نِصفُ سَاعَة.

11 3 0
                                    

Half An Hour.

بعد أن عدنا من المدرسة عدت إلى غرفتي  على الفور دونغهيوك لم يتبعني قط ؛ ليس من أجل أن يترك لي مساحة خاصة لا بل لأنه على معرفة تامة بأنّي تألمت هناك .

رميت جسدي على السرير دون تغيير الملابس ثم حدقت في السقف مطولًا ، ما حدث اليوم جعلني أقرُّ بشيءٍ واحد هو أن البكاء و التحسر على الفقيد لن يعيده بل سيزيد ألامنا و تحطماتنا ، و رؤية چايمين اليوم زادت حدة آلامي .

ربما هيوك تعمّد جعلني أراه إما حتى أنسى چينو قليلًا أو حتى أعتاد على الفقد ، نصف ساعة فقط كانت كفيلة في جعل العديد من الأمور تدور في رأسي ؛ العديد و لكن ليس للعديد أجوبة .

تحركت قليلًا فسمعت صوتهما يتحدثان كانا قريبين من الباب أمي و دونغهيوك ، تنهدت ثم قعدت على السرير أريد منه توضيح الأمور ، توضيح كل شيء حصل هناك .

هل أنده له أم أتركه حتى يدخل بمفرده ؟ لكني بحاجة للمعرفة و بأسرع وقت لذا عليَّ طلبه ، لكني سأنتظر حتى تذهب أمي هذا أفضل .

وقفت ثم توجهت نحو مكتبي ثم سحبت الكرسي و قعدت عليها ، تفحصت الأدوات الموجودة فوقه و كانت جميعها لهيوك ،فانتهزت الفرصة و فتحت أحد الدفاتر .

كان بلونٍ أزرق فاتح مع بعض الرسومات اللطيفة عليه ، لم يبدو لي أنه لكتابة الفروض ، بدا أنه خاص بسبب احتوائه على جملة (لا تلمسه) باللغة الأنجليزية .

و مع ذلك فتحته لأني أرغب في معرفة كل شيء يخصه كنت غافلًا عنه قبل ثلاث سنوات ، كانت الصفحة الأولى تحتوي صورة لنا نحن الثلاثة فقط دون والدايّ ، و في الصفحة التالية كتب
' الأحلام التي حلمنا بها معًا ، أصبحت لشخص آخر مرة أخرى ، نحن داخل نفس الحلم ؛ ستبدأ هذه القصة مجددًا في أحلامنا ،أنت في الجملة الأولى من هذه الصفحة التي لا تتوقف ، حلمي اللامع … '

قلبت العديد من الصفحات ، كانت كل صفحة تحوي على جملة إما كتبتها أنا أو سمعها رفقة چينو من أغنية ما ، جميع الأغاني كانت تحمل طابعًا مميزًا لنا بما تخلقه من مشاعر كانت مدفونة في أعماق أعماقنا .

توقفت عن التقليب حين فُتِحَ باب الغرفة ، كان هيوك ، دخل ثم اتجه نحوي مبتسمًا وضع يده فوق ظهر الكرسي الذي أجلس عليه ثم قال دون أن ينظر نحوي
_ لقد تركته هنا متعمدًا ، و الصباح اصطحبتكَ معي متعمدًا أيضًا ، هيونغ أريدكَ أن تخرج من العتمة التي رميت نفسكَ بها بعد موت چينو و زادت بعد رحيل الفتاة ذات الشعر الأشقر ؛ كنت أرى فيكَ الأمل ، الحب ، التفاؤل ، لكن الآن بتُ من يريد إعادة ما تبعثر داخلكَ إليكَ .

سكت ثم جلس القرفصاء على الأرض و قلب الكرسي حتى أقابل وجهه ثم ضمَّ يديَّ الباردتين بيديه الدافئتين و أكمل
_ لذا هيونغ عُد إلى الشخص الذي لم أكن أشعر بالخجل حين أحادثه في أمورٍ أكبر من أن أتحدث بها ، إلى الشخص الذي يجعلني أبكي و أضحك في الوقت عينه ، إلى ذلك الشخص الذي ساعدني حتى دون أن يدري على أن أختار الاتجاه الذي سوف أسير عليه مستقبلًا ...

_ لكن كيف ؟
بعد دقائق من السكوت هذا ما استطعت البوح به فقط ، ابتسم ثم قال
_ لا تبقى في الغرفة ، إذهب إلى الخارج فقط تمشى و أنظر حولكَ ، أضحك كثيرًا و لا تبكي ؛ عد إلى فعل ما تحب ، إعزف ، غني ، أكتب كلمات مبعثرة ثم إجمعها مع بعضها ، هكذا تعود .

شتاءٌ مختلفٌ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن