الفصل السابع والعشرون

1.2K 58 0
                                    


_ انتهى من صلاته بعد يوم شاق ألقى بحموله على الله داعياً برضاؤه عليه و زوجته و ان يرزقهم بالذرية الصالحة كما يتمنى ، يريد ان يرى صغاره منها يحبها لدرجة انه اذا لم يرزقوا بأولاد لن يبحث عن اخرى و لن تحل محلها اية انثى فمن الاساس لا إناث بعدها و لا توجد من تروقه غيرها يكفى ان تشرق عيناها كل صباح يحياه ، ان تفتر شفتيها عن اجمل ابتسامة ، ان يسمع رقة انغام صوتها الرنانة و ان يحتضن كفيها بحنان اثناء نومها كالملائكة

نهض واضعاً سجادة الصلاة جانباً بعد طيها جيداً فشعر بها تدلف للغرفة خلفه ليعتدل اليها يجدها تلوك قطعة حلوى الشيكولاتة في فمها كعادتها من ادمانها على ذاك النوع ، تحرك ببطئ جالساً على الفراش يدعوها بذراعيه لتنغمس بين احضانه فلبت نداؤه برضاء لتهمس بحزن : مش مصدقة ان شمس تتصرف كدة يا طاهر زعلانة عليها اوي مكنتش اتمنى ليها زوج بالشكل و لا العقلية او الشخصية دي

مسد على خصلاتها و هي ترتاح برأسها على صدره العضلي يخبرها بحنان : امممم و علشان كدة مخلصة الشيكولاتة اللي في البيت كله يا هانم

رفعت بصرها له قليلاً بتذمر مستندة بذقنها الصغير على قفصه الصدرى : متهزرش بقولك متضايقة عليها اوي

قبض على ذقنها بأصبعين مردفاً : حبيبتي لازم تعرفي حاجة ان مش كل شئ حوالينا هيتم زي ما احنا عايزينه و النصيب محدش يقدر يمنعه يمكن شمس كان لازم تعدي بالتجربتين دول علشان تقدر قيمة نصيبها و تمسك فيه

انتفضت مربعة ساقيها بين ساقيه صارخة بفم مشعث بحلوى الشيكولاتة : و كعبر ده نصيبها اللي هتقدره يا طاهر !!!

مسح شفتيها بأبهامه يناظرها بأشتياق : شمس كبيرة كفاية علشان تعرف نصيبها مين و تقدره

اومأت بتفكير ضامة شفتيها ثم قالت : انا انشغلت بمشكلة شمس و نسيت عزومة حنان و عز الدين و باسم و ريم انا اسفة يا حبيبي بس من بكرة هحضر للعزومة و ممكن تبلغهم نجتمع على العشا

وضع جبينه بوتيرة تنفس سريعة يهمس لها : وحشاني كفاية كلام النهاردة بقى و ركزي معايا شوية تعبتيني

ابتسمت بخجل لمغزى حديثه محاولة الهرب من بين ذراعيه لكن طاهر زيدان احكم سيطرته عليها بكل الطرق منفذاً ما اراده
_____________________________
_ كاد يخرج من باب القصر ليلاً بعدما عاد لعادته السيئة من تناول الكحوليات المسكرة السامة لجسده غير قادراً للرجوع الى احضان العاهرات مرة آخرى فالانثى الوحيدة التي احتلته تركته ميتاً للابد اقتصت منه كما ارادت اقتصت من قلبه و مشاعره فلم يستطع رؤية امرأة غيرها بعد الآن ، لم تقدر معاناته التي عاصرها منذ ظهورها مقتحمة اطار يومه بلا اهتمام بينما هو يشعر كلما اقتربت منه ببرائة بتلك اللسعة المميتة ، هذه اللسعة الكاوية المضمدة لكل جرح من جروح الماضي المزعجة طيبت كل ندباته ، شفت جميع آلامه واحد يلو الآخر دون ان تدرى هي المسببة الوحيدة لحالة التخبط عدم التقبل انه بالفعل تشافى من مرضه النفسي المزمن مستغلاً ظهور اريج كي يثبت انه لازال معتصم عبيد الرجل الغير سوي الذي يأخذ الحب وسيلة للوصول لغايته لا مشاعر لديه لا قلب ينبض ، الحمقاء جعلته يتنفس بعد سنوات تحت الثرى و اين هي الآن ذهب لآخر احبت رجل غيره و ستتزوجه ينعم بأحضانها بضحكاتها اللذيذة المازحة و بحنانها الفياض سيأخذه وحده كله له سيرتشف كل لحظة من وجودها جانبه بينما هو وحيد سيظل مفرده العمر المتبقى

متمرد ولكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن