Forgive Me.اتصل أحدهم بسيارة الإسعاف و جائوا إلى موقع الحادث نقلوها إلى المشفى و أنا بقيتُ على ذات الوضعية بملابسٍ ملطخة بدمائها و صدى كلمتها الأخيرة الذي يتردد في أذنيَّ .
وقفت بصعوبة ثم توجهت حيث تركت هاتفي التقطه و نظرت للساعة كانت مجمّدة على توقيتٍ واحدٍ السابعة و النصف مساءً يوم وفاتها ، وضعته في جيب سترتي ثم مشيت ببطءٍ عائدًا نحو المنزل .
ساعتان حتى وصلت للمنزل رغم أن المدرسة لم تكُ بعيدة كثيرًا عنه إلا أني شعرت ببعده للمرة الأولى ، أمي كانت مصدومة من الدماء التي تنتشر على ملابسي و خديَّ المليئان بالدموع ، أمسكت يديَّ ثم نظرت نحوهما ثم نحو وجهي ،
لم تستطع النطق خائفة و أنا أيضًا أني خائف ، ضغطت عليهم لأسقط على الأرض دون التلفظ بحرفٍ واحد أحدق بالأرضية البيضاء ثم رفعت رأسي لأقابل وجه دونغهيوك الباكي فبكيت ، شهقة وراء أخرى حتى تعالت شهقاتي تملؤ صدى المنزل .
أمي بكت لحالي و هيوك حاول سؤالي ماالذي حصل ، لم يسأل لأني وضعت رأسي فوق ساقه و قلت
_ هيوك ضُمني ؛ أنا خائف ، غطني بشيء ما أشعر بالبرد .
شعرت بيديه الدافئتان تلتفان حول جسدي ثم صوته الهادئ يخترق قلبي يغلق الثقب الذي نشأ به
_ لا بأس أبكي ، لا تكتمه داخلكَ كما حدث سابقًا سأبقى معكَ حتى تنتهي ، أبكي .أمي ذهبت مسرعة و عادت بغطاءٍ سميكٍ و ضعته فوق جسدي المرتجف ، و هيوك ساعدني حتى أقف ثم سار بي نحو غرفتي ، جعلني أرخي جسدي فوق السرير ثم وضع الغطاء فوقه ثم جلس جانبي .
أمي عادت نحو المطبخ و هيوك ظلَّ جانبي يطبطب كل ثانية فوق كتفي و ينظر نحو وجهي ، عينيَّ الذابلتين ، ابتسمت له فابتسم ثم سأل
_ ماالذي حدث ؟_ لقد ماتت بين يديَّ هيوك ، لقد ماتت .
قلت بصوتٍ مهزوزٍ ثم أنزلت رأسي للأسفل و رحت أبكي ، هيوك وضع جسده فوقي و راح يغني بهدوءٍ ؛ أبيت رفع رأسي و أنصت لصوته الهادئ ؛ أحبه أكثر حين يغني .بقي على هذه الحال حتى منتصف الليل حتى غفى فوقي ، استيقظت في وقتٍ ما لا أعلم ما هي الساعة لكن استطعت سماع صوت زقزقة العصافير و صوت باب غرفتي يُفتح .
رفعت رأسي فشعرت به يقف ، ثم سمعت صوت أمي تطلب منه التجهُّز للذهاب إلى المدرسة ، همهم لكلامها ثم رأيته ينظر نحوي فأنزلت الغطاء قليلًا عن وجهي ثم قلت
_ أذهب أنا بخير .تنهد بصوتٍ شبه مسموع ثم غادر الغرفة ، رفعت الغطاء أكثر قليلًا عن جسدي ثم حدقت في السقف مطولًا ، لقد عدت لسابق عهدي ، وسط دموعي ، ندمي ، أسفي على كل ما فات .
سامحوني من فضلكم ، سامحني چينو ، سامحيني ييريم ، سامحني دونغهيوك ، سامحيني أمي ، سامحني أبي ، سامحيني يا نفسي ؛ سامحوني من فضلكم حتى أتمكن من الوقوف مجددًا و العيش بطريقة جيدة .
قلبت جسدي نحو الباب و تنهدت ، لا أريد الوقوف أو رؤية أيَّ أحد ، أريد الموت فقط ؛ أريد الرحيل بعيدًا إلى مكانٍ لا يكون جواري أيَّ أحد ، هل عليَّ تجربة الانتحار مجددًا ؟
أم عليَّ البقاء ساكتًا ، نادمًا ، متعذبًا ؟ أخبروني . ليخبرني أحدًا منكم ما عليَّ فعله ؟ أخبرني چينو أو لتفعلي ييريم ، دونغهيوك تحدث ، أمي تكلمي ، أبي قل لي أي شيء يخلّصني من هذا الندم الذي ينهش كياني .
لما جميع من أكون حولهم ، جوارهم يموتون أو يتعرضون للخطر ، مات چينو و كاد أن يقتل دونغهيوك و الآن ييريم ، لما عليَّ المعاناة ؟
أنت تقرأ
شتاءٌ مختلفٌ.
Short Storyهذه المرّة كان مختلفًا... الشتاءُ كان مختلفًا. لي مينهيونغ كيم ييريم لي دونغهيوك •عاطفية •حزن •أخويّ بدأت كتابتها ١٨/٢/٢٠٢٣ أنتهت كتابتها ٩/٣/٢٠٢٣ نشرت ٩/٣/٢٠٢٣ انتهت ٢٣/٧/٢٠٢٣ ©جميع الحقوق محفوظة.