الفصل السادس عشر

1.1K 61 0
                                    

_ تعالت صوت ضحكتها الرنانة باستمتاع و سعادة افتقدتها منذ فترة تناست كم يوم مضى فيها من كثرة البكاء و الحزن الذي عايشته بلا رحمة من قِبل طليقها القاسي حينما لعب بقلبها لتصبح كعروسة الماريونت خيوطها جميعاً بين اصابعه مذابة في بحر الحب الوهمى لكن بمقابلته لفتاة اخرى راقت له و لعقله اتهمها بلا شفقة بالخيانة امام الجميع مهيناً لكرامتها ، نفضت تلك الذكريات التى لا داعي لعرضها الان في مخيلتها في هذه اللحظة الجميلة التى ابتدعها معاذ ذلك الطبيب لين القلب

بادلها الضحكة رافعاً كأسه تجاهها قائلاً : بصحة صداقتنا
ابتسمت ضاربة كأس العصير بخفة في مقدمة كأسه : بصحتك
جاء رجلاً يبدو عليه الوسامة اقترب من طاولتهم في المطعم الراقي : مدام مها ازيك

اعتدلت لترمقه عندما شعرت بأن الصوت ليس بغريب عنها : اها مستر فارس ازي حضرتك و المدام و الاولاد

اومأ رأسه مرحباً : الحمد لله كلهم بخير بيسلموا عليكي ، اومال فين جوزك الدكتور طاهر هو مش معاكى

قال جملته ناظراً لمعاذ بحدة الذي كاد يخبره انها لم تعد ملكاً لاستاذه لكن بادرت مها : هو مشغول اليومين دول يا فارس بيه ، اعرفك دكتور معاذ صديق ليا

مد معاذ كفه مرحباً فضغط فارس بقوة على يده : اهلاً بيك يا دكتور ..وجه بصره تجاه مها بعدما ترك كف الاخر ...طيب عن اذنك و سلميلي على الدكتور طاهر

ابتسمت بتوتر : اكيد باذن الله

ذهب ليهتف معاذ بغيظ : انتى خبيتي ليه محدش ليه عندك حاجة و طاهر مش هيفضل ملزوق في صفحة حياتك مدى العمر ، مش تبقي انتى لسه بتحافظى على شكله الاجتماعى و متأملة انكوا هترجعوا و هو مقضيها مع سما

ادمعت عيناها من حديثه الطليق الذي ضربها في مقتل لتقول بصوت مبحوح : روحنى يا معاذ

معاذ طبيب متميز لكنه مندفع قليلاً خاصة تجاه احبائه فتنفس بعمق : انا اسف

روحنى ..هكذا تحدثت بهدوء مخزى لنفسها

فنهض يؤدي طلبها شاعراً بالحمق من اندفاعه بحدة لا يعلم سبباً لخوفه عليها بهذه الطريقة و ما يكنه يفوق معنى الصداقة انما لا يفهم ماهيته
______________________________________

_ تنظر لشكلها في المرآة بأعجاب مبطن متذكرة حديثه اليوم في مكتبه بعد ان سخر الجميع منها امامه و انقصوا من قدرها فهي معتادة على هكذا انتقادات من الجميع حولها لذا هي لا تمتلك اصدقاء ابداً لكن الغريب انها شعرت بالحرج امامه اليوم عندما رأته خلفها

( عودة )

دلفت الى غرفة مكتبه متوترة تفرك في كفيها و كل الماضى متراكماً مع الحاضر الى هذه اللحظة ، كلمات امير حبيبها السابق تطن في اذنيها تذكرها كم كانت حمقاء بلهاء سمحت له بأستغلالها لمجرد كلمات لطيفة القاهم بحنكة و خطة متقنة على اسماعها لينتهى الامر بخطبته من آخرى اجمل و انسب لوضعه و مظهره كما قال لها

متمرد ولكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن