الفصل الثالث

2.5K 69 7
                                    

رواية حضرة الضابط زوجى الجزء الثانى
الفصل الثالث
بقلمى / هدير خليل

ذهب عمر الى الغرفة التى محتجز فيها أبناء أخيه إلياس وجنه اقترب منهم بهدوء وقام بتقبيل جبهتم ثم قام بحملهم بحرص واتجه بهم الى غرفة اخيه ولكن قبل أن يدخل الغرفة القى نظرت احتقار على فيروز بدون ان يوجه لها اى حديث برغم من وقفها وتلهفها الواضح عندما رأته يحمل ابنائهم ولكن نظراته لها منعتها من الاقتراب ، دخل عمر و اغلق الباب خلفه ، ليرفع هشام انظاره له واعتدل سريعا فى جلسته ليتأوه بآلم ليسرع عمر بالاقتراب منه وهو يهتف.
= خالى بالك.
لم يهتم هشام ومد يده ليلتقط منه جنه و انامها فى حضنه ناحية اليمين ليضع عمر إلياس فى حضن هشام من ناحية اليسار ، ليعتدل بعدها وينظر الى اخيه باستفسار وهو يردف.
= هتعمل ايه مع مراتك ؟؟
صمت هشام بتآلم لما ألت له حياته ثم هتف بجمود.
= مش هعمل حاجه ... خدها وديها بيت أهلها.
عقص عمر بين حاجبيه بضيق وهو يقول.
= مش عايز تتكلم 
ليهز هشام رأسه بالنفى وهو يرد عليه.
= لا.. مفيش كلام هيفيد بحاجه ولا هيغير حاجه ... سلمى فين ؟ 
لم يعلم عمر بماذا يجب على سأل اخيه ليصمت وهو ينظر له بحزن ، ليفهم هشام نظراته جيدا لتتجمع الدموع فى عينه ليغمض عينه بآلم يحاول ان يكبح دموعه من الهبوط وبعد ثوانى فتحها وهى تنطق بجميع الوجع الذى بداخله ليردف بحزن.
= متدفنهش ... محدش هيدفنها غيرى. 
هز عمر بحزن وقد تجمعت الدموع فى عينه وهو يهتف بمواساه.
= شد حيلك يا هشام كلنا لها .. انا هجهز تصريح الدفن متقلقش .. وهشوف مراتك مشت ولا قعده.
خرج عمر خارج الغرفة لينظر هشام فى اثر عمر و زاد ضيقه عندما سمع صوت صراخ فيروز و رفضها ان تغادر المكان ليدخل عمر الغرفة مرة اخرى بعد بعض الوقت ليظهر على وجهه معالم الغضب وهو يهتف بضيق وبعض الحده.
= مش عايزه تمشى و انا لو قعدت قدامها اكتر من كده همد ايدى عليها و اضربها.
صمت هشام لثوانى ولم يرد على حديث عمر ثم هتف بتعب.
= انا هنام.
هشام نام و اخذ ابنائه فى حضنه و عمر تركهم و خرج وأغلق باب الغرفة خلفه بعد ان القى نظره ضيق الى فيروز و ابتعد عن الباب بضع خطوات و اخرج هاتفه فوجد اتصالات عديدة من لينا ، ليزفر بتعب وهو يضغط على بعض الازرار ويرفع الهاتف على اذنه ينتظر اجابة الطرف الأخر.
= الو 
صاحت به لينا بعصبيه وحده وهى تستمع الى صوت عمر.
= انت فين ؟ و ليه مش بترد على تلفونك.
ليغمض عمر عينيه بضيق يحاول ان يتحكم فى اعصابة حتى لا ينفعل عليها فهو على الحافة... ليهتف بتحذير.
= وطى صوتك.
ليزداد انفعال لينا من حديث عمر ليهتف بحده.
= مش هوطى صوتى يا عمر انت فين ؟ و متكدبش و تقول فى الشغل علشان انا سألت عليك فى الشغل و قالوا لى انك مرحتش الشغل تانى ... فمن غير ما تحور عليا قولى انت فين ؟؟
عقص عمر بين حاجبيه وهو يهتف بتسأل وحده.
= انتى بترقبيتى يا لينا.
لم تهتم الى نبرة الاستنكار الذى كانت يتحدث بها عمر لتهتف لينا باصرار.
= عمر متقعدش تلف عليا انت فين ؟
انفلتت اعصاب عمر وهو يستمع الى صوتها المتشكك به ليصيح به بغضب.
= انا فى داهيه تأخدنى عشان ترتاحى.
اغلق عمر الهاتف فى وجه لينا بدون ان يضيف المزيد من الحديث او يهتم باستماع المزيد منها فهو يختنق بما يكفى ولا يريد ان يستمع من لينا ما يجعله ان يفعل رد فعل يندم عليه فيما بعد ، ليضغط على زر الاتصال ويقوم بمهتفت ابنه.
= الو
ليجيبه فهد بسرعة و لهفه.
= الو ايوه يا بابا انت فين ؟ انت كويس ؟
كشر عمر بين حاجبيه فيبدو ان لينا نقلت شكها الى ابنائه ليهتف بشك.
= امك جنبك ؟؟
ليجيبه فهد بالنفى.
= لا انا فى اوضتى.
ليردف عمر بهدوء وهو يزفر انفاسه.
= طيب انا عايزك الساعة 10 كده تكون عندى فى مستشفى ال###
ليفزغ فهد وينهض من على الفراش برعب وهو يغمغم بقلق ورعب.
= مستشفى ليه ؟ بابا انت حصلك ايه ؟ عشان خاطرى طمنى عليك.
ليهتف عمر بنبره مطمئنه برغم كل ما يمر به.
= متقلقش انا كويس.
ليجيب فهد بتسرع وهو يتحرك بعشوائية فى الغرفة بتوتر وخوف.
= انا جاى ليك دلوقتى.
ليصيح به عمر بنفذ صبر.
= فهههد قولت لك انا كويس.
ليصمت فهد لثوانى ولا يستمع عمر سوى انفاسه العاليه التى تدل على انهياره الوشيك ليحاول فهد ان يسيطر على دموعه التى ترغب فى القفز من عينيه من التوتر و الخوف.
= طيب انت ليه فى المستشفى.
عمر تنهد بضيق فهو كان لا يريد ان يخبره حتى لا يقلق أكثر ولكن يعلم مقدار حساسية ابنائه من امر اصابته التى عاشوها كثير بسبب عمله ليردف عمر بحزن.
= عمك هشام عمل حادث عشان كده انا معه فى المستشفى.
لتزداد نبضات قلب فهد برعب فهو يحب عمه هشام مثل والده تماما لغمغم فهد بخوف وصدمه.
= ايييه ازاى ؟ طيب هو كويس طمنى عليه هو عامل ايه ؟ ايه اللى حصل له ؟
ليجيبه عمر باقتضاب وهو يمسح على وجه بضيق كيف يطمئنه وهو يرغب ان يطمئنه احد على وضع اخيه الذى يعلم جيدا انه ليس بخير.
= لما هتاجى هقولك اللى حصل .. هو كويس دلوقتى الحمد لله.
ليردف فهد برجاء وتوسل.
= بابا علشان خاطرى اجاى دلوقتى انا مش هعرف اقعد كده غير لما اطمن عليكم.
ليغمغم عمر بنفذ صبر.
= فهد أنا مش ناقص وجع قلب هى كلها ساعتين ثلاثه و تكون عندى فجهز اللى هقولك عليه علشان تجيبه معاك انت وجاى تمام.
ليصمت فهد مرغوما وهو يتمتم بطاعه.
= حاضر
قال له عمر كل الذى يحتاجه له و يحتاج له هشام و إلياس و ان يجلب معه بعض المال برغم من انه كان يرغب فى ان يعرف لم يحتاج لإلياس تلك الاشياء هل هو الاخر اصابه مكروه ولكن والده لم يعطيه فرصة حتى لفتح فمه بأى استفسار اخر لينهى مع عمر المكالمة بعد ان انتهى من املاءه بكل ما يريده .. بعد ان انهى فهد مكالمته مع والده اتجه فهد الى غرفة والده و طرق على باب الغرفة عدة طرقات خفيفه وهو يهتف بخفوت.
= ماما انتى صاحيه.
لينا فتحت باب الغرفة لفهد بعد دقيقتين و عندما نظر لها فهد علم انها كانت تبكى ليكشر بين حاجبيه باستغراب فوالده اخبره انه لم يستطيع التواصل معها اذا لما تبكى اذا لم تكون تعلم بالأمر لتقطع عليه لينا حيرته وهى تسأله بصوت متحشرج.
= عايز ايه يا فهد .. ايه اللى مصحيك لغاية دلوقتى ؟؟
ليجيبها فهد بهدوء حتى لا يقلقها.
= بابا كان طلب منى شوية حاجات اجهزه له علشان اوديها له المستشفى و....
لينا شهقت بفزع و جرت لداخل الغرفة و دموعها تتسقط من الخوف و اتصلت على عمر ولكنه لم يرد من اول مرة مما زاد رعبها وهى تلعن نفسها الف المرات على حديثها الغبى معه منذ قليل ، لغمغم بخوف و رجاء.
= رد رد يا عمر علشان خاطرى.
ليقف فهد بجوار والده وهو يحاول ان يطمئنها وهو يقول.
= ماما اهدى باب....
ولكن قطع حديث فهد رد لينا بلهفه على عمر الذى اجابها.
= الو عمر انت كويس يا حبيبى انت فين ؟ رد  عليه ايه حصل معاك عمممر ابوس ايدك طمنى عليك عممممر.
تمزق قلب عمر عليها وعلى الرعب الظهر فى صوتها ليحاول ان يتحدث ولكنها لم تعطيه فرصه ليصيح بها حتى تهدأ.
= ليييينا اهدى شويه علشان اعرف اتكلم.
لتهتف لينا من بين شهقاتها والدموع تنهمر على وجنتيها.
= انت كويس ؟؟
ليجيبها عمر بهدوء وحنان لعله يستطيع طمئنتها.
= انا كويس متخافيش.
لتسأله لينا بشك وعدم تصديق.
= اما بتعمل ايه فى المستشفى.
ليسب عمر غباء ابنه الذى لم يخبرها بهدوء واثار رعبها ، ليهتف عمر بضيق من روعنة ابنه.
= هو الغبى اللى قالك انى فى المستشفى مقالش ليكى انا فى المستشفى ليه ؟؟
نظرت لينا الى ابنها فهد الذى غمغم بانزعاج من تسرع والدته الذى سبب فى القاء والده بالوم عليه.
= دايما جيبه لى الشتيمه وقلة القيمة.
لتهز لينا رأسها بالنفى كأنه يراها وتهتف برجاء.
= لا مقاليش قولى بقى وطمنى عليك و إياك تخبى عليا حاجه.
ليزفر عمر بآلم وهو يتذكر ما عاشه مع أخيه منذ بضع ساعات ويفتح عيناه بحزن ويفرج عن شفتيه وهو يغمغم بحزن.
= هشام عمل حادثه.
لتكشر لينا بين حاجبيها باستغراب وهى تردف بقلق.
= حادثه ؟؟؟ حادثة ايه ؟
ليقطع عمر حديثهم بتعجل وهو يهتف بسرعة.
= لينا معلش يا حبيبتى مضطر اقفل الدكتور جاى يشوف هشام هكلمك بعدين سلام.
اغلق عمر الهاتف بدون ان يستمع الى ردها، اما لينا نظرت الى ابنها فهد وهى تعقص بين حاجبيها بعدم فهم وتهتف باستفسار.
= ايه قالك بابا.
قص فهد كل الذى اخبره به عمر بعد ان انتهى اخذت لينا تجهز كل الذى طلبه عمر من فهد و تجهزت هى و ابنائها حتى يذهبوا الى عمر.
أما عند عمر و هشام فى المستشفى عندما كان يتحدث عمر فى الهاتف مع لينا سمع صوت صراخ ابناء اخيه و فيروز اقتحمت الغرفة عندما سمعت صوت صراخهم ف اغلق الهاتف سريعا بخوف ليعلم ماذا يحدث .. و عندما دخل وجد إلياس متعلق فى رقبة والده اما جنه ف ابتعدت عنهم فى ركن فى الغرفة و هى تجلس فى الارض و تضم قدمها الى صدرها و هى تصرخ و هشام و هو يحمل إلياس يحاول ان يقترب منها ولكن عندما ترى التشوه الذى فى وجه هشام تصرخ أكثر ف ذلك اشعل غضب هشام أكثر و نظر الى فيروز بكره أكثر و اتهام تصرخ به كل ملامحه.
حاولت فيروز ان تقترب منها ولكن جنه ايضا لم تقبلها و بقيت اكثر من ساعتين على هذا الوضع و الاطباء اراضوا ان يعطوا جنه حقنه مهدءه ولكن هشام رفضه و منعهم لا يريد لابنته ان تاخذ مهدئات فى هذا السن .. ليحاول معها بقلب ممزق على ما آلت له حياته بين ليلة وضحها.
= جنتى انا بابا يا حبيبتى تعالى.
جنه بتهز راسها بالنفى و تنكمش أكثر على نفسها حاول هشام أن يقترب منها ولكن قطع خطواته الرعب الواضح على ابنته منه و فتح فهد الباب بسرعة عندما سمع من الخارج صوت صراخ جنه و عندما رأها فى هذا الوضع جرى عليها و أخذها فى حضنه و هو يمسح على رأسها بحنان و يطمئنها حتى هدأت و نامت فى حضنه وهو جلس بها فى الأرض .. فقام هشام من من أرضيه الغرفة و هو يحمل الياس الذى نام هو الاخر و وضعه على السرير ثم عاد و أخذ جنه من حضن فهد وهو يخبئ وجهه فى احضان ابنته النائمه ويحاول الإ يجعل احد من ابناء اخيه ان يروا وجه حتى لا يثير رعبهم هم الأخرين .. ليهتف هشام بصوت خافت متألم.
= عمر معلش ممكن تطلعوا شوية عايز اتكلم معاها.
هز عمر رأسه بتفهم ويحمد ربه ان ابنه استطع ان يسيطر على انهيار جنه حتى لا يزداد وجيعه اخيه وهو يراه انهيار ابنته يكفيه فقدان الاخرى.
= تمام هستنى بره لو احتاجت حاجه .. يلا.
عمر جذبهم جميعا الى الخارج حتى فهد الذى كان لا يرغب بترك جنه ولكن امام نظرات ابيه رضخ لأمره وغادر معه الغرفة ... بعد ان اصبحت الغرفة فارغة عليهم اتجه هشام الى الكنبة الموجوده فى الغرفة وجلس عليها بعد ان ترك ابنائه ينامون على الفراش بينما مازالت فيروز تجلس على ركبتها فى الارض .. ليهتف هشام بآلم وهو ينظر الى الأرض تحت اقدامه.
= فى اليوم اللى دخلت فيه حارتكم وشوفتك حبيتك و معرفتش ابعدك عنى بالعكس كل ما احاول ابعدك حبك بيزيد اكتر لغاية ما بقيت مهوس بيكى و اجبرتك تتجوزينى و كنت بحاول بكل الطرق اخليكى تحبينى بس مع الاسف كان كرهك لى بيزيد أكتر لدرجه انك حبستينى و كنتى عايزه تموتى جنه و هى فى بطنك حتى وقتها معرفتش اكرهك صح وقتها مكنتش بكلمك بس مقدرتش ابعدك عنى و سامحتك لما قولتى لى انك بتحبينى.
هشام رفع راسه و نظر الى فيروز و الدموع مجتمعه فى عينه وهى يكمل حديثه بآلم.
= هو اللى بيحب حد بيجرحه كده.
لتهتف فيروز اسمه برجاء ودموعها تنهمر على وجنتها المشتعلة بالحمرة من كثرة البكاء.
= هششششام...
ليهتف هشام بهجوم وهو لم يعد يتحمل.
= هشام ايه يا شيخه ؟ ارحمينى بقى انا حذرتك كم مرة و قولتلك متدخليش فى شغلى ولا تتزفتى تمشى ورايه بس ازاى الهانم تسمع كلامى و النتيجه ايه بنتى ماتت بسببك ؟ لتانى مرة بتكررى نفس الغلط.
لتهتف فيروز بصوت متقطع وهى تشهق ببكاء.
= انا..مكنتش..اعرف ..ان هيحصل كده... والله ما كنت اعرف.
انفتت اعصاب هشام ليصرخ بها بكل وجيعة قلبه على فقدان ابنته الصغيرة.
= متعرفيش اييييه ؟ متعرفيش ان شكك فيا و مرقبتك لى هتوقعنا فى نصيبه انت مستوعبه العصابه اللى وقعتى فى ايدها دى كان ممكن تعمل فيكى ايه ؟؟؟ او حتى اللى قبل كده .. ما هى مش اول مرة .. ولا مكنتيش تعرفى ان عيالك لم يجوعوا هيدخلوا المطبخ و يلعبوا فى النار ما الهانم سيبهم فى البيت من غير أكل علشان ترقبنى و تشوف بتصرمح مع مين ؟؟ انا عايز اعرف انتى مكتفتيش من مرة ولا اتنين ليييييه ليييييه دا انا لو و**** مش هتعملى كده رقبتينى بدل المرة ألف و مكتفتيش عايز اعرف استفاتى ايه باللى عملتيه ده رددددى عليه ... استفادتى اااايه؟؟
هتفت فيروز ببكاء يقطع القلب وهى تدافع عن نفسها.
= علشان ..بغير ...عليك ...
عندما سمع هشام ما قالت انفجر فى الضحك بآلم وبدون اراده منه هبطت دمعه من عينه تشطره وجع روحه وتمزقها وهو يهتف.
= هههههههه ههههههه مش قادر بتغيرى عليا ... انا من يوم ما اتجوزك و انا ببص فى عينك علشان القى نظرت حب منك... تعرفى كنت بلقى ايه ؟ كنت بلقى عتاب و شك .. بتعتبينى علشان اتجوزتك بالغصب صح.
هشام قام و تحرك كالاسد الحبيس فى الغرفه لا يعلم ماذا يفعل معها لو كان شعر بحبها لكن صدق انها تغار عليه ولكنها كانت مثل الضابط الذى يبحث وراء القاتل على دليل ادنته لماذا لم تحبه كما فعل هو لماذا لم ترحمه .. لقد تعب هشام من التفكير فنظر لها بجمود وهو يهتف.
= انا كنت ناوى ارجعك لأهلك بس بعد اللى حصل مع جنه و خوفها منى ف انا هخليكى تفضلى فى البيت بس مش هتكونى اكتر من خدامه ل اولادى و اقسم بالله يا فيروز لو حد فيهم اتجرح جرح أد كده لتتمنى ساعتها الموت ولا انك تشوفى ايه هعمل فيكى ... لو مش عجبك كلامى هخلى عمر يرجعك لأهلك دلوقتى و....
قطعته فيروز عن تكملت حديثه وهو تجيبه بسرعة وآلم يفيض من عينيها.
= موافقه
هشام نظر لها بضيق و اتجه الى ابنائه الذين كان قد استيقظوا بسبب صوتهم العالى و يمثلون انهم نائمون ليسحب هشام نفس طويل قبل ان يهتف.
= فتحوا عنيكم انا عارف انكم صاحين.
فتحوا إلياس و جنه عنيهم ولكن جنه ابعدت وجهها عن هشام ليزداد تآلم هشام من فيروز أكثر.
= على ما اعتقد انتم كبار و فهمتوا كل اللى سمعتوه.
لترد عليه جنه بكره لا يعلم متى اصبحت ابنته تكنه له.
= انت وحش ازاى عايز تخلى ماما خدامه عندك .. انا بكرهك انت السبب فى اللى احنا فيه مش هى .. انت اللى بتفضل طول اليوم بره البيت و هى بتكون هتتجنن عليك بس انت مش بتعبرها و بترجع البيت براحتك.
هشام نظر الى جنه بصدمه ثم حول نظره الى فيروز باتهام.
= كمان مخليهم شايفنى الاب الشرير انا بجد مش لقى كلمه اوصفك بيها.
هشام قرب من فيروز و وقف قصدها و تحدث بهمس لها لم يسمعه غيرها.
= ليه مقولتيش ليهم ان إلياس و سلمى جم الدنيا دى برضوه غصب عنك علشان سيادتك رفضتى انك تخلفى منى تانى .. ليه مقولتيش ليهم انى كنت كل ما اجى اقرب منك بتحسسينى انى بغتصبك .. ليه مقولتيش ليهم انى كنت بسيب البيت و بفحت نفسى فى شغل الشركة و شغل الشرطة علشان ارجع البيت و انتم نايمين و مشوفش فى عينك نظرت القرف و انا بخدك فى حضنى .. تعرفى انا آسف بجد آسف علشان حبيتك آسف علشان اتجوزتك انا استكفيت منك ارحمينى و اطلعى من حياتى بقى.
هشام تركها و دخل الحمام الموجود فى الغرفة و اخذ يكسر كل ما تطوله يده سمع صوت خبطات على الباب الحمام ليهتف بصوت متقطع لهث من الآلم الذى يقطع قلبه.
= مش عايززززز اسمع حد سبونى فى حالى بقا حرام عليكم انا تعبت كفايا كده.
ليستمع إلى صوت ابنه إلياس الذى هتف بخوف ورجاء.
= بابا الحق ماما.
هشام خرج بجمود ف لولا صوت ابنه الخائف ما كان ليهتم فهو اكتفا مما تقدمه له ولا يرغب فى معرفة الطعنة القادمه منها ما هى حتى ان ظنونه قد قادته انها قد غادر مما اثار رعب ابنائه ليفتح هشام باب الحمام وهو يهتف بجمود.
= فى ايه ؟؟
إلياس جذب هشام لداخل الغرفه فوجد فيروز سقطه فى الارض و جنه بجوارها تبكى و تنظر له بكره ليشيح هشام انظاره بعيدا عن ابنته واتجه لها و قام بحملها و وضعها على السرير و نظر لابنه وهو يغمغم بقلق يحاول ان يخفيه فهو لا يريد ان يعلق قلبه اكثر فهو لم ينال سوا الجراح منها.
= إلياس قول لعمك بره يجيب دكتورة بسرعة.
إلياس جرى الى الخارج و لم يغب كثيرا حتى كان يدخل هو و عمه و معه الطبيب و لينا و اطفالها تتبعهم .. هشام نظر الى عمر بمعنى جلبت رجل حقا ؟؟! نعم هو يغار عليها مهما فعلت ماذا يفعل فى لعنة عشقها يعلم ان عشقها سوف يكون سبب فى موته يوما ما .. ليهتف عمر بتبرير عندما فهم نظرات اخيه.
= مكنتش اعرف ان هى اللى عايزه الدكتور إلياس مقالش غير انده دكتور بسرعه ... معلش يا دكتور عايزين دكتورة هى اللى تكشف عليها.
الدكتور تفهم الموضوع و رسل زميلته لهم لكى تكشفت عليها .. بعد ان خرج عمر و الاطفال و تركوا هشام و جنه الذى لم تفارق والدتها و رفضت الخروج وترك والدها مع والدتها بمفردهم كإن والدها ذئب سوف ينقضض على والدتها ان تركتهم بمفردهم .. لتهتف الطبيبة بعملية.
= مفيش داعى لقلق ده طبيعى بس لازم تهتم بأكلها كويس و تابع مع دكتورتها.
ليعقص هشام بين حاجبيه بعدم فهم هل هى تعانى من مرضا ما و لم تخبره ليهتف بقلق اكبر.
= دكتورة ايه هى عندها ايه ؟
لتنظر له الطبيبة باسفسار وهى تقول.
= هو حضرتك متعرفش ان المدام حامل فى شهرين و نص.
كادت عيونه عن تخرج من مكانها من الصدمه هو يكرار بعدم تصديق.
= حامل ؟؟!!
لتهز الطبيبة رأسها بتأكيد وهى تقول.
= ايوه .. انا خلصت كشف وهى شويه وهتفوق بعد اذنك.
الدكتورة خرجت ثم استأذن عمر و لينا و دخلوا وجدوا هشام يقف متجمد فى مكانه ينظر الى فيروز بآلم يقطر من عينيه ، لتهتف لينا بقلق.
= الدكتوره قالت ايه ؟ مالها فيروز ؟؟
هشام لم يرد عليها و دخل الحمام و وضع راسه تحت الماء البارد و الافكار تنهش فى عقله و قلبه هل كنت ترغب فى التخلص من صغيره لذلك لم تقول له عن حملها لماذا خبت عليه لماذاااا فهى بالتأكيد كانت تعلم فهذه ليست اول مرة تحمل بها اذا لماذا لم تخبره .. وجد عمر يضع يده على كتف هشام بقلق ليحثه على اخراج راسه من اسفل الماء .. فالماء سوف يأذى جروح وجهه أكثر وهو قد اطال فترة بقا راسه اسفل الماء ولكن الحقيقة ان آلم وجهه لم يشعر به بسبب آلم قلبه الذى يكاد ان يقتله.
= هشام انت كويس.
ليجيبه هشام بآلم.
= طلعت حامل يا عمر .. حامل!!
ليعقص عمر بين حاجبيه وهو يهتف باستغراب.
= مبروك بس انت زعلان ليه دلوقتى ؟؟ شوف لطف ربنا بيك خد منك امانه كان سيبها عندم و عوضك بغيرها لما صبرت على فجعتك فى بنتك.
ليهتف هشام بجمود.
= هى حامل فى شهرين و نص و انا معرفش.
ليكشر عمر بين حاجبيه وهو يهتف بتسال.
= قصدك ايه ؟ و ازاى هى معرفتش انها حامل المدة دى كلها.
لم يستطيع هشام يبوح له بما يوجع قلبه صحيح ان عمر يعلم تصرفات فيروز و مرقبتها ل هشام و مهمته التى تخربها له و عرضة حياة هشام للخطر أكثر من مرة ولكنه لا يعلم عن حياتهم الخاصه شئ ليهتف هشام بضيق.
= انا عايز اطلع من هنا انا مخنوق مش قادر.
ليطبطب عمر على كتف اخيه بمواساه وهو يقول.
= هخلى الدكتور يكتب ليكم على خرج.
ليهتف هشام باستفسار مآلم.
= و سلمى ؟؟
ليجيبه عمر بحزن.
= خلصت كل الاجراءات.
ليهتف هشام بتقرير.
= هدفنها الاول.
عمر هز برأسه بالايجاب .. لا يعلم كيف يوسيه حتى يحفف عنه الوجع الذى وضح عليه .. جلب عمر ملابس ل هشام ليبدل ملابسه المبتله و بعد ان انتهى هشام خرج و أخذت لينا إلياس لتغير له و من بعده جنه شرد هشام فيما تفعله لينا فهى المدلله الذى تحولت الى ست بيت شاطرة تهتم بأبنائها عكس زوجته كم تمنى ان تتغير زوجته مثلها لعل كانت حياتهم افضل الآن ولكن قد فات الآوان على التمنى .. وقف إلياس امام والده و هو يحرك يده على وجه هشام المشوه ويهتف.
= بابا هو الجرح ده من النار
هشام هز راسه بصمت و هو يعلم ان اطفاله يشمئزوا منه ولكن لا يريد ان يعمل عملية تجميل لازالته يريده ان يبقى حتى يذكرة بنتيجة حبه الخطأ ليكمل إلياس حديثه.
= انت دخلت وسط النار زى سوبر مان علشان تنقذنا من النار صح يا بابا .. انت بطلى.
إلياس حضن هشام بقوة و كإن هشام كان بأمس الحاجه لأحد أن يحضنه فشد على حضن ابنه و هو يخبئ وجه به ويترك دموعه تهبط فى صمت فصغيره لا يعلم ان كلماته الطفولية تلك كانت مثل لطيف لنيران اوجاعه .. بعد ان انتهت لينا من تجهيز جنه و كانت فى هذا الوقت قد افاقت فيروز الذى كانت تتحشى النظر الى هشام و هو كذلك و اتجهوا لدفن صغيرته كان لا يرغب فى ان يأخذ الصغار معه فتركهم فى السيارة و اتجه هو و عمر لدفنها و بقيت فيروز تودع ابنتها من السيارة و هى تبكى و تحتضن إلياس و جنه و
بعد ان انتهوا عادوا الى السيارة و وقف هشام امام السيارة لا يعلم ماذا سيفعل مع فيروز هل يتركها ترجع الى بيت أهلها ام ترجع معه البيت اما يترك هو البيت لا يعلم ماذا يفعل ليفيق من دوامة افكاره على صوت عمر.
= مش هتركب
هشام اتجه الى المقعد المجاور لمقعد عمر و جلس به وهو يضع ابنه الياس بين احضانه وكذلك فعلت فيروز مع جنه وهو الاثنان يفكرون ماذا سوف يحدث معهم بعد .. عندما ركب هشام تحرك عمر بالسيارة و قام بإصال هشام و عائلته لمنزلهم ثم ذهب هو و عائلته لبيته.
يا ترى ايه هيحصل بين هشام و فيروز ؟
يا ترى مين اللى غلطان هشام ولا فيروز فى رأيكم؟
انتظروا الفصل الجاى
يتبع
☆☆☆☆☆

رواية حضرة الضابط زوجي الجزء الثانى {مكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن