الفصل الثاني والعشرون

1.1K 59 0
                                    

_ بعد بضعة ايام دلف الى غرفة مكتبه معه مساعدته او زوجته السابقة تدون ما يمليه عليها سريعاً اثناء سيره الى محل مقعده ثم استقر عليه مكملاً ما بدأه متذكراً منذ ايام و تقرب معاذ منها خاصة انه استطاع التبديل مع رفيقه في بعض ايام مناوبته بالمشفى ليشعر هو بالضغط على اعصابه الزائد مما حدث في الايام الماضية

نظرت له بأبتسامة قائلة : تؤمر بحاجة تاني يا دكتور ؟

اومأ بالايجاب مردفاً : قربي اقعدي يا مها

جلست على المقعد المجاور لمكتبه منتظرة حديثه : في مؤتمر طبي في لندن هسافرله بعد بكرة فجهزي نفسك لان هتكوني معايا

اجابته بعملية : حاضر ...استأذن حضرتك

نهضت لتذهب الى عملها فسألها دون مبالاة كاذبة : انتي ايه علاقتك بمعاذ

توقفت قدمها لتعتدل له تخبره: زي علاقتي بيك

وضعته في كفي الرحى بأجابتها الدبلوماسية ليدق بحذائه مرتين على الارض فهنا يكمن السؤال هل هو حبيب لها فيكون معاذ العاشق الجديد لقلبها ام هو مجرد صديق فتكون علاقتها بمعاذ صداقة فقط ؟ و في الاجابتين خنجر قاتل سام لوتينه فاذا كان حبيبها سيموت قهراً و ان كان معاذ صديقها فهذا يعني انها لم تعد تحبه ابداً و اكتفت منه : جهزي نفسك بعد بكرة و لو عايزة اجازة بكرة بلغيني

شعرت بلمحة آسى في عيناه لكنها نهرت نفسها لانه لم يعد يحبها فهو اصبح لآخرى فكفى اوهاماً لتذهب بعيون متألمة بعيداً عن عيناه
_________________________________________
_ دقت باب غرفة مكتبه في ساعة الراحة المخصصة للموظفين فوجدته ينظر لهاتفه بشرود بأعين غائمة تائهة ، تقدمت من الاريكة واضعة اوعية الطعام الحرارى التي بيدها على الطاولة الصغيرة المتواجدة امام محل جلوسها و هو مازال غير منتبهاً لها فمنذ ان اعترف بحبه لها في السيارة و سعادتها التى اقرتها بعيناها له لم يعد يتحدث معها كأن شيئاً لم يكن لكنها بررت هذا انه اخبرها وقتها بأنشغاله في تلك الصفقة حتى يتسنى له التفرغ لمقابلة اهلها فوضعت له الاعذار و آتت اليوم ببعض الطعام له كي ينفصل قليلاً عن عمله و لو ساعة يريح بها عقله

هتفت بمزاح : معتصم انا هنا من بدرى انت فينك و سرحان في ايه ؟

انتبه لها بدهشة فأغلق الشاشة التي يظهر بها صفحة اريج الفتاة القصيرة التي قابلها يوم الحادث و بعدها وظفها هنا متذكراً جرائتها التي تروقه و تلفت انتباهه دائماً مع جمال وجهها الساحر الفاتن عكس شمس تماماً : معاكي يا شمس بس كنت مركز في ايميل كان مهم فمأخدتش بالي ، خير يا حبيبتي ؟

نهضت تتقدم منه بابتسامة : خير يا حبيبتي !!!! اسمها ازيك يا شمس عاملة ايه بقالي مدة مش بشوفك و تبقى دي المقابلة بينا ؟

ابتسم لحماسها الجديد عليه قليلاً ثم نهض معها يجلسان على الاريكة لترفع الاغطية الحرارية عن الطعام الشعبي البسيط : ده شوية اكل عملته قبل ما انزل الصبح فول و طعمية و بطاطس و انا عارفة ان معدتك مش واخدة على كدة بس اهو على قدي

متمرد ولكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن