رواية حضرة الضابط زوجى الجزء الثانى
الفصل الثلاثون
بقلمى / هدير خليلعند هشام و فيروز .. وصل هشام بسيارته امام احد العمارات فى حى رقى و هبط من السيارة لتتبعه فيروز بضيق من تصرفات هشام معها الذى يسبب لها التعب و الاجهاد حتى بصمته .. وصلوا امام شقة صديقه محمد و وقفت فيروز بجواره بصمت بعد ان قام هشام بالضغط على زر الجرس و انتظروا ان يفتح الباب لم يمر كثير من الوقت حتى فتحت سهر الباب و هى ترتدى نقابها و بجوارها ابنها أحمد .
= ازيك يا سهر ؟ ازيك يا احمد باشا ؟ ايه عاملين .
ليجيبه احمد بخفوت .
= الحمد الله يا عمو .
هتفت سهر بجمود و عتاب و هى تطالعه .
= خير يا هشام ؟ ايه اللى فكرك بينا ؟
رفع هشام احد حاجبيه بسخط و تقدم باتجه احمد و قام بوضع يده على كتفه و هو يدخل الى داخل الشقه و تبعوه كلا من فيروز و سهر التى تنظر اليه بذهول من تصرفه هذا، و كذلك فيروز التى تبعت هشام الى الداخل بحرج من اسلوب الغير لائق .
= برغم ان دى مش طريقة تقبلينى بيها بعد كل الفترة دى بس انا مش جاى اتكلم فى طريقة ترحيبك بى.
جلس هشام على الاريكه باريحيه و بجواره جلس احمد ابن محمد و سهر ، و اكمل هشام حديثه و هو يطالعها بعتاب.
= ممكن اعرف الهانم سابت الفيلا ليه ؟؟ و رجعتى انتى و ابنك تعيشوا هنا لواحدكم من غير حراسه و من غير ما تقولى لحد ليه؟؟
ردت سهر بحدة و هى مازالت على وقفتها.
= عايزنى اقعد فى مكان كل اللى فيه بيتهموا جوزى بالخاينه.
اعتدل هشام فى جلسته بحدة وهو يرمق كلا من فيروز و سهر بغضب وهو يهدر بحدة.
= مين اللى اتكلم معاكى ولا حتى مع ابنك بنص كلمة من الهبل اللى بتقوليه دى .. ولا فى حاجه حصلت انا معرفهش يا مدام فيروز.
تفاجأت فيروز من هجومه هذا عليها و اتهمها انها هى من قامت بهذا الفعل فنظرت له بصدمه و عتاب، لتردف سهر وهى تجيبه بضيق.
= محدش قال حاجه يا هشام مش محتاجين انهم يقولوا حاجه.. كفايه نظرات الاستفهام اللى كنت بشوفها فى عيونهم.
وقف هشام و تقدم منها خطوة واحدة وهو يقول بعصبيه.
= يعنى الهانم خدت ابنها و مشيت علشان شويه هبل فى دماغك.
قطعته سهر بحرقه تصيح بقهر.
= مش هبل يا هشام .. مش هبل .. انت رفضت ترجع لبيتك و عيالك من غير اخوك لكن تقدر تقولى فين جوزى ؟؟ جوابنى يا هشام.. محمد فين ؟؟ ليه مرجهتهوش معاك زى ما رجعت اخوك .. ولا علشان كلكم شايفين انه خاين ميستحقش انكم تدوروا عليه و تعرف ان كان حى ولا م....
قطعها هشام و هو يزمجرها بحدة.
= اولا انا عمرى ما اشك فى محمد حتى لو هو فعلا عمل كده اكد فى سبب خلاه يعمل كده غصب عنه .. ثانيا بقا مين الغبى اللى قالت انى معرفش مكان محمد و انى مدورتش عليه و...
قطعته سهر بلهفه وهى تقترب منه قائلة بلهفه.
= هو فين؟؟ هو كويس؟؟ ليه مجاش معاك و...
اجابها هشام وهو يحاول ان يهدء من روعها وهو يقول بتوضيح.
= اهدى اهدى .. اول حاجه كده روحى اجهزى انت و احمد علشان هترجعوا معنا الفيلا .. متقطعنيش خلينى اكمل كلامى .. هتاجى تقعدى معهم و مش هتسيبى البيت و مش هتطلعوا من غير حراسه مفهوم يا سهر.
هتفت سهر برجاء و عيون دامعه تهبط بهدوء على وجنتها تحت نقابها.
= طيب هنفذ كل حاجه بس طمنى عليه.
تنهد هشام بتعب بـ ماذا يطمئنها وهو يحتاج الى من يطمئنه هو لا يعلم ما الذى حدث مع محمد حتى يقدم على خيانتهم بتلك الطريقه ولكن الذى يعلمه جيدا انه يوجد دافع قوى لفعلته تلك، ليطالع سهر بنظره مطمئنه وهو يقول.
= متقلقيش يا سهر هو كويس و انا بكره هرجع الشغل و صدقينى مش هرجع من غيره.
لقد طمئن بحديث واحدة و افزع قلب الاخره بما تفوه به...
استعدت سهر هى و ابنها احمد و هبطوا جميعا الى السيارة لكى يذهبوا الى فيلا عمر مرة اخرى، حيث ركبت سهر و ابنها فى المقعد الخلفى اما فيروز فقد جلست بجوار هشام فى المقعد الامامى، قاد هشام السيارة ببعض الشرود وهو يفكر فى كيفيه مساعدة صديقه و لم ينتبه انه قد زاد من سرعة السيارة.. تشعر فيروز بالغثيان لا تعلم هذا بسبب سرعة السيارة او يبدو أن الكعكة التى تناولتها عندما كانوا ينتظروا سهر ان تتجهز ترغب فى الخروج من بين امعائها .. صاحت متألمة بتعجل و الم قائلة.
= هشام وقف العربية بسرعة.
وضعت يدها علي فمها، ليوقف هشام السيارة سريعا اندفعت بجسدها خارجا ترتمي أرضا تتقئ بعنف هرع الجميع إليها .. امسك هشام بها جيدا حتي لا تسقط أرضا، يحاول مساعدتها في تنظيم تنفسها حتي لا تختنق ، اخرجت كل ما في جوفها لترتمي برأسها علي صدر هشام تنظر له مجهدة ليجذبها هشام ناحيته ليساعدها على النهوض فــ التصقت انفاها بسترة حلته لتنكمش ملامحها في اشمئزاز ما أن اخترق رائحة عطره الباهظ انفها .. دفعته بعنف بعيدا عنها تشعر بألم غريب يعصف بامعائها وقفت جوار احدي الاشجار تخرج كل ما في جوفها مرة اخرى بالم اشد تشعر كإن روحها تنسحب منها ليهرع هو اليها خائفا فزعا عليها من حالتها تلك، يهرع إليها حاوط جسدها بذراعيه يحاول أحكام السيطرة علي جسدها كانت تتقئ بعنف مرعب .. جسدها يميل تلقائيا للأمام، فيحكم هو ذراعيه حولها حتي لا تسقط أرضا .. التفت حوله ينظر الى سهر الواقف قريبه نوعا منهم هى و احمد ليصيح هشام فيه غاضبا و قلق.
= هاتلي قزازة ماية بسرعة يا احمد من العربية.
عاد ينظر إليها متلهفا قلبه ينتفض ذعرا لم يهتم بنظرات الاشمئزاز التي يلقيها الماره في طريقهم عليهم، فقط ما يهمه تلك التي تكاد تختنق حرك يديه يمسح علي حجابها برفق يحادثها قلقا ينهش قلبه.
= اهدي .. اهدي خلاص .. حاولئ تاخدي نفسك هتتخنقئ كده .. براحه يا فيروز اهدى.
تقدم احمد منه يركض يعطيه زجاجة المياة ، لينزعها غطائها بعنف يلقيه بعيدا اسندها بأحد ذراعيه يملئ كفه يمسح علي وجهها برفق يرفع وجهها لاعلي يسندها علي كتفه، امسك الزجاجة يقربها من فمها يهمس لها بقلق ومحبه.
= اشربي حاجة يا حبيبتى.
ارتشفت جرعة صغيرة للغاية ليعاود إسناد رأسها لكتفه ينظر لها قلقا وجهها الشاحب عينيها الغائرة، بالكاد تلتقط أنفاسها بجهد شاق، برفق حملها بين ذراعيه لتحرك رأسها نفيا بعنف ما أن التصقت أنفها بسترته، قطب جبينه متعجبا ما تفعل .. تشجنت ملامحها في اشمئزاز، لينزلها أرضا التقطت نفسا قويا تبعد به رائحته عن أنفها .. ماذا يحدث معها ؟؟ منذ متى وهى تشمئز من رائحته بتلك الطريقه اليس منذ يوم واحد كان تستنشق كل ذرة منه كإنه الحياة نفض رأسه بعنف ليس هذا وقت لتفكير فى مثل تلك الامور .. خلع سترة حلته يلقيها علي ذراعه الاخر يتحرك بها لف ذراعه حول كتفيها يحاول أن يكن بعيدا عنها الي الآن لم يفهم ما بها .. هو يشك فى أمرها ولكن ما يفكر فيه مستحيل .. تحركت معه بوهن شديد فتح باب السيارة يجلسها فيها، التف سريعا ما أن جلس وجد احمد يعطيه علبه من المنديل الورقيه اخذها منه و اخرج منها بعض المناديل ثم القها علي تبلوه السيارة امامه، ثم مد يده لكى يمسح لها وجهها ولكنها منعته عندما تناولتها منه و قامت هى بتجفيف وجهها بنفسها نظر لتصرفها هذا لثوانى قبل ان يدير سريعا محرك السيارة يغمغم متلهفا.
= احنا هنطلع علي اقرب مستشفي .. نطمن عليكي و لو...
لم تدعه يكمل ما يقول حركت رأسها نفيا بوهن تنظر له بحدة رغم انطفئ بريق عينيها من التعب وهى تقول بوهن.
= مش هروح معاك في حتة انا مش طايقه اقعد معاك اكتر من كده.
تنفس بعنف يحاول تهدئة نفسه من وقع كلامها السام اغمض عينيه يشد علي قبضته لحظات فتح عينيه و ابتسم شبح ابتسامة باهتة وهو يقول.
= ماشي يا فيروز اعملي اللي تحبيه انا مقولتش ليكى طاقينى بس بردوا هنروح المستشفى نطمن عليكي .. كان نفسك هيروح من دقايق لولا ستر ربنا وليكى كم يوم وشك اصفر وبيغمى عليكى كتير.
احتدت عينيها تنظر له في غيظ ممتزج بمقت شديد اخذت نفسا قويا لتندفع تصيح فيه وهى تقول بدون وعى لما تتفوه به فرائحته تشعرها بالاختناق وتزيد من توتر اعصابها.
= أنت عارف أنا تعبت ليه عشان ريحتك .. ريحتك اللي فكرتني بالقرف اللي عملته فيا .. ريحتك اللي رجعتني لعذاب ليلة عمري ما هنساها ، أنا كويسة .. كويسة اوي بس أنت أبعد عني من مش قادره خلاص.
ضغط علي مكابح السيارة بقوة لتقف علي جانب الطريق شد علي المقود بين قبضتيه يكبح نفسه بصعوبة من إلقائها خارج السيارة تدق كلماتها بعنف في رأسه تتصارع في قلبه، عن أى ليله تلك التى تتحدث عنها ؟؟ ماذا تقصد بليلة عمرها ؟؟ بماذا تهزى هو لا يفهم عن ماذا تحدث؟؟ نظر لها بنظرات غاضبه وجد عيونها ذائغه تحارب لفتحها لا تبدوا طبعيبه بالمرة ماذا حدث لها ؟؟ تنهد بتعب فى محاولة لتهدأت نفسه نزل من السيارة و اتجه الى باب السيارة المقابل لها و قام بفتحه و جذبها من ذراعها بهدوأ، رفعت نظرها اليه بصدمه ايعقل ان يلقيها خارج السيارة و يتركها هنا فى مثل هذا المكان وحدها فى مثل هذا الوقت، بطبع فهو لم يعد يرغب بها او يحبها، انتظرت ان ترأه وهو يلقيها بقسوة بعيدا عنه بعد ان خرج من السيارة ولكنها وجدته يجذبها الى الباب الخلفى لسيارة المقابل لـ أحمد و طلب منه الهبوط و الجلوس امام مكانها و ساعدها ان تصعد السيارة مرة اخرى ولكن هذه المرة فى مكان احمد بعيد عنه، فى بعد ان اطمئن من استقرارها اتجه هو الى مكانه مرة اخرى لكى يقود السيارة بهدوء تلك المرة خوفا عليها ينظر لها من خلال المرآة بين حين و آخر يتذكر صيحتها بأسمه و كأنه كانت تستنجد به أو هكذا صور له قلبه المتعب تجعله يرتعب مما يحدث معها لغمغم بقلق.
= كده كويسه ريحتى وصله ليكى ولا اشوف طريقه تانى ابعدها عنك.
لم تتغير قسمات وجهها فقط اشاحت بوجهها بعيدا عنه تنظر للطريق من النافذة المجاورة لها للطريق و المارة كطفلة صغيرة تنظر من نافذة غرفتها من خلف قضبانها التى تمنعها من الهروب.. طفلة لم تمنحها الحياة السعادة وعندما حاولت تقبل واقعها معه لتحيا سعيده انتزعت منها هذه السعادة بمنتهي القسوة و العنف طفلة لا تعلم ماذا يحدث معها ؟؟ و كيفية التصرف فى حياتها؟؟ ادمعت عينيها رغما عنها لما كتب عليها التعاسة؟! لو ما حدث لم يحدث لكانت تقضي الايام أسعد أيامها في أحضان زوجها المحب لما لم يتزوجها بدون كل ما فعله .. لما لم يتزوجها و يقترب منها و هو فى زوجها حضرة الضابط بدل من ذلك المجرم المهوس التى مازالت تشعر انه يخرب عليها حياتها ذلك المجرم الذى اثبت لها انها يوما بعد يوم لم تكن سوي لعبة بلهاء لا حول لها ولا قوة بين يديه، وهي ليست تلك المستكينة الضعيفة ربما هي روحها الثائرة من ترفض الاستسلام لطوفان عشق ذلك الجالس امامها بعد ما فعله بعد أن خدعها و اوهمها بزوجها من شخص لتتفاجأ انه اخر لا تعلمه حاولت طول تلك السنوات المنصرمه ان تتقبله و يتقبله عقلها و لكن تلك الانطباع الاول يوجد بينهم كائط منيع يمنعه من الوصول اليها مهما حاول او مهما حاولت هى تقبل ذلك .. تشعر بالرعب طول تلك السنوات ان تستيقظ فى يوم ويعود ذلك المجرم مرة اخرى إلى حياتها ويكون كل ما حدث ما هو الإ خدعه او وهم كانت تعيش به .. وصلت السيارة الي فيلا عمر قبل أن ينطق بحرف نزلت من سيارته سريعا تصفع الباب خلفها تندفع للداخل تتبعها سهر و احمد الذى رفضت ان تتدخل فيما بينهم لأنها تعلم جيدا تلك الحزازيه التى تحملها لها فيروز لذلك فضلت الصمت و عندما التدخل فيما بينهم اما هو تنهد يآسا مسح وجهه بكف يده قبل ان يقوم بأخراج هاتفه و الاتصال بصديق له طبيب ان يرسل له طبيبة لفحص زوجته يعلم ان الوقت متأخر و سوف يكون من الصعب ان يحصل على طلبه فى مثل هذا الوقت، ولكن بالطبع ليس هناك شئ يقف امام اموال هشام نجم.
حين دخلت هي الي المنزل بدأ ذلك الألم يشتد شيئا فشئ لذلك قرارت ان تتوجه سريعا الى غرفتها ولكن اوقفها صراخ صغيرتها عشق الذى يأتى من غرفة الجلوس فتحملت على نفسها و اتجهت الى هناك و تفاجأت بـ رأيت اياد ابن عمر يقوم بصفع صغيرتها فركض باتجهها برغم من المها حتى انها كادت أن تسقط على وجهها لكن حال بينها و بين السقوط تلك الذراعين القويين الذين التفوا حول خصرها و الذى لم يكون يخصوا احد سواه .. لم يتفوه معها بحرف بعد ان ساعدها على الاعتدال فى وقفتها و نظر لها فى ثوانى يتفحصها و عندما وجدها انها بخير اتجه سريعا الى ابنتهم عشق و قام بركوع امامها لكى يحملها حتى كان اياد قريب منها و يحاول ان يجذب لعبته من يد الصغيره بعدائية.
= فى اااايه يا اياد ؟؟ انت اتجننت علشان تضرب بت عمك بالغباء ده.
هتف اياد بغضب وهو مازال مصر ان يجذب لعبته من بين يدها الصغيرة.
= ده واحدة غبيه و حيوانه بتسرق لعبتى و آآآآآآآآآآه .. انت بتضربى ؟؟!!
بالطبع لا فــ هشام بالتأكيد لن يفعل ذلك مع ابن اخيه فهو كل ما فعله انه قام بحمل صغيرته ليبعدها عن متناول يد اياد الذى كان ما يزال متشبث بالعبه هو الاخر ولكن عندما فعل ذلك سقط اياد ارضا بسبب جذبه للعبه التى تركتها الصغيرة فجأه فسقطت على وجه اياد تسبب فى جرح اعلى حاجبه، نظر هشام الى اياد بعد ان استمع الى صراخه و اتهمه له و رأه ذلك الجرح لذلك، انزل صغيرته مره اخرى ارضا و اتجه له بلهفه و عندما اقترب هشام منه ليمنع جرحه من النزيف اخذ الصغير يصرخ بصوت عالى مفزع جعل كل من فى المنزل يجتمع بسببه.
يا ترى ايه هيكون رد فعل عمر على اللى حصل مع اياد ؟
يا ترى ايه هيحصل بين فيروز و هشام ؟
يا ترى ازاى هشام هيرجع محمد ؟
يا ترى ايه هيحصل بين لينا و عمر ؟
انتظروا الفصل القادم هنتظر ارائكم على الفصل و تعليقاتكم على الاحداث.
يتبع
☆☆☆☆☆
أنت تقرأ
رواية حضرة الضابط زوجي الجزء الثانى {مكتملة}
Romanceكانت القسوة هى نهجه الذى يسير عليه لا يغفر ولا يعرف للرحمه طريق حتى اسرنى بالاجبار وبالقسوة بين حصونة ليكون هو حضرة الضابط زوجى تاريخ النشر 7 / 1 / 2021