حنين ،نسرين سابقا||

812 35 19
                                    

نسيتموني !
لا بأس
حتى انا انسى نفسي كثيرا
تذكرتها عندما ..
عندما اتتني الالم الولاده
صرخت !
استنجدت !
طرقت الباب !
لكن لا جدوى ، لا احد في هذا القبو المظلم البارد غير
خيال انثى في بدايه العشرين تصرخ من الالم المخاض
لا شي اخر ... عاود الالم

استندت على الحائط ويدي على بطني : سساااااعدووني  سأمووووووت !
اممممي !! اهه يا امي اين انتي!
اهههه لا تتركوني !
يالهي ، ساااعدني
اههه ، ياا خالقي
سأمووووووووووووت
اتألم ، روحي ستخرج
ساعدوني ، ارجوكم

لا احد يرد سوى صدى صوتي
الذي يضعف ثم يضعف وثم يختفي
فقدت الوعي لا اعرف كم دقيقه او ساعه او يوم استغرقت غيبوبتي فيها
استيقظت وانا اشعر بالارضيه البارده
تلمست يداي الارض واذا بلزوجه تلتصق بهما
رفعت يدي لوجههي
رأيت يدي ملطخه بالدماء
دمائي !

فتح الباب فجاءه اغمضت عيني عن الضؤ الذي هاجم وجههي ومن ثم فقدت الوعي
واخر عهدي بالشعور هو ابره تنغرس في يدي !

هل تهتمون لسماعي !
ربما لم اصدر صوت منذ وقت
لكن اكره غبائي وكبريائي
وجموحي وعنادي
لو وافقت تلك الليله الذهاب مع ادم
لما وصلت لما انا عليه

طفلي !
هههههههههههه
بعد وقت استيقظت في غرفه
ابعد ما تكون مستشفى
ورجل يرتدي معطفا ابيض
ذو نظارات ينظر لي ببرود
اجل كان المسؤول عن حالتي
لكن ليس طبيب
ووبعد فتره علمت انه يعمل لدى هادي
اعني انه المسؤول عن اجهاض الفتيات التي
تعمل لديه !
قال لي ببرود : ماتت ، الطفله
نظرت اليه بتعب غير مستوعبه كلماته
: من ! من. مات !
اشار بيده الى حوض صغير
يوجد شي بداخله
ركزت النظر واذا بشي ملفوف بغطاء
شي صغير جدا
ركزت اكثر رغم التعب
ورأيت يد صغيره
تخرج من طرف الغطاء
رفعت نظري للطبيب !
ايان كان !
قلت له بصوت خاقت: من هذه!
قال بعدم صبر : لن اشرح كثير
اختنقت اثناء ولادتك
وماتت !
وقفت ونزعت ابره المغذي بيدي
اقتربت منها اترنح في مشيتي
كانت صغيره جدا
يدها بيضاء
اصابعها صغيره
: حبيبه امها استيقظي

هربتك بك من الموت الى الموت
امسكتها وحضنتها الى صدري
شعرت بالحنيه عليها
ابعدتها ونزعت الغطاء بلطف عن وجهها
ياااه وجهها!
لم يترك خيالي لحضه واحده
لم ارى لون عينيها للاسف !
سادله جفونها على خرزتيها
انفها صغير واسفلها شفاهها الورديه
لقد كان شعرها اسودا ،كسواد حياه امها
ارجعتها لحضني استنشق رائحتها
اريد ادخالها بداخلي وعيني لا تكف عن
البكاء وصوتي عن الاهتزاز
: استيقظي ابنتي !
وجههت نظري للطبيب الذي تظهر علامات الاستغراب
يضن ابنتي غير شريعه نظرت له: ارجعها للحياه
الان !
اقترب مني وسحبها من يدي وهو يقول كلمات لم اسمعها جيدا لكنني رفضت اعطاءه طفلتي
او جثتها !
ابتعد عني وبعد لحضات غرس ابره اخرى في يدي وانا اصرخ لا اريد ان اغيب عن الوعي حتى لا يأخذوها
حتى لا يدفنوها
سأدفنها بصدري
خشيه ان يكون التراب ثقيل عليها
سأطوف بها طول عمري وهي بحضني
لكن لا تجعلوا الارض تنهش هذا الجسد الصغير وتبتلعه!

لكن حكم المخدر الذي سرى بجسدي اقوى من ارادتي
تراخت يداي عن جسدها
وكأنني اسلمها للموت مره اخر
اصبح لساني ثقيلا
وعيني ترى الضباب
نطقت بأسم لها
علها تسمعني
علها تموت وهي تعرف اسمها
علها تموت معروفه
لا تموت مجهوله
وتدفن في مقابر المجهولين
يحق لها ان يكون لها اسما

: سراب

كان هذا اخر عهدي وعهدكم بنسرين القديمه
فعندما عدت من نومي الطويل
ماتت نسرين
واستيقظت حنين"

قدري ان اتخلى عن انوثتي( مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن