحادي والعشرون

1.2K 57 1
                                    

(((( عارفة يا بت يا شمس لما ابوكي مات و كنتي عيلة صغيرة و انا كنت لسه في اعدادى ...حسيت بالوجع و كسرة الضهر و الحمل و المسئولية تجاهك انتي بالذات عن امك ، حسيت انك بنتي اللى مخلفتهاش و علشان المسئولية دي منعت دموعي تنزل وقتها و مسحت دموعك انتي و امي و انا راضي و حابب و قابل اكتم و اشيل الوجع عنكم دايماً كنت لسه عيل صغير مراهق بس كنت عارف انكم شرفي و امانتي قدام ربنا و ابويا بعد عمر طويل لما اقابلهم لازم اكون مأديها ...اشتغلت و درست مع بعض و اتبهدلت رغم اعاقتي اني بسمع بودن و التانية لا كل ده عشان اخليكي انتي و امي مستوريين في الدنيا دي و اخليكي انتي دكتورة و مش ناقصك حاجة زي زمايلك فلو كنت انا فشلت في حياتي بس بعتبرك انتي اكبر انتصار و نجاح وصلتله و بعدك ميهمنيش حاجة تاني ( تنهد مبتعداً عنها مشيراً باصبعه لنفسه ) فتيجي انتي النهاردة عايزة تعيشيني شعور الكسرة تاني و اوطي راسي او اكون فاشل بعد سنين تعبي عليكي ))))))))))

_ شاب عقلها كلمات اخيها امس لتستفيق دافعة اياه بعيداً عنها ليتصدم من نظرته الحانية باهداب مسبلة لاسفل يرمقها بطريقة تشبه ريان شقيقها ، هي تشعر انه لم يكن احتضانه لها بهدف سئ لكن ايضاً لا يجوز ان يزيل هذه الحدود المتينة التي نشأت عليها منذ طفولتها لا يصح كسر الحواجز المبنية من قبل شقاء و عمل ريان الدائب عليها منذ وفاة ابيها عليه توخي الحذر و ان كانت تحمل داخلها بضع شعور له لكن ايضاً عليها تذكر من هي و من هو فهي ابنة الحارة الشعبية المتهالكة و والدها كان نجاراً بسيط اما والدتها ربة منزل هادئة في حالها و عنه هو ابن القصور و رجل الاعمال المشهور و سيدة المجتمع الراقي فاتن هو ابن آل عبيد

حمحم معتذراً : اسف يا شمس على اندفاعي صدقيني مكنتش اقصد اعمل ده بس انا قلقت عليكي الفترة اللي فاتت كنت زي المجنون لا بتيجي شركة و لا جامعة و قافلة تليفونك عالطول انا....

تجمعت العبرات في مقلتيها لا تعلم كيف تتخطى الموقف المخزي في حق روحها لتذهب تاركة الغرفة بضيق فشعر بالحمق لتسرعه في الفعلة فلابد من التأني لجذبها له حتى يتسنى عليه التسلية على مهل

جعد ما بين عيناه ليطيح بكل شئ اعلى مكتبه في صرخة ندم قوية كزئير الاسد
__________________________________
_ اخذت تسير بلا هدف في الشركة حتى وصلت الى الحديقة الخلفية فجلست على احد المقاعد باكية تجول بعقلها اقاويل ريان و والدتها و انها تستحق ضرب شقيقها ذاك اليوم فهي من سمح له مؤكداً بالتجرء للمسها و مئات من الجمل و المواقف السيئة مرت على عاتق خيالها تحطم قلبها اكثر مع جلد الذات المخزي ؛ لترفع كفيها تحركهما بعنف على كتفيها كأنها تنفض اثار كفاه و رائحته التي استنشقتها جبراً عنها بأنفها اللعين
..حمقاء يا شمس انتي فقط غبية ذليلة طيبة قلبك المفرطة و يوماً ما ستقع كل طموحاتك و آمالك بسبب حنانك الفياض على من لا يستحق

متمرد ولكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن