شِتاءٌ دَافِئٌ.

81 9 14
                                    


Warm Winter.

ندفات الثلج قد ملأت الشوارع الممتلئة بأنفس البشر ، بعضهم يجيء و أخر يروح كلًا منهم مشغولٌ في عمله ، يتبسمون ، يتحدثون بالترهات و يلقون الكذبات هنا و هناك .

لكني لست كذلك بل استهلكت الوقت بأكمله بين أربع جدرانٍ و باب محكم الإغلاق ، نافذة الغرفة كانت كفيلة بإرسال الحياة داخلها أين تركتها مفتوحةً قليلًا حتى تتخلل داخل روحي .

على السرير كما الجثة أحدق في سقفها بملل لا شيء جديد في حياتي ، سابقًا كانت الفروض و الأمسيات الضاحكة تنسيني همي ، أما الآن فدموي الفاعلة ؛ تنهدت لأول مرة ثم رفعت جزء جسدي العلوي و قعدت أحدق في الفراغ .

حتى انتشلني صوتها الحنون تنده
_ مينهيونغ عزيزي الإفطار جاهز .

ابتسمت بيأسٍ ثم نزلت عنه ، ليس بمقدوري السير خطوة واحدة لايزال ما حدث في الأمس يؤرقني ؛ أعلي الاعتذار ؟

لكنه والدي و سيسامح هكذا تجري العادة لكن حين أصبحت في المطبخ لم أراه ، تنهدت مرة ثانية ثم جلست جانب دونغهيوك الذي التهم الصحن و ما به .

ضحكت لمظهره اللطيف فرأيته ينظر نحوي بتفاجؤ ، أعلم هيوك لقد ضحكت ، جلست جانبي ثم سألت
_ مينهيونغ هل أنت بخير ؟

لا أمي العزيزة أنا أحتضر ، وددت لو بإمكاني البوح بها لكني لن أزيد الطين بلةً ففضلت الهمهمة ثم السكوت ، سكبت ما بأمامي الكثير ثم دعتني لتناول الطعام .

حدقت في الصحن دون أن أحشو جوفي بما داخله شعرت بالاختناق ، بالتقزز ثم شعرت بحاجتي للاستفراغ فتركتهم مشوشين ثم عدت لغرفتي دخلت الحمام على عجل فسقطت أرضًا بسبب المياه التي تركتها تتدفق دون وعيٍ و أفرغت ما بداخل معدتي هناك فوق الأرضية الرخامية و ملابسي السوداء .

حين استوعبت ما حدث وقفت ببطء ثم نظفت الفوضى التي خلفتها و عدت للسرير ، تكورت على نفسي كما الشرنقة ثم وضعت الغطاء فوقي و رحت أبكي ، لم يتغير أي شيء منذ ولوج التوأم إلى حياتي .

كان الشتاء مرًا و لايزال ، رغم حلاوة مظهره إلا أنه يشعرني بالتقزز ، فأرفض الخروج و رؤيته و أبقى منزويًا في غرفتي المعتمة ، ابكي وحيدًا ، أتألم بصمتٍ .

لكن هذه المرة كان مختلفًا... الشتاء كان مختلفًا.
لم أنزوي في بقعةٍ معتمة ، لم أبكِ وحيدًا ، لم أتألم ، كان حين شعرت بطرقات خفيفة على النافذة ، تبدو كنقرات عصفورٍ يشعر بالبرد و مع ذلك لم أجيب بل دسست رأسي أكثر و أكثر داخل الغطاء لكن الإلحاح المتكرر جعلني أرفع رأسي .

كانت شقراء فاتنة تطرق بخفةٍ كمن تطلب إبداء حديث ، نزلت عن السرير و رحت اتجاه النافذة فتحتها أكثر و قلت
_ من أنتِ ؟
ابتسمت ثم مدت إلي ورقة ، نظرت إليها مرة و للورقة مرة أعدت الكرة حوالي سبع مرات ثم قرأت ما كتبت
' لا تتألم بمفردك دعنا نتشاركه . '

حولت نظري إليها بذهولٍ ثم قلت
_ كيف عرفت ؟
فمدت إلي ورقة أخرى كتبت بها
' يمكنني الشعور . '
ابتسمتُ فابتسمت ثم نظرت إليها مطولًا كانت مختلفة عن الفتيات الاخريات أم لا يمكنني أن أجزم اختلافها لأني لم أرى أنثى - عدا والدتي - طوال الثلاث سنوات الماضية ، لكنها بدت لي مختلفة .

بدأً بشعرها الأشقر وصولًا لهندامها الأنيق كانت بسيطة بابتسامة هادئة حزينة ، أخفضت نظري للأسفل ثم ابتسمتُ و رفعته ثانيةً فجاء وجهها أمامي تتلمس وجنتيّا المتوردتان بيديها الدافئتان ، شعرت بالدفئ للمرة الأولى و أردته أن يدوم طويلًا ؛

لولا الورقة التي رمتها إلي و همت مبتعدة ، راقبتها تبتعد ثم فتحتها و قرأت
' لا تبكي ، لا تتألم . '











شتاءٌ مختلفٌ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن