ذِكرَى جَميّلةَ.

46 7 11
                                    


Beautiful Memory.

منذ الليلة الماضية لم يغمض لي جفن ، جلَّ تفكيري كان في المشهد البديع الذي رأيته بعد رحيل شقراء الشعر ، لأول مرة في حياتي أجعل نفسي تحدق لوقت طويل في الكريات البيضاء التي تتساقط بوتيرةٍ متقاربة تغطي الأرض .

كان الشتاء بديعًا و للمرة الأولى أغادر غرفتي بمفردي دون صوت أمي أو نقرات دونغهيوك على الباب بخفةٍ ، كان أبي في المطبخ حول مائدة الطعام وقفت عند العتبة الفاصلة و حدقت به لثوانٍ قبل أن أشعر بيدٍ دافئة تسحبني للداخل .

كان دونغهيوك يبتسم بوسعٍ كمن وجد ما فقده منذ دهرٍ ، سحبني حتى بلغ الكرسي جانبه ثم أقعدني عليه دون التلفظ بحرفٍ ، نظرت نحوه و ابتسمت فحول نظره نحوي ثم أردف مترددًا
_ إذًا هل عدت ؟

_ و متى كان غائبًا كل ما يفعله هو النوم و الأكل كما الحيوانات لم تتغير قط مينهيونغ .
هذا قاسٍ أبي ، قاسٍ حقًا ؛ كان عليك قول أي شيء عدا هذا راضٍ بقولك 'عد لغرفتكَ' لكن ليس هذا ، أخفضت نظري للأسفل لأسمع صوتها الحنون تدافع
_ عزيزي من فضلكَ توقف .

قهقهة ساخرة هربت من ثغره ثم وقف و وضع كلتا يديه على الطاولة جاعلًا إيايَّ أرفع بصري نحوه ثم قال
_ لو رحلت عوضًا عن چينو كان أفضل .

رمى سمّه كما الأفعى ثم غادر ضاربًا الباب خلفه بعنفٍ ، خانتني عيني لأبكي بعلوٍ ، دونغهيوك ضمني يهدأ النيران التي أضرمت في قلبي و أمي قعدت أمامي تبكي .

_ إنه محقٌ .
قلت بعد جهٍد في المحاولة ثم وقفت تزامنًا مع ابتعاد دونغهيوك عني ، وقفت ثم عدت لغرفتي نحو قوقعتي المعتمة ، أغلقت الستائر ثم جعلت كامل الغطاء فوقي و بكيت .

سمعت طرقاته و صوته الراجي لكني لم ألبي النداء ، لم أقفل الباب أين استطاع الدخول و الجلوس فوق السرير ، سحب الغطاء بعيدًا عن وجهي ثم أردف بنبرةٍ باكية
_ هيونغ أرجوك لا تقتلني مجددًا .

لا أقتلك مجددًا و ماذا عني هيوك ؟ أين أنا ؟ من أنا ؟ ماالذي حدث لقلبي ؟ هل يمكنني العودة أين تركته ، لا يمكنني لأنه قد تحطم ؛ والدنا العزيز حطمه و كل تفصيلة صغيرة به .

كان عليَّ البقاء هنا و تذكر ما حدث البارحة بابتسامة واسعة لم يكُ عليَّ التوجّه هناك و خوض هذه الأحاديث التافهة معه ، تحركت قليلًا فوقف سامحًا لي بالحرية ثم قعدت على السرير .

أغمضت عينيّ أمنع نداها من النزول ثم فتحتهما ببطء حين شعرت بدفئ يديه فوق خاصتي ، نظرت نحوه لتخون العيون صاحبها ، راقبته يرفع يده حتى وجهي ثم مسحها بسرعة و أحاط وجهي الشاحب بكفيَّ يديه ثم قال
_ ألن تستمع إليَّ أنا فقط ؟ يمكنني الشعور به داخلي هيونغ لذا أنا أرجوك توقف عن التفكير بما قاله و أنظر إليَّ فقط .

ابتسمت فعانقني ؛ شعور الدفئ الذي يحيطني به ينسيني سم والدي ؛ شعرت بالاختلاف ، باختلاف كل ما حولي الآن أكان أنا السبب ؟ أكانت مشاعري المكبوتة مثل ثلاث سنوات هي السبب ؟

حاول خلق حوارٍ مبهجٍ عليّ أضحك و نجح في النهاية ضحكت قليلًا ثم توقفت أنظر نحوه كيف يضحك بسعادة كان جميلًا ، دونغهيوك بدا جميلًا عندما ضحك ، لم أستطع رؤية هذا الجمال منذ ذلك اليوم .

تذكرت الشقراء منذ البارحة و لها كل الشكر لأنها جعلتني أرى الجمال الذي يحيط بي مجددًا ، توقف حين شعر بي ساكنٌ فهسهس بقلقٍ
_ أنتَ بخير ؟

هززت رأسي إيجابًا ثم نقلت بصري نحو النافذة ، رأيتها تقف هناك تبتسم نحوي ، فابتسمت .






شتاءٌ مختلفٌ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن