رواية حضرة الضابط زوجى الجزء الثانى
الفصل السادس و العشرون
بقلم / هدير خليل
تجمد هشام فى مكانه و توسعت عينيه على اخرها بل كادت ان تخرج من مكانها و ينظر الى عمر الذى يسأله بهجوم و عيون مشتعله من الغضب و شراسه برغم من ضعفه و صوته المجهد و المتعب ؛ يهتف عمر مرة اخرى و هو يقول بحدة .
= انت بتبص لى كده ليه؟؟ رد علياااا انت تعرف لينا من فيييين؟؟
حاول هشام ان يحرك لسانه ليجيبه و لكن الصدمه قد شلت لسانه عن النطق ؛ مما كاد ان يجعل عمر ان يعتدل بحده و افكار كثيره تعصف فى رأسه و الغيرة تمزق ثنايه قلبه و لكن قطع عليه حديثه فى تلك اللحظة فتح باب الغرفة فجأه بعنف و دخل مصطفى الذى فتح الباب بهجوم و هو يركض باتجه عمر الذى احتضنه بقوة كاد ان يخنقه بها و يبكى و صوت شهقاته يستمعها كل من بالغرفة، ليهتف مصطفى من بين شهقاته بخوف و فزع.
= كنت فين يا حيوان؟؟ انت كويس؟؟
ابتسم عمر مرهقا يصدم كتف صديقه من الخلف يغمغم بصوت خفيض تعب.
= يا إبني حرام عليك .. ما موتش من الحادثة هموت مخنوق بسببك .. وبعدين هكون فين يعنى ما أنا متلقح قدامك اهو فى المستشفى.
ابتعد مصطفى عن عمر سريعا يردف خائفا و اسف.
= أنا آسف و الله ما خدتش بالي.. انت كويس؟؟
غمغم عمر بالايجاب و هو يهز براسه له؛ تحرك مصطفى من جوار عمر متجها الي نهاية الفراش يضغط على ذلك الزر الذى بجوار الفراش لم تمر دقائق و كان الطبيب يدلف الى الغرفة هو و الممرض و اتجه الى عمر يسال باستفهام .
= ايه اخبارك يا سيادة الرائد؟؟
ليهتف عمر بخفوت.
= تمام.
نظر له مصطفى باستغراب ودهشه.
= رائد ايه؟؟ مين ده اللى رائد؟؟
ليطالعهم الطبيب بتعجب وهو يتنقل نظره بينهم وهتف بشك.
= هو مش رائد ولا ايه؟؟
ليجيبه مصطفى بتعجب.
= لا طبعا هو عقيد .. مين اللى قال لك الكلام ده.
اجابه الطبيب بتعجب و هو ينظر الى عمر بدهشه.
= سيادة الرائد اقصد سيادة العقيد.
نظر مصطفى الى عمر بتعجب وهتف باستفهام.
= هو فى ايه بالضبط؟؟ رائد ايه اللى بيتكلم عليه؟؟
نظر له عمر تعجب و امسك راسه بالم وهو يقول .
= هو ايه اللى ايه؟؟ هو انا امتى بقيت عقيد انا مش عارف انت بتتكلم على ايه؟؟
خرج هشام اخيراً من صمته و صدمته وهو يوجه حديثه إلى الطبيب.
= هو ايه حالته بالضبط؟؟ انا برضوه لما دخلت قال حاجات غريبه من فترة طويله حصلت.
اتجه الطبيب ليلتقط تلك الأوراق المعلقة عند نهاية الفراش التي يخط فيها الطبيب آخر مستجدات الحالة .. التقطه يقرأ الأوراق بقلق شديد ارتخت قسماته قليلا وهو يطالعهم و يعيد الورق مرة اخرى الى مكانه وهو يهتف بعمليه.
= هو الحمد الله وضعه الصحى كويس وفى تحسن... بس معلش يا سيادة العقيد هتعبك معايا و اسألك شويه اسأله ده ممكن تجوابى عليهم.
هتف عمر بصوت خافت.
= تمام
اخذ الطبيب سأل عمر بضع اسئلة و عمر يجيبه عليها.
= هو انت متجواز يا باشا ولا لا؟؟
كشر عمر بين حاجبيه و هو يجيبه.
= لا مش متجوز.
هتف مصطفى بصدمه وهو يضرب على خده بفزع.
= نهار اسووود مش متجوز ازاى يعنى؟؟ اما الاربعه اللى فى البيت دول ايه؟؟
هتف عمر بتعجب.
= اربعة ايه ؟؟ انت اتهبلت يا مصطفى ولا ايه ؟
التفت له الطبيب وهتف بعمليه.
= معلش ممكن تسيبنى اشوف شغلى.
هتف هشام فى مصطفى بحدة.
= مصطفى خف شويه و اقعد ساكت.
وضعه مصطفى يده على فمه ليمتنع عن الحديث؛ و اخذ الطبيب يطرح على عمر الكثير من الاسئلة و هو يجيب عليها على حسب ما يتذكر ؛ حيث انه كل ما تذكره عمر انه يحب فتاة تدعى لينا وهو رائد و انه يوجد بعض المشاكل بينه وبين اخيه هشام و فقد كل الذى حدث بعد ذلك فى حياته... هتف الطبيب فى النهايه بعد ان انتهى من فحصه له.
= تمام يا حضرة العقيد حالتك الصحية كويسه جدا هبعت لك الممرض يغير لك على الجرح بعد اذنكم.
تحرك الطبيب ليغادر ولكنه هتف الى هشام بصوت خافت لم يستمع له عمر.
= هستنى حضرتك بره.
بعد ان خرج الطبيب هتف هشام وهو يطالع عمر.
= انا طلع اعمل تلفون و راجع تانى.
هتف عمر بجمود.
= لا مترجعش تانى تقدر تمشى معلش ازعجنا معاليك.
هتف هشام بصرامه وهو يغادر.
= هرجع تانى مش هتاخر.
لم ينتظر هشام ان يستمع اعتراض عمر و غادر خارج الغرفة و اغلق الباب من خلفه ؛ فى حين التفت عمر الى مصطفى بعصبيه وصاح بانفعال.
= هو ازاى يكلمنى كده؟؟
هتف مصطفى بهدوء فهو فهم ان هشام ذهب ليعلم ما هى حالة عمر من الطبيب.
= اهدى يا عمر هو مقالش حاجه لكل ده .. ده حتى دى مش طريقه تكلمه بيها.
هتف عمر بسخريه وسخط.
= والمفروض اكلم سيادة ازاى؟؟
هتف مصطفى بعتاب.
= بطريقه احسن من دى يا عمر .. ده اول ما اتصلت به جالك جرى عشان يكون عندك.
تأفف عمر بضيق وغير الموضوع و هو يهتف له.
= لينا يا مصطفى طمني عليها .. هي عاملة أنا بقالي شهرين هنا .. أنت قولتلها ايه طمني عليها؟؟
نكس مصطفى رأسه يقص عليه ما حدث رفع رأسه حين انتهي ليجد عيني عمر تدمع حين مر بباله حالها من كلام صديقه ليهتف مصطفى سريعا برجاء.
= ابوس ايدك حتي لو تعبان قوم معايا .. لينا هتموت أنت مش متخيل حالتها عاملة ازاي من غيرك؟؟ دي بتموت بالبطئ.
حرك الأخير رأسه إيجابا ليسرع مصطفى باحضار الطبيب وهو يقول وهو يغادر.
= هروح اجيب الدكتور و اجى لك بسرعة عشان يكتب لك على خروج.
عندما خرج مصطفى من غرفة عمر قام بالاتصال على هشام ليعلم اين هو؟؟ و ماذا قال له الطبيب عن حالة عمر؟؟ ليخبره هشام ان يأتى له فى الدور الثانى فى مكتب الطبيب ليذهب له مصطفى.
جلس كلا من هشام و مصطفى امام الطبيب ، ليهتف مصطفى بعدم فهم.
= يعنى ايه الكلام ده؟؟ يعنى عمر مش فاكر كل السنين اللى عدت دى كلها و عملها دليت ده اللى هو ازاى؟؟ انا مش فاهم حاجه و مراته اللى مستنيه دى و موته نفسها علشانه و عياله نروح نقولهم ايه؟؟ سورى يا جماعه عمر مش فكرك و ميعرفكمش اساساً روحوا دوروا على اب غيره.
هتف هشام به بحدة و اعصاب متوتره.
= مصطففففى اخرس مش ناقصك.
هتف مصطفى بحنق و ضيق.
= قال يعنى انا لو متكلمتش هتتحل.. طيب قولى انت ايه هنعمل؟؟
تدخل الطبيب فى الحوار و هو يقول لهم بتوضيح.
= احنا منقدرش نصدمه مرة واحدة باللى حصل معه فى حياته ممكن الموضوع ياجى بالتدريج يعنى هو فاكره انه بيحب واحدة و هو متقبلها و انتم بتقولوا انها نفسها مراته فهو هيتقبل انها بقت مراته بسهولة و كل الامور تخدوها معه بالتدريج فهمتونى.
بعد مناقشات و منواشات طويلة بين هشام و مصطفى مع الطبيب ، وافق الطبيب علي خروج عمر احضر مصطفى له عصا طبية يستند عليها ، و لكن هشام قام بالقاءها بعيدا عن يد عمر ، الذى اشتعلت عينه من الغضب و لكن قطع صراخ الغاضب صدمته مما فعل هشام حيث انه جعله يستند عليه ليتحرك ليستقل السيارة جوار اخيه و فى الخلف يجلس مصطفى لا يعلم حتى انه متى صعد السيارة من المفاجأه مما فعله هشام ، و لكن عمر نفض تفكيره بعيد عن هشام و اخذ قلبه ينتفض بين اضلعه لا مجال لأي ألم جسدي الآن ، شعوره بالذعر علي لينا يطغي علي اي شعور آخر.
علي صعيد آخر تجلس كما هي تبكي الجو بارد جسدها يرتجف فقط تحرك رأسها نفيا تبحث عنه بعينيها، سمعت صوت والدتها تتوسلها باكية وتقول.
= يا لينا يا حبيبتي ابوس ايدك كفاية كدة هتموتي نفسك.. يا بنتي أرضي بالأمر الواقع عمر مات.
حركت رأسها نفيا بعنف تشدد من احتضان جسدها بذراعيها ، تتنفس بثقل و بطئ من بروده ، اقتربت منها والدتها تضع شال ثقيل علي جسد ابنتها لتمد لينا يدها تنزعه تلقيه بعيدا تتمتم مع نفسها وهى تقول .
= إن ما جاش أنا هروحله .. أنا هروحله.
ساعات وهي علي حالتها تلك كادت رأسها أن تسقط نائمة من شدة البرد ليصدم عينيها ضوء سيارة عالي وقفت في الحديقة ليلا سيارة هشام اخو زوجها نزل منها هشام و مصطفى سريعاً ينظر الى لينا يبتسم باتساع ليهرول ناحية الباب الآخر يفتحه و كذلك فعل هشام عندما اتجه هو الاخر الى الناحيه الاخر من السيارة ، لتقطب لينا جبينها متعجبة تراقب ما يفعلون ، حذاء أسود حط على الأرض رفعت وجهها ببطئ تنظر للذي نزل للتو يستند علي صديقه و اخيه لتتوسع عينيها بذهول أن كان حلما تمنت الا تستيقظ من جديد ، تلتهم عينيها وجهه تنساب دموعها تغرق وجهها المتعب المريض ، تتمتم في نفسها برجاء.
= يا رب ما يبقاش حلم زي كل مرة.
اجفلت علي صوت هشام وهو يقول بتلهف و حب .
= عمر اهو .. عمر عايش يا لينا .. كلامك كان صح يا لينا اهو رجع.
عصفت الصدمة بكيانها لتقف بصعوبة جسدها يرتجف قدميها كالهلام ، تتحرك ناحيته تمشي كطفلة صغيرة تخطو اولي خطواتها متعثرة سقطت في طريقها اليه ليترك هو صديقه و اخيه يتحرك ناحيتها يحاول ان يسرع خطواته ، ليجلس علي ركبتيه ارضا أمامها .. يرفع جسدها الملقي ارضا لتختفي انفاسها ترفع يديها تتحسس وجهه تبتسم تبكي تعجز عن النطق ، لتلقي بنفسها بين ذراعيه تصرخ بعنف داخل صدره تخرج كل ما احتبست في صدرها طوال المدة الماضية تشد يديها حول رقبته تعيد روحها لمكانها من جديد.
يا ترى ايه هيحصل مع لينا لما تعرف ان عمر فقد الذاكرة ؟
يا ترى ايه هيكون رد فعل عيال عمر لما يشوفه قدامهم ؟
يا ترى عمر ازاى هيتعامل مع هشام ؟
سؤال بس هو ليه محدش سأل عن محمد اختفى فين حى ولا ميت ؟ و ايه رأيكم هو فين راح ؟
انتظروا الفصل القادم.
يتبع
☆☆☆☆☆
أنت تقرأ
رواية حضرة الضابط زوجي الجزء الثانى {مكتملة}
Любовные романыكانت القسوة هى نهجه الذى يسير عليه لا يغفر ولا يعرف للرحمه طريق حتى اسرنى بالاجبار وبالقسوة بين حصونة ليكون هو حضرة الضابط زوجى تاريخ النشر 7 / 1 / 2021