الفصل الخامس عشر

1.2K 55 0
                                    

_ ابعدت يده عنها بحنق بسبب كلماته التي ضربتها في مقتل من ناحيتين احداهن عندما تذكرت الماضي المؤلم حينما حاولت جاهدة بأوقح الطرق الممكنة للتفريق بين السيد فارس مديرها و زوجته و اولاده و بيته و لم تراعي ضعف سيدها امام القدر المتسخ الذي رسمته بحنكة كي تخطفه من بيته و امرأته ، تذكرت كيف فرقت بينهما لمدة من الزمن حتى تتخلص من ظلم ماضيها و خالها المدمن و زوجة خالها التي تعاملها كخادمة و اقل من ذلك فتجمع كل احداث حياتها لتتكون عقدة نفسية كبيرة بعدما كانت تلك المها المسالمة الوديعة ذات الاحلام الوردية تنتظر نجاحها بالجامعة و الحب من قِبل رجلاً يقدرها و لو فقيراً لكن يحميها من ذل الدنيا بها و من ناحية آخرى ظلم السيد معاذ لها و رؤيته لها على انها امرأة فاسدة عابثة تود التفريق بين الحبيبين فيكفي كفى بالله عليكم تسديد السهام تجاه قلبها و كرامتها فهي انساناً مثلهم يشعر و يتألم

تعجب من تصرفها العنيف فتأسف لها : انا بعتذرلك يا مها بس انا بنصحك لان من الواضح انك بنت محترمة و طيبة

غشت العبرات عدستيها الزرقاء لتهمس : متتأسفش انا فعلاً بنت وحشة و غلطت في حياتي زمان و ده جزاة افعالي ، كنت فاكرة ان خلاص الماضي انتهى و اتمسح لكن ربنا مش بيسيب حق حد و ده دين كان لازم يخلص و اهو بيخلص على حساب ده ( ثم اشارت لقلبها )

نفى برأسه غير مصدقاً : مها انا مش شايفك كدة بس كلامك معناه فيه حاجة حصلت و بصراحة مش فاهم حاجة هتضايقي لو اتكلمنا سوا بهدوء بعد كا تحسي انك مرتاحة

نظرت له بتوتر فابتسم لها يضم كفها يطمئنها : مش ك دكتور نفسي لا كصديق او اخ ممكن ؟

هزت رأسها بالايجاب فرمقها بحزن و تعاطف لحالتها : الدكتور اعتقد هيروح المستشفى و مش هيرجع الكلية تاني ممكن اخدلك اذن و تروحي و هبقى اكلمك بالليل اطمن عليكي

استنشقت هواء عميق لرئتيها المتوهجتين : معاذ ، شكراً

كان على مسافة ليست بعيدة يراهما يتهامسان بود في محاول من معاذ لتهدية روعها و بكاؤها مما لاقته منه و سما اليوم متسائلاً هل هي النهاية ؟ هل سيأتي رجلاً اخر يلئم جراحها و يقتنصها منه بسهولة و مَن انه تلميذه النجيب ذو السن المبكر الشاب الوسيم الذي يعلم جيداً ان الفتيات جميعهم يركضون خلفه بلو يناسب مها في العمر ليس مثله رجلاً اخذ الشيب رأسه

افكار تحوم هنا و هناك بخلايا عقله لتربت سما على كفه تخرجه من شروده : حبيبي مالك سرحان في ايه يلا سوق العربية علشان جعانة عايزة اتغدى

اومأ لها صامتاً ليتحرك بسيارته بينما سما تعلم إلامَ ينظر فتآكل الغيظ داخلها بشدة
______________________________________

_ تزرف الدموع كما لم تفعلها من قبل و هي راقدة على بطنها تخبئ رأسها اسفل الوسادة في محاولة فاشلة منها في ان لا تتذكر قاتل روحها الذي جرحها دون ادنى شعور منه انها فتاة حساسة صغيرة في اول خطوات مشاعرها ، تريد لو تنسف ذاك الصوت الذي يضج في اذنها بحديثه القاسي الماحي لانوثتها المهدية

متمرد ولكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن