رواية حضرة الضابط زوجى الجزء الثانى
الفصل التاسع و العشرون
بقلمى / هدير خليلفى غرفة هشام... قال ما قال وطال الصمت في الغرفة تنظر له و هو لا يحيد بعينيه عنها، امواج مشاعرهم الثائرة تغرق المكان تسحبهم لأسفل تخنق الجميع تلف حبال الحيرة حول رقابهم، قبضت بأظافرها علي ملابسها وتنظر له بشراسة لتصيح فيه غاضبة.
= بلاش تعيش في دور الضحية يا هشام... أنت عارف كويس اللى حصل بينا ميستهلش كل اللى بتعمله فينا ده... انا مأهملتش عيالى المرة دى و أنت عارف ده كويس .. انت مفكرتش للحظة انك تسألى فين عيالى وديتهم .. كل اللى عملته انك اصدرت حكم انى مهمله و رميت عيالى.
استند هو بكفيه علي سطح الفراش يعتدل في جلسته يستند بظهره علي الوسادة خلفه ابتسم مرهقا ملامحه مجهدة متألمة الا انه ابتسم يتمتم في هدوء.
= أنا مش مضطر ابرر لكى تصرفتى علشان اللى بينا انتهى و مبقيش يفيد الكلام خلاص .. كنتي عايزاني أعمل إيه ؟ و انا راجع البيت و ملقيتش حد من عيالى ولا حتى بنتى الصغيرة .. انتى فكرتى للحظة باحساسى و انا بدخل بيتى للمرة التانية و انا بدور على ظفر عيل من عيالى و انا حطط ايدى على قلبى من الرعب انى القيهم لقدر الله حصل معهم حاجه .. عايزنى اسألك على ايه ؟ مراتى و مرات اخوى و كل اللى تعرفهم انا سبتكم فى مكتبى يبقى بنتى راحت فين يا اما جرالها حاجه او اتخطفت ؟ فين العقل ولا القلب اللى عايزاه يتحمل العذاب ده للمرة التانية فى حته منه .. انتى حبتينى فى يوم يا فيروز ؟؟ بصراحه مبقتش عارف بس ممكن... مش هنكر ده لانى حسيته بس اللى متأكد منه انك عمرى انا و انتى ما هنكون لبعض ولا طريقنا هيكون واحد و انا بصراحه تعبت من انى احارب لواحدى و انتى ورايه بتحربى ضدى .. انا بحارب علشان ارجع لبيتى القى الحب و الاستقرار و انتى بتحربى علشان تلقى تعيشى المراهقة.
شدت علي أسنانها تنظر له غاضبة عينيها تكاد تنفجر تتنفس بسرعة و عنف أكثر ما ازعجها فيما قال انها حقا أحبته وهو يعرف ولكنه لا يبالى لهذا الحب، ضربت عارضة الفراش القريبة منها بقبضة يدها تصرخ بشراسة.
= أيوه حبيتك؟؟ بس انت اللى عايز دايما تطلع الضحية و انا الشريرة المهملة التافه اللى كل همها انها تدور على متعتها حتى لو على حساب عيالها.
جل ما حدث أن ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه مد يده يلتقط حافظته الجلدية فتحها يبحث بين أوراقه ليخرج ورقة مطوية بدأ يفتحها وهو ينظر لعينيها مباشرة ابعد عينيه عن عينيها ينظر لما خط علي الورقة ليقرأه بصوت مسموع.
« من فيروز لهشام ... تعرف اني مش هقدر اقولك الكلام اللى فى الجواب ده ولا حتى ادهولك بس حبيت اطلع كل اللى وجعنى و اللى بتمنه فى الورقه دى يمكن ارتاح شويه، شكرا لكل حاجة حلوة عملتها علشاني .. بس انا مش قادر انسى انك كنت السبب انى اتحرم من عائلتى مش قادره انسى انك حرمتنى من فرحتى زى اى بنت بفارس احلامها لما يتقدم لها و تفرح بفستانها الابيض اللى بتزف به له مش قادره انسى انك قبل كل حاجه انك مجرم بس حظك كان حلو على حظى اللى وقعنى فيك .. تعرف يا هشام ليه اتجنيت لما شوفت الزفت اللى جبتها البيت علشان تدرب معاك لما شوفتها فى حضنك .. مش علشان غيرانه لا انا عملت كده علشان شوفتها ليقه عليك .. مش زى لما امشى معاك فى مكان بحس انهم بيحتقرونى او لما معرفش اقرأ المنيو و انت مش معايا و مواقف كتير هتقف بينا انا مش قادرة اتخطاها انا بقيت مش عارفه انا هقدر انسى ولا لا بس كل اللى اعرفه ان قلبى بيدق لك أنا بحبك .. بحبك أوي بس من عالمين مختلفين صعب يتقابلوا فى نقطة واحدة.
فيروز »
انهي قراءة ما كتبته هي ليرفع وجهه إليها مرة أخري رأي دموعها تنساب في صمت .. صمت يقتل قلبه يمزق جوا روحه العاشقة تغمض عينيها تشد عليهما بعنف تحرك رأسها نفيا بعنف كأنها تنفي كل كلمة يقولها و كل كلمة كتبتها هي حمحم هو يردف بترفق و صوت ينبض بالالم.
= أنتى بتحبيني يا فيروز زي ما عارفة و واثقة أن أنا بحبك بس مع الاسف مش هقدر اكمل بعد ما قرات اللى مكتوب ده.. انتى معاكى حق احنا مش ممكن نتجتمع.. تعرفى ايه اللى خلنى مجنون و وجعى المرة دى مختلف كنت هنسى لما القى عيالى بخير وهطلع لكى بدل العذر الواحد هطلع لك مليون عذر بس مع الاسف علشان حظى زفت و أن بدور على عيالى فى اليوم ده لقيت اجندة موجود على السرير فى اوضة نومى فكرت للحظه انك ممكن تكونى كتبه فيها مكان العيال بس مع الاسف لقيت اللى كسرنى و حساسنى انى مش راجل .. لقيت اللى كسر كرامتى و رجولتى... وعشان مضعف فى يوم ليكى قطعتها من الاجندة واحتفظت بها فى محفظتى.. عشان كل ما اسرح بخيالى ان الحياة ممكن تجمعنا فتحها عشان تفوقى من الوهم ده.
اقتربت منه فيروز برجاء و دموعها تنهمر وهى تقف باقرب منه وتقول بتوسل.
= هشام انا بحبك علشان خاطرى أدي لحياتنا فرصة نكمل .. فرصة نرجع تاني .. أنا محتاجة اروح لدكتور نفسي يخلينى اخرج كل حاجه من قلبى كل اللي مش عارفة اقوله أنا عارفه أنك بتعاني معايا انا حاسه بيك .. هو هيقدر يساعدنى .. و أنت هتبقى جنبى .. و ترجع حياتنا تاني احسن من الاول .. أنا و أنتي و الياس و جنه و عشق هنعيش مع بعض مبسوطين.
تجمد للحظات لم يقدم علي اي فعل، فقط صامت كالتمثال فتح عينيه كجمر نار ملتهب التهبت حدقتيه ينظر لها كاره القى طفائة السجائر الزجاجيه التى بجوار فراشه لتتهشم مئات القطع أشار الى زجاجة المهشمة يصرخ يائس وقهور.
= رجعيها زي ما كانت خلي الدكتور النفسي بتاعك يرجعها زي ما كانت... و يرجع روحى جوايه بعد ما قتلتيها .. انتى مش بتنسى ولا بتسامحى يا فيروز.. انتى كل اللى بتعمليه انك بتعيرى.. أنا و أنتى مش هنرجع تاني يا فيروز خلصت خلاص.
= ليه ؟؟
نطقتها بهدوء لتلتفت برأسها له تناظره بنظرات معذبة تصرخ ألما، زفرت هى أنفاسه تردف في هدوء.
= ليه مش هنرجع ؟ ليه مش عايز تدي حياتنا فرصة .. اشمعني انا دايما بديك فرص و بلاقي مبررات و اعذرا لكلامك و عمايلك بدل المرة ألف .. اديتك فرصه برغم ماضيه اللى خفيته عن الناس كلها ولبست توب الضابط .. بس انت فرصة واحدة رافض تحاول فيها .. علشان ننهي الموضوع يا هشام قدامك حل من اتنين يا تدي لحياتنا فرصة و هبقي في انتظارك نبدأ تاني من جديد .. يا ترفض و ساعتها لو عايز تتطلقنى يبقى تتنازل عن عيالى .. أنا مش هسمح أن عيالى يتربوا بعيد عن حضنى .. اختار أنت.
اشتدى غضبه وهو يقبض على يده حتى نبضت عروقه ويقطم شفتيه حتى لا ينطق بلفظ بذيئ وهو يتحرك فى الغرفة كأسد يريد ان ينقض على فريسته لما لا تكف عن التجريح فيه واشعره دائماً بخطيئة عشقه لها وهو لم يتخلص من ماضيه؟؟ لما تسعد دائما بالنبش فى الماضى فى سر اتمنها عليه يرغب حقا فى تحطيم قلبها الصخر ذاك لعله يستريح اما هى فمن شدة ما تشعر به من المها و قهرها ثقلت أنفاسها و بدأ الدوار يهاجم رأسها استندت بكفيها علي عارضة الفراش تنظر له نظراتها ضائعة زائغة، تشعر برغبة ملحة في النوم، في أن تهرب من كل شئ و تنام علها لا تستيقظ مجددا، ستنتهي حينها ألمها للأبد، شعر هو باضطرابها تحامل على نفسه و غضبه وهو يتحرك اتجاهها بخطي بطيئة يشعر برأسه يلتف هو الآخر فهو له اكثر من يومين لم يتذوق طعم النوم منذ سفره للعودة بعمر حتى الآن، وقف أمامها يسألها قلقا لم يستطيع ان يخفيه.
= انتي كويسة ؟
حركت رأسها بالنفى وما هي الا لحظات وكادت ان تسقط أرضا، التقطها بين أحضانه يشدد علي احتضانها وهي ساكنة، كطفلة بريئة انهكها اللعب فسقطت نائمة دون سابق إنذار، رغم كدمات جسده المؤلمة حقا التى خلفتها تلك المهمه و التى لم تلاحظها هى حتى الآن الا أنه انحني بجذعه يحملها بين ذراعيه يخرج تحرك خطوة اثنتين وهو يحملها ناحية باب الغرفة ليشعر برأسه تصرخ من الألم و بدأ يشعر بدوار عاصف هو الآخر، الإ انه تحمل على نفسه وخرج بها متجه إلى غرفتها و وضعها علي الفراش ليجلس على الفراش بتعب فيبدو ان جرح كتفه قد فتح من جديد، استجمع قوته ونهض مرة اخرى ليغادر الغرفة بعد أن قبل جبينها ليعود إلى غرفته.
في مساء اليوم التالي.
دخلت لينا غرفتها هي و ابنها هشام ركض هشام الصغير صوب والده بسعادة جعلت لينا تشعر براحة بسبب فرحت صغيرها الذى صعد الى الفراش بجوار والده وقام بتقبيله بمحبه و سعادة ليفتح عمر عينه بنعاس ليطالع ذلك الذى يقبله و عندما اتضحت عنده الرأيه اعتدل فى جلسته سريعا بتوتر و انفعال وهو ينظر له بارتباك.
= احم هو .. هو انت بتعمل ايه هنا ؟ عايز حاجه ؟
هتف هشام بابتسامه واسعه.
= عايز اقعد معاك انت وحشنى اووووى.
لينظر عمر الى لينا لتنجده من هذا الموقف، لتقترب منهم لينا وهى تجلس على الطرف الاخر من الفراش وتقول.
= هشام متعلق بيك اوى ممكن تقعد معه شويه.
ليكشر عمر بين حاجبيه بتعجب و تزمر وهو يقول.
= هو اسمه هشام ؟؟ من قلة الاسماء مسمى ابنه على اسمه.. ليه مسمهوش على اسمى يعنى انتى مش بتقولى اننا اتصلحنى و علاقتنا بقت كويسه؟!
نظرت له لينا بابتسامه فهى عندما استيقظ عمر اخبرته انها خطيبته و عندما سألها انها قد قالت انها زوجته بررت ذلك بقولها انهم معقود قرآنهم و عندما سأل عن الاطفال الذى قالت انهم ابنائه اخبرته انهم ابناء هشام اخيه وهو يحبهم كثير وكذلك هم ايضا وخاصة انه علاقة بأخيه قد تحسنت منذ فترة طويله، لتهتف بمكر.
= يعنى انت كان نفسك يسمى ابنه على اسمك.
هتف عمر بتصنع وهو يدعى الامبالاه وهو يطالع ذلك الصغير الذى يتمتع باحضانه.
= لا عادى.
كتمت لينا ضحكاتها بصعوبه حين تذكرت تزمر عمر عندما انجب هشام الياس عندما لم يقوم بتسميته عمر، ليهتف عمر بضيق وهو يلاحظ ابتسامتها.
= بتضحكى على ايه ؟؟
ليجيبه هشام الذى يتكأ على باب غرفة عمر المفتوح.
= يمكن بتضحك مثلا علشان انت خليتنى احلف انى لو ربنا كرمنى و خلفت واد تانى اسميه على اسمك بعد ما فضحتنا فى كل المستشفى.
رمقه عمر بضيق وهو يقول.
= قصدك عاشر انت مش شايف فريق الكرة اللى مخلفه .. وبعدين كان المفروض تعمل انت كده من نفسك.. مش تستنى ان انا اطلب منك وعلى العموم مبقش يفرق معايا ولا حتى فكر حاجه زى كده.
ليهتف هشام بابتسامه.
= ماشى يا سيدى .. ايه رايك لو تنزل تقعد معانا تحت شويه فى الجنينه العيال هيفرحوا لما يشوفك.
كان عمر سوف يرفض ولكنه عندما نظر الى لينا وجدها تحثه على ذلك فهز رأسه بالايجاب وهو يحاول النهوض و مازال يحمل هشام الصغير بين احضانه فتقدم منه هشام ليساعده، كان هشام يتوقع الرفض ولكنه وجد موافقته على المساعدة ليهبطوا جميع الى الاسفل باتجاه الحديقه وسط صيحات الاطفال الفرحه و النظرات المتبادله بين هشام و فيروز المعاتبه و المتألمه و نظرات عمر و لينا العابثه و مغزلاته لها و نظرات الحب الذى بين مصطفى و غزال.
بعد مرور بعض الوقت... هتف هشام باستغراب وهو ينظر فى انحاء المكان ثم يعود بنظره لهم مرة اخرى و هو يقول.
= هى سهر و ابنها فين ؟؟ انا من اول ما جيت مشوفتهش.
لتجيبه فيروز وهى تنظر له بحزن.
= من يوم حادثة عمر وهى رجعت بيتها و رافضة تقابل حد.
لينظر له هشام بحدة وهو ينهض من مكانه وهتف بانفعال.
= و ازاى محدش يبلغنى بالكلام ده.
لم ينتظر هشام ان يستمع الى تبريراتهم ليتحرك بعصبيه ليغادر المكان و تركض خلفه فيروز و هى تصيح باسمه.
= هشاااااام .. هشااااام استنى.
وجدته فيروز يصعد سيارته لتسرع فيروز بخطاها حتى تصعد معه السيارة، ليهتف بها هشام بحدة.
= انتى بتعملى ايه ؟؟ انزلى.
هتف فيروز وهى تلتقط انفاسها بصعوبه بسبب ركضها خلفه.
= هاجى معاك .. و قبل ما تعترض مينفعش تروح لها لواحدك و جوزها مش موجود فى وقت زى ده.
رمقها هشام بعصبيه حاول السيطرة عليه فهى محقه لا يمكنه ان يذهب لها بمفرده فى مثل هذا الوقت المتاخر و زوجها غير موجود فى المنزل، ولكن ايضا ضايقه عدم ثقتها فيه، ليتحرك هشام بسيارته باتجه منزل صديقه محمد... اما عند عمر الذى كان يتابع ما يحدث باستغراب وفضول، فهتف بدهشه.
= هى مين سهر دى اللى قام علشانها بالطريقه دى ؟؟
ليجيبه مصطفى بحزن و ضيق.
= دى مرات واحد صاحبنا.
لتهتف لينا بحزن وهى تعلم جيدا ما هو الشعور الذى تمر به سهر.
= هو مفيش اى اخبار عن محمد لسه ؟؟
هز مصطفى رأسه بالنفى وهو يقول.
= لا... انا مش عارف ازاى محمد ممكن يعمل كده ؟؟
هتف لينا بعدم تصديق.
= انا مش قادره اصدق اصلا ان محمد يكون خاين و يكون هو السبب فى كل اللى احنا مرينا به ده.
لم تنتبه لينا الى نظرات عمر الغاضبه و الغيورة التى تكاد ان تحرقها وهى تتحدث مع مصطفى باريحيه و عن راجل غيره، ليصيح بغيره.
= ليناااا
التفت له لينا وهى تنظر له باستفهام و نظرات متعجبه من غضبه الغير مبرر.
= فى ايه يا عمر فى حاجه ؟؟
لينهض عمر بضيق وهو يترك المكان بخطوات بطيئة متعبه.
= لا ابدا مفيش غير ان خطيبتى بتتكلم عن راجل غيرى و انا قعد جنبها زى راجل الكرسى.
لحة ابتسامه فرحه على شفتيها من غيرته الواضحه لتنهض هى الاخر و تتبعه لتصل الى الغرفة التى يجلس بها عمر و كانت سوف تدخل خلف الى داخل الغرفة ولكنه
و وقف حائلاً لها امام باب الغرفة، يمنع دخولها الى الغرفة، فظهر الاستفهام على وجهها وهى تقول.
= في إيه يا عمر عايز ادخل ؟
ليهتف عمر ببرود وهو يطالعها.
= تدخلى فين يا لينا ؟؟
رد ببرود استفزها لدرجة أنها أشارت على الباب بضيق وهى تقول.
= ادخل اوضتى يا بابا.
أشار إليها في استنكار لحديثها وهو يقول ببرود.
= تؤ تؤ
مد يده يداعب وجنتها بدلال اندهشت له، قائل بمحبه.
= روح قلبي يا لولا... روحى نامى فى اوضة تانية بقا.
رددت خلفه في بلاهه.
= أنام فين ؟!
ليجبها عمر ببرود وهو مازال محافظ على تعبيرات وجه.
= فى اوضة تانية .. شايفه الاوضة اللى هناك دى شكلها فاضيه روحى نامى فيها.
أجاب ببساطة تخفي خلفها ضحكة حاول كتمها من رؤيته لملامحها الصادمة منه وهى تجيبه بعدم تفكير.
= أنام فى اوضه تانية ليه؟؟ و أسيب اوضتى لمين ؟!
ليجيبها هو باستفسار وهو يطالعها بشك.
= ايه ده ؟ ينفع يا حبيبتي و احنا مخطوبين تنامى في نفس الاوضة اللى انا هنام فيها.. هو نسيت ايه بالضبط ؟!
و لأول مرة ودت أن تخرج كلمات نابية عقب حديثه ولكنها منعت نفسها بصعوبة قائلة.
= اول مخطوبين و مكتوب كتابنا بس يعنى .. يعنى احنا ...
ليكشر عمر بين حاجبيه و هو يطالعها باستغراب وهو يقول باستنكار.
= لينااا .. هو احنا وصلنا لغاية فين فى علاقتنا ؟! يعنى.. انا اقصد انى انا عملت معاكى علاقة قبل الجواز او....
ردت لينا بسرعة وهى تهتف بانفعال و سرعة و استنكار.
= لا طبعا ايه الهبل اللى بتقوله ده ؟؟
رد بصرامة و جمود وهو يحاول ان يستوعب ما يحدث بينهم.
= تمام .. طيب ازاى بنام مع بعض فى اوضة واحدة .. و ازاى اصلا انتى عايشه معايا فى نفس البيت ؟؟ و خالك سمح بكل ده ازاى ؟؟ انا مبقتش فاهم حاجه.
لم تعلم لينا بماذا تجيبه فهى قد ورطه نفسها فى هذا الموقف ولا تعلم كيف تجيبه و تخرج من هذا المأزق ، لتهتف بأول شئ خطر فى رأسها بدون تفكير.
= لا ما انا اتخنقت مع خالى لما انت اختفيت كانوا فكرينك يعنى بعد الشر مت فكان عايزنى اوفق على عريس جيبه لى بس انا سبت له البيت وجيت عشت هنا فى بيتك.
ليطالعها عمر بضيق و هو يقول .
= ماشى يا لينا روحى اوضتك و يبقا بعدين نتكلم فى الموضوع ده.
لتهتف لينا باستنكار .
= طيب ابعد خلينى ادخل.
ليهتف عمر بصرامه .
= لا يا لينا مش هينفع انا مطمنش نفسى ولا حتى اطمنك بصراحه.
= نععععم.
قالتها بصدمة ، فأغلق الباب أثناء غفلتها وهتف من خلفه ببرود.
= تصبح على خير يا حبيبتي .
قبضت فوق الباب محاولاً دفعه و خاصةً أنها استمعت لصوت إغلاقه الباب بالمفاتيح يعلن صراحةً عدم موافقته لدخولها بعد راه رغبتها فى التقرب منه بطريقه لا يحبذها و هم بينهم ذلك الرابط، شعرت بالضيق من بعده عنها هى كانت ترغب أن تحضنه وتنام على صدره تستمع إلى نبضاته لتطمئنها انه بجوارها، اتجهت نحو احد الغرف، تنزوي بها رغم اعتراضها عليها و على كل ما يحدث فى حياتها... ولكن من شدة تعبها اتجهت فورًا صوب الفراش ترتمي بجسدها عليه، رافضًه أن تعطي لنفسها فرصة للتفكير بزوجها الذي قرر أن يزيد من فترة بعدهما كي تتعذب برغم من انه اصبح امام عينها الآن، أغلقت عيناها لكى تنام أخيرًا ففكرة عودته الى المنزل وهي معه عظيمة و كأنها قطعت نصف المباراة و الباقي سيكون سهلاً و ستتغلبها حينما تساعدة فى استرجاع كل جزء فقده من حياتهم و ذكرياته.
بعد مرور عدة ساعات ... فتحت لينا عيناها فوجدته أمامها بهيئته التي تخطف أنفاسه كمراهقه وقع بصرها على محبوبها، حتى أنها خيل لها أنه خيال من شدة اشتياقها له، فمدت يدها له كي تتأكد من وجوده أمامها بالفعل و ليس حلمًا جميلاً قرر أن يداهمها مستغلاً بعده عنها، و حتى لو كان حلمًا سترفض الاستيقاظ منه، توهم لها أنه يتحرك بالفعل بجانبها و مد رأسه نحوها يقبلها بشغف داعب قلبها في جنون و خاصةً مع استمرار همساته لها بكلمة ثارت مشاعرها بسببها.
= بحبك يا لينا ، بحبك اوي.
لم تشعر بنفسها سوى وهى تردد نفس الكلمة له، مستمتعًه بإحساس لن يتكرر أبدًا، و في ظل خضم مشاعرها أُغلقت الإضاءة البسيطة فجأة و التي كانت تسمح لها برؤيته الضعيفة و التي كانت راضيه عنها.
و انفلت هو من قبضتها حتى أنها شعرت بأنها تمسك الهوا بين يديها، استغرقت دقائق في استيعاب ما حدث لها، حتى مدت يدها و أشعلت الإضاءة بالغرفة تبحث عنه بلهفة و شوق، لم تجد سوا الفراغ يحاوطها فشعرت بالضيق من نفسها فبدات متوهمًه بسببه، و لكن لمسة شفتاه التي تركت أثارها على ثغرها مازالت الخيط الضعيف الذي تكاد تقسم بسببه أنه كان هنا يقبلها... نهضت سريعًا و خرجت من الغرفة متجهًا صوب غرفتها هى و عمر التى يمكث بها حاليا عمر كي تتأكد من ظنونها .. طرقت الباب عدة مرات حتى فتح لها عمر و آثار النوم تداعب جفونه قائلا.
= في إيه؟!!
اندفعت بجسدها نحوه تحتضنه قائلة.
= لما أنا واحشك يا عمر ليه مبعدنى عنك؟؟
ابعدتها عنه بعدم فهم قائلا باستغراب.
= في إيه يا لينا مالك؟؟
شعرت بالضجر منه و من مرواغته لها فقالت.
= مش انت كنت فى اوضتى من شوية و كنت....
لم تستطع أن تكمل حديثها بسبب عبوس ملامحه و كأنه لا يفقه عما تتحدث عنه، فبترت باقي حديثها لشعورها بالإحراج منه، هل تخبره بأن التوهم أصابها بسبب ما يفعله بها؟! فبالتأكيد كبريائها منعها من ذلك .. و تركته وغادرت الى غرفتها و لم تتفوه بأي كلمة اخرى.
= لينا أنتى كويسه ؟!
سألتها بقلق، فردت بخفوت وهى تتحرك مبتعدة بعصبية.
= أنا زفت.
أغلق عمر باب الغرفة و فور أن أحكم إغلاقه حتى ارتسمت السعادة على وجهه بعدما قرر أن يفعل شيء مجنون و يدخل غرفتها بحذر يبحث عنها، فهو يشتاق لها و يشتاق لتذوق شفتيها، حقًا لم يتخيل نفسه يفعل هذا الجنون البعيد كل البعد عن شخصيته الصارمه، ولكن اشتياقه لتذوق شفتيها جعله يترك كل جموده و طباعه جانبا و يفعل تلك الافعال الطفوليه، و دخل الغرفة على أطراف أصابعه يستغل الإضاءة البسيطة و يقوم بإثارة مشاعرها، ولكنه شعر بتماديه و خاصةً بعدما تأكد من فرط إجهادها .. فأغلق الإضاءة من جانبه و انطلق يختفي وسط الظلام يخرج من الباب و منها إلى غرفته في سرعة عجيبة تملكت منه و دقات قلبه كانت تقرع كطبول الحرب بسبب مشاعره المضطربة بين سعادة ممزوجة بالحب و التوتر ان تحزن لينا من فعلته تلك بها و اقترابه منها بتلك الطريقة بدون ان تصبح زوجته ... شعور لذيذ جربه و لن يكرره بالتأكيد، اجهاد لينا لن يتكرر ثانية، في المرة القادمة سيقع فريسته و لن يحق له الفرار و وقتها سوف يقع بين غضب صغيرته عندما تعرف انه تخطى حدوده معها و استغل اجهادها ليقترب منها فبالتأكيد لن تأمن على نفسها معه فى بيت واحد بعدها و سوف تتركه لذلك انب نفسه على فعلته تلك و قرار عدم تكرارها لا يعلم متى تحول الى مرهق يرغب فى خطف بعض القبلات من خطيبته فى الخفاء ولكنه لا يعلم حقا ما هذا الرغبه الملحه حتى يقطف احد ثمار شفتيها يشعر انها ليس المرة الاولى لهم، نفض كل تلك الافكار وهو يلقى بنفسه على الفراش و هو يفكر فى مذاق شفتيها.
يا ترى ايه هيحصل بين عمر و لينا ؟ و ايه رايكم فى اللى بيحصل معهم ؟
يا ترى ازاى محمد خائن و انه السبب فى كل اللى حصل مع عمر ؟
يا ترى ايه هيحصل مع هشام و فيروز هيقدروا يكملوا مع بعض ولا هما كده وصلوا لطريق مسدود فى علاقتهم ؟
انتظروا الفصل القادم.
يتبع .
********
أنت تقرأ
رواية حضرة الضابط زوجي الجزء الثانى {مكتملة}
Romanceكانت القسوة هى نهجه الذى يسير عليه لا يغفر ولا يعرف للرحمه طريق حتى اسرنى بالاجبار وبالقسوة بين حصونة ليكون هو حضرة الضابط زوجى تاريخ النشر 7 / 1 / 2021