لَيلَةٌ سَعيِّدةٌ.

13 2 0
                                    

Good Night.

البارحة كان مختلفًا فقد شدني كلام رفيق دونغهيوك حول الأوضاع في الخارج ، لم أذهب للجامعة منذ شهرين و لا علم لي السبب ، قال أن الأوضاع قد تغيرت و ما عاد الناس في بلده قادرون على العيش بطريقة جيدة .

قالت له والدتي أن يأتوا إلى هنا و هو بدوره قال أنه سوف يُحادث والديه بخصوص هذا ، بعد أن رحل توجهت لغرفتي و هيوك ساعد أمي في تنظيف الصالة ثم جاء إليَّ و بحوزته حقيبته .

جلس على الأرض يذاكر أما أنا حدقت به مطولًا ، لم أستطع رؤية ملامحه جيدًا عدا ذلك اليوم ، لم أشعر بنفسي ألا و أنا أنزل عنه و اتجه ناحيته ، جلست جواره ثم رفعت يدي ناحية شعره البني .

تلمسته ببطء ثم وضعت يدي فوق كتفه ، فرفع نظره نحوي ثم قال
_ هيونغ هل من خطب ؟

هززت رأسي نافيًا ثم ابتسمت ، فابتسم بيد أنه عرف ما بي لأنه وضع رأسه فوق ساقي غير الممدودتان ثم قال
_ تذكر منذ ثلاث سنوات كنت و چينو لا نقدر على النوم دون الجلوس في حضنكَ و أنتَ تقصَّ علينا بعض القصص الغريبة و تلعب بخصلات شعرنا بنعومةٍ ؛ أتفعل ذلك الآن ؟

بلى تذكرت ، لكني لا أرغب فأنا أراه الآن هيوك ، أراه ينظر نحوي و يبتسم ، لم أعد أرغب في الابتسام أو الضحك أرغب في الموت فحسب .

وقفت فسبب ذلك ارتطام رأسه بالأرض فتألم - أسف لذلك - ابتعدت عنه ناحية السرير ثم قعدت عليه مطأطأً الرأس ، شعرت بنظراته المتسائلة تخترقني لكني لن أبوح .

_ هل يمكنكَ تركي و شأني للأبد .

_ لما ؟
صاح بعد كلامي ثم جاء نحوي يرفع وجهي حتى أبصره ، رأيت دمعته ، و أنا أسف لذلك صغيري ، لكن عليَّ فعل ذلك و الذي توجب فعله منذ زمنٍ طويلٍ .

دفعته عني ثم صحت به
_ أرحل ، أغرب عن وجهي ؛ لم أعد أتحمل رؤيتكَ كل ليلة ، أنتَ تقتلني ببطء ... أرحل .
ختمت كلامي بنبرة مهزوز ثم قعدت على السرير أغطي وجهي الباكي .

شعرت به يلملمُ أغراضه بعصبيةٍ و حزن ثم سمعت صوت الباب يضرب بقوة ، أرحت جسدي على السرير ثم بكيت بقوةٍ ؛ أسف لكل ما فعلت دونغهيوك ، فأنا لم أعد أحتمل .

سمعت صوتًا شجيًا يأتي من الخارج ، ركزت السمع فكانت أغنية ' ليلة سعيدة ' المفضلة للتوأم ، حدقت في منبع الصوت كان من أمامي على بعد سبعة عشر خطوة .

رأيت فتى يشبه السراب أبيضًا من رأسه لقدميه ، يرتدي اللون الأبيض ، لم يظهر وجهه أين كان ينظر للجهة الأخرى ، ثم حين قلب وجهه اتجاهي شعرت بقلبي يخرج من مكانه ، لقد كان چينو .

رأيته بملامح حزينة ، كأنه كان يبكي ، فتحت النافذة و صرخت له لكنه لم يُجب ، هل جننت ؟ أقسم بروحي أنه كان يقف هناك بيده يحمل جهاز الموسيقى خاصته و يضع أغنيته المفضلة .

نظرت نحو السماء ثم قلت محدقًا في تلك النجمة التي تلمع
_ سامحني أخي لكني لم أعد أحتمل كل ما يحدث لي ، أصبحت عائقًا على من حولي و لا طاقة لي للعيش أكثر ، أرغب الموت لكني ضعيف حتى للفعل ؛ ساعدني لأراك .

شعرت بألمٍ قويٍ يفتكُ داخل رأسي فأغلقت النافذة بسرعة و عدت للسرير ، أمسكته بقوة و ضغطت عليه بذات الوتيرة لكنه لم يضمحل بل زاد .

صرخت بصوتٍ عالٍ من الألم فرأيته يدخل مسرعًا ، يمسك به يمسح هناك برفقٍ حتى زال ، أردت الأبتسام لكني أصبحت الآن مستاءٌ من نفسي الحقيرة التي آلمته .







شتاءٌ مختلفٌ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن