رواية حضرة الضابط زوجى الجزء الثانى
الفصل الحادى والثلاثون
بقلمى / هدير خليلاخذ اياد يصرخ بهستيريا جعلت كل من فى البيت يجتمع على صوته بخوف، حاول هشام كثيرا ان يهدأه ولكن بدون اى جدوى، حتى هتف كلا من عمر و لينا بقلق وخوف و هم يقولوا.
=ايه ؟! فى ايه؟؟
تقدمت لينا من ابنها، الذى عندما رأه والده نهض سريعا و اتجه الى والده وهو يمسك فى قدمه بقوة وهو يهتف من بين بكائه.
=ضرب..نى يا با...
اقتربت منه لينا لكى تبعده عن عمر وهى تصرخ باسم بأبنها.
=ااااياد... بطل عياط وقولى ايه حصل؟؟
ابعد اياد يد والدته عنه وعاد مرة اخرى الى والده وهو يهتف بصوت مهتز باكى.
=انت ليه واقف كده؟؟ زعق له علشان هو ضربنى... انت ليه مش بترد عليا؟؟
توتر عمر لا يعرف ماذا من المفترض له ان يفعل فهو لم يتعمل مع اطفال من قبل ولكن هؤلاء الاطفال يتعاملون معه كإنه اغلى شخص عندهم، هتف عمر بارتباك .
= هشام هو فى ايه؟؟ هو ايه حصل انا مش...
قطعه صياح اياد الغاضب والباكى.
= انت بتسأله هو ليييييه؟؟ المفروض تسألنى انا ابنك امممممم...
اسرعت لينا الى ابنها وقامت بوضع يدها على فمه تمنعه من التفوه بالمزيد، و رفعت نظرها الى عمر بارتباك وهو بادلها نظره حاده غاضبه وأخذ عروقه تنبض بعنف جعلت الرعب يدب فى قلب لينا منه وعليه، هتف عمر بحده و عصبيه.
= ابعدى يدك عنه يا لينا.
حاولت لينا ان تتفوه بأى شئ تتهرب به مما تفوه به ابنها قائلة بارتباك.
= اياد م...
صرخ بها عمر بصوت جهور افزعها و اجبرها على ابعاد يدها عن فم اياد، فى حين اقترب عمر من اياد الذى اخذ يرتجف من هيئة والده الغاضبه ليغمغم عمر ببعض الحدة.
= ايه كنت بتقول ؟؟ انت ايه ؟؟
تراجع اياد خطوته الى الخلف بخوف ولكن عمر قام بالامساك بذراعه ليجعله يقف ليهتف اياد بخوف هستيرى.
= انا مقولتش حاجه .. مقووولتش حاجه متضربنيش يا بابا والله انا انا...
صدم عمر من رعب اياد منه خاصة عندما قام بالتبول على نفس من الخوف والرعب، كانت صدمته من رعب اياد منه اكبر بكثير من معرفته انه والده، لم يفكر عمر كثير وبدون شعور وجد نفسه يقوم بجذب اياد بين احضانه يحاول ان يهدأه ببعض الكلمات ولكن الصغير اخذ يرتجف بين احضانه من الخوف.
= هششش اهدى خلاص اهدى.. انا مش هعمل لك حاجه.
اخذ يهمس له بالمزيد والمزيد من الكلمات المطمئنه حتى هدأت قليلا رجفته فقام عمر بحمله و اتجه به الى غرفة الصغير ليضعه بها، وهو يتحرك هتف عمر ببعض الحدة و الصرامه.
= لما ارجع عايز عارف كل اللى انتم مخبينه عنى.
نظروا ابناء عمر الى بعضهم حتى اشار لهم فهد ان يتبعوه فتحركوا باتجه غرفة اخيهم، فركضت جنه خلف فهد حتى تتحدث معه تحت نظرات هشام المتضايقه من تصرفات ابنته فنظر الى ابنه الياس لكى يذهب خلف اخته، فانسحبوا جميع الاطفال الى غرفة اياد، فى حين جذب هشام شعر الى الخلف بتوتر مما يحدث حوله، ولكن قبل ان يبرر ما حدث الى لينا وينطق بحرف واحد استمع الى صوت ارتطام شئ خلف بقوة، فـ التفت خلف فوجد فيروز سقطه ارضاً مغشى عليها ركض هشام ناحيتها جلس على ركبتيه ارضاً جوارها يرفع جسدها قليلاً بين احضانه يربت بخفة على وجهها يصيح متلهفاً قلقاً.
= فيروووز .. فيروز فوقى يا حبيبتى .. فيروز فوقى يا حبيبتى فوقى.
لم ينتظر لحظة اخرى رفعها بين ذراعيه مسرعاً بها الى اعلى يلحق به الجميع، فهتف هشام بقلق فى مصطفى الذى يتبعه.
= مصطفى جيب دكتورة بسرعه.
قبل ان يجيبه مصطفى كان جرس البيت يرتفع لذلك هبط مصطفى ليفتح الباب فوجد امامه الطبيبة التى قد طلبها هشام عندما عاد هو و فيروز من الخارج.
= انتى مين ؟؟
اجابته الطبيبة بهدوء.
= انا الدكتورة نس...
جذبها مصطفى من يدها ليدخلها وهو يهتف بقلق.
= مش وقته تعارف تعالى الحقيها علشان لو اتاخرت اكتر من كده عليه ممكن ينزل يقتلنى.
لم تفهم عن ماذا يتحدث هذا المجنون ولكنها وجدته يجذبها ويدخلها الى احد الغرف حيث الاصوات المتدخله القلقه لتجد الجميع جوارها على الفراش و هشام يمسك زجاجه مياه يرش منها على وجهها برفق ، و لينا تحرك زجاجه عطر امام انفها ، شدد هشام من احتضانه لجسدها يرتب على وجهها برفق عليها ، ليهتف بسرعه .
= الدكتورة يا هشام .
رفعت الجميع نظره باتجهها و عندما رأه غزال زوجها يمسك بيد الطبيبة رمقته بنظرة حادة جعلته يدفع يد الطبيبة بعنف و يتجه لها بتوتر اما الطبيبة اخذت تنظر له و للجميع باستنكار بالتاكيد انه غير طبيعى ، لتهتف بعملية و هى تطالعهم .
= ممكن توسعوا علشان اكشف عليها.
تحرك هشام لينهض من جوارها كان يرغب ان يظل بجوارها اثناء الكشف ولكن الطبيبة طلبت ان تظل واحدة فقط من النساء معها والجميع يخرج حيث ظلت معها غزال وخرج الجميع.
على الناحية الاخر فى غرفة ابناء عمر كان عمر يجلس بجوار ابنه اياد الذى ساعده ليأخذ شاور سريع ويبدل ملابسه التى جهزها له والده وعندما خرج الصغير من الحمام قام عمر بتجفيف شعره له ثم حمله و وضعه على الفراش وهو بجواره يأخذه فى احضانه فى محاولة منه ان يطمئنه كم يرغب الان ان يخرج وينفجر فى الجميع فى الخارج فهو يكاد ان يجن منذ ان استمع الى حديث الصغير ولكنه سوف ينتظر قليل حتى يهدأ الصغير و يستطيع ان ينام فهو قام بوضع لصقه طبية على جرحه ولكن يبدأ ان الجرح يحتاج الى غرزة او اثنين قطع على عمر ما يفعل دخول الاطفال بتردد الى الغرفة مما جعله يكشر بين حاجبيه ليس من الممكن ان يكونوا جميعهم ابنائه .. فهو بالطبع لن ينجب كل هذه المدرسة ام ماذا؟؟ نفض كل افكاره جانباً عندما لحظ عدم توقف نزيف الصغير فـ رفع نظره باتجه فهد وتحدث له.
= تعرف تروح بسرعة تقول لــ لينا او مصطفى يتصل بـ دكتور علشان ياجى يخيط الجرح لـ اياد بسرعة.
هز فهد رأسه بالايجاب سريعا وهو يغادر الغرفة ويتجه للبحث على والدته ليخبرها بالذى طلبه منه والده، وأخيرا وجدهم يقفون امام غرفة عمه فى الخارج حيث كان عمه يقف جوار باب الغرفة المغلق يستند بظهره الى الحائط على وشك ان يصدم رأسه بعنف فى الحائط خلفه من القلق والخوف علي زوجته.. اقترب فهد من والدته وقبل ان ينطق وجد الطبيبة تخرج من غرفة عمه.
= ماما بابا عايز دكت...
قطع حديثه مع انتفضت عمه القلقه وهو يتقدم من الطبيبة ويهتف بقلق.
= فى ايه مالها فيروز ؟ و ايه الدم دا ؟؟؟
تنهدت الطبيبة يآسه لترفع الزجاجه امامها قليلا وهى تغمغم فى هدوء وعملية.
= اهدى حضرتك المدام بخير .. انا بس شاكه فى حاجه .. بس علشان نتأكد عايزه حد ياخد عينة الدم دى و يروح معمل يعمل التحليل اللى هطلب منه بسرعه علشان نعرف النتيجه.
قبل ان تتحرك الطبيبة للمغادره كان عمر يقف امامهم وهو يقول باستفهام.
= فى ايه ؟؟
قبل ان تجيبه لينا وجدت عمر يقترب من الطبيبة وهو يهتف.
= نسرين ؟؟
رفعت نسرين نظرها الى عمر وهى تقول بتعجب.
= عمر ؟؟ مش معقوول .. انت بتعمل ايه هنا؟؟
هتف عمر بابتسامه بسيطه.
= دا بيتى .. انتى بتعملى ايه هنا ؟؟
هتفت نسرين بهدوء.
= كنت جايه اكشف على مدام الاستاذ.
اشارت براسها باتجه هشام فنظر له عمر لثوانى قبل ان يعود بنظره الى نسرين الذى اكملت حديثها معه بابتسامه مشرقه.
= انت اختفيت كده فين؟؟ حتى رقمك غيرته.
هتف عمر و هو يحك رأسه من الخلف بابتسامه طفيفه وبعض المرح.
= والله كان نفسى افيدك فى الموضوع ده و اقولك اى اخبار عنى بس مع الاسف انا حصل لى حدثه وتقريبا مش فكره اغلب اللى حصل معايا الفترة اللى فاتت.
اقتربت منه نسرين وهى تمسك ذراع عمر بعدم تصديق وهى تهتف.
= مش معقول انت اكيد بتهزر صح؟؟ طيب انت كويس؟؟ والدكتور قالك ايه على حالتك دى و انكل سيف وطنط هما فين؟؟
قبل ان يجيبها عمر كانت لينا تقف بجوار عمر و تقوم بازاحة يد نسرين بعيداً عن ذراع عمر وهى تهتف بها بغيره.
= هى العسل مش بتفهم ما بيقولك عنده فاقد الذاكره جزئيا .. ممكن اعرف انتم بقا تعرفوا بعض من فين ؟؟
حمحم عمر و ابعد نظره بعيداً عنها ينتظر ان يعرف ماذا سوف تكون رد فعل لينا عندما تعرف من هى؟؟ لتكشر لينا بين حاجبيها وهى تنظر لهم بريبه وتقول.
= فى ايه؟؟ انتم تعرف بعض منين؟؟
غزت الحمرة وجه نسرين وهى تطالع عمر وقبل ان تجيب لينا هتف عمر بتسرع.
= نسرين انت بتعرفى تخيطى غرز صح؟؟
هزت نسرين رأسها بتعجب من سأله المفاجأ وهى تتمتم.
= ايوه
امسك عمر بـ يدها يجذبها معه بسرعه باتجه ابنه الذى نسى امره وهو يهتف بقلق.
= طيب تعالى معايا بسرعه.
الصدمه شلت لينا هل زوجها قام بسحب تلك الطبيبه من امامها و اتجه بها الى احد الغرف ام انها تتوهم فقط؟؟ اقترب منها هشام و وقف امامها وهتف لها.
= اقفلى بؤقك و روحى الحقى جوزك... الدكتورة اللى سحبها وراه دى كانت خطيبته قبل ما يعرفك بس مش فاكره الصراحه ليه مكملوش مع بعض؟؟
نظرت لينا الى هشام بصدمه قبل ان تركض خلف عمر الى غرفة ابنائها، اما هشام فاتجه الى داخل غرفته بعد ان تأكد ان مصطفى ذهب لكى يقوم بعمل الفحصات التى طلبتها منه الطبيبه، عندما دخل وجد فيروز قد فاقت وتنظر الى السقف بشرود و دموعها تنهمر بصمت حتى انها شعرت بدخوله ولكنها لم تلتفت له فاقترب هو من الفراش ونام بجوارها وقام بحملها و وضعها بين احضانه بدون ان ينطق بحرف لتسمح هى لشهقاتها ان تخرج وهى تشدد على احتضانه و تدفن وجهها بين احضانه هامسه.
= انا مش هقدر اعيش من غيرك .. سامحنى يا هشام والله انا هتعالج و هبقا كويسه بس انت خليك جانبى وبلاش تسيبنى .. علشان خاطرى يا هشام وحياتى عندك.
اعتدل فى نومته قليلاً وهى مازالت بين احضانه ولكنها ابعدت وجهها قليلاً حتى تستطيع ان ترأه وجهه، فمد هو يده يمسح لها دموعها وتحدث بحنان و اجهاد.
= انا لازم ابعد يا فيروز انا...
قاطعه انهيار فيروز الذى اخذت تضربه على صدره وتهتف بكلمات غير مفهومه.
= خلاص ابعد انا مش همسك فيك .. لا لا لا بالله عليك ما تسيبنى انا... انا...
قاطعها هشام وهو يجذبها بين احضانه ويمسح على رأسها بحنان وهو يقول.
= هششش اهدى اهدى انتى كويسه .. اهدى... انا مستحيل اسيبك انتى هتفضلى مراتى لغاية ما موت اهدى و اسمعينى ماشى.
ابتعدت فيروز عنه قليلاً وهى تهتف بعدم تصديق.
= انت مش بتكدب عليا ؟؟
هز هشام راسه بالنفى وهو يمد يده الى حجابها ليفكه لها ويطلق العنان لشعرها وهو يعيد هندمته هاتفاً.
= لا مش بكدب عليك .. انا هبعد شويه صغيرين .. هششش اهدى انا بس مضطر ارجع سينا علشان اعرف اساعد محمد و ارجعه فى الوقت ده حبيبتى هتبدأ علاجها مع الدكتورة بتاعتها تمام.
هزت فيروز راسها بالايجاب وهى تنتظر ان تستمع الى باقى حديثه، فأخذ يمسح على وجهها بحب.
= علشان خاطرى يا فيروز كملى المرة دى علاجك للاخر ماشى.
هتف فيروز بصوت خافت.
= حاضر.
ابتسم هشام وهو يطالعها كم تكون جميله وهى فى تلك الحاله من الهدوء لم يتحمل اكثر و اقترب من وجنتها ولثمها بقبله رقيقه وهو يكمل همس بجوار اذنها.
= انا بكره هسافر و حجزت لك عند الدكتورة هتقدرى تبدأى كورس العلاج من بكره .. امممم فى ظرف هسيبه ليكى مع الياس بعد ما امشى خديه منه هتعملى كل اللى فيه يا فيروزى اتفقنا.
لفت فيروز يدها حول رقبته لتقربه منها اكثر وهى تقرب شفتيها من خاصته ولكنها فجأت بــ رد فعله و ابتعاده بـ رأسه الى الخلف كاد ان تنهار مرة اخرى لاعتقادها انها فقط يجاريها لكى تتعالج ولا يرغب فى قربها، ليهتف هشام بجديه.
= فيروز مش هينفع.
كم جرح كبريائها من رفضه هذا فحاولت الابتعاد عنه حتى لا يرأه ما سببته كلماته تلك بها.
= رايحه فين؟؟ اهدى يا فيروز فى ايه؟؟ انتى عارف انه مينفعش فــ بلاش الهبل اللى فى دماغك ده.
حاولت فيروز ان تبتعد عنه بحده وهى تقول.
= طيب بعد مادام انا هبله.
ضحك هشام من قلبه وأخيرا عادت له ضحكته وهو يهتف بعبث.
= هههههه حد قالك اتحرشى بى.
صرخت به فيروز بخجل وهى تحاول الابتعاد عنه.
= هشاااااااااام .. ابعدد ابعددد.
نهض هشام بها وهو يحملها و يتجه بها الى الحمام الموجود فى الغرفة وهو يهتف.
= تؤ تؤ مش هبعد.
غمغمت فيروز بتسأل.
= أنت مودينى فين؟؟
اجابها هشام وهو يدخلها الحمام وقام بإنزالها بالداخل و اتجه ليجهز لها الحمام.
= بنوتى الحلوة هتأخد شاور و اسرح لها شعرها و تأكل لغايه ما نعرف نتيجه التحليل و وقتها هسيبك تتحرشى بى براحتك ولا ايه رأيك ؟؟
ختم حديثه الاخير بغمزه وقحه لتدفعه فيروز بخجل الى خارج الحمام وتغلق الباب خلفه وسط ضحكاته المستمتعه، تركها هشام تنعم بحمامها وجلس هو على الفراش يفكر بها وبما حدث بينهم، هو يعلم جيداً انها تحتاج ان تذهب الى طبيبتها النفسيه كان يعتقد انها قد شفيت ولا تحتاجها وهى استطعت ان تخبأ عليه حالتها تلك لفترة لا بأس بها ولكنه بصدف قد قابل طبيبتها النفسيه قبل ان يذهب الى مهمته فى سينا و علم انها لم تكمل علاجها، كان يفكر فى مواجهتها عندما يعود من مهمته ولكن ما حدث مع عمر جعله يتراجع عن المواجه خاصة عندما عاد فى تلك الليلة الى منزله وكان الجميع يعتقد ان عمر قد مات، وهو كان فى حالة انهيار تام لم يصدق ان اخيه قد مات، لا يتذكر وقتها ماذا حدث؟؟ كل الذى يتذكره انه انهار بين احضانها وهو يبكى ولا يتذكر ما حدث بعدها الإ انه فى الصباح وجدها عاريه بين احضانه ابتسم وقتها بشحوب لاعتقاده ان الوضع تحسن بينهم قليلاً وسوف يستطيع ان يقنعها بسهوله على ان تكمل علاجها فهو فى حاجه اليها اكثر من حاجتها اليه اخذ يتأملها بعشق، وعندما لحظ استيقاظها اغمض عينه و ادعى النوم كان يتوقع قربها منه ولكن طال انتظاره حتى وصل الى مسمعه صوت بكائها.. عاصفه هزت كيانه بالتاكيد تعاتب نفسها على ما حدث بينهم او ربما تعتقد انه سوف يقسوا عليها، قرار ان يفتح عينه ويجذبها بين احضانه وينفض عنها ذلك الغباء الذى بـ رأسها ولكن عندما نهض وجدها تخبئ شئ فى خزانتها وهربت سريعا الى خارج الغرفة مما جعله يكشر بين حاجبيه باستغراب فنهض و اتجه الى خزانتها و وجد اجندة صغيرة تكتب فيها يومياتها والذى اقص منها من قبل تلك الورقه الذى يحتفظ بها فى جيبه، وقام بفتح اخر صفحه بها الذى يبدوا انها قد كتبتها الآن بدموعها يا ليته لم يستيقظ من الاساس ولا ان يقرأ هذه الكلمات الذى جرحته وعمل انه عاد معها الى نقطة البداية، فكلماتها كانت جارحه تصفه كأنه وحش شهوانى يفرغ بها رغباته وتسطر فى اخرها حبها الذى ينافى كلماتها الأولى، لذلك قرار وقتها ان يتبع معها طريق القسوة حتى تطلب هى العلاج بنفسها تلك المرة ولا تتهرب من العلاج مرة اخرى فهو قد تأكد من تأخر حالتها.
فاق هشام من شروده على صوت طرقات باب غرفته وصوت مصطفى يناديه من الخارج.
= ايوه يا مصطفى .. فى حاجه حصلت ؟؟
مد مصطفى يده بظرف تحليل الذى طلبته الطبيبه وهو يقول.
= دى نتيجه تحليل فيروز.
تناولها منه هشام وهو يهتف بامتنان.
= شكرا يا مصطفى تعبتك معايا .. هى الدكتوره مشت ولا راحت فين ؟؟
هتف مصطفى وهو يرفع كتفه بعدم معرفه وهو يجيبه.
= بطل هبل احنا اخوات .. انا مشوفتهش فمعرفش الصراحه هى مشت ولا لا؟؟
خرج هشام من غرفته وأغلق الباب من خلفه وهو يردف.
= طيب تعال نشوفها فى اوضة عيال عمر.
اتجه الى غرفة اياد و دخلوها و وجدوا لينا تاخذ اياد فى حضنها على فراشه وعمر يجلس على كرسى قريب منهم و باقى الاطفال يجلسون على الناحيه الاخرى للفراش بجوار اياد، هتف هشام وهو يحمحم.
= عمر
نهض عمر و وقف امام هشام وهو يغمغم بهدوء مصطنع.
= نعم
هتف هشام بهدوء.
= عايز اتكلم معاك.
هتف عمر بسخريه وهو يطالعه.
= هتتكلم معايا فى ايه؟؟ فى انى طلعت متجوز ولا فى انى مخلف ولا فى ايه تانى؟؟
اجابه هشام بهدوء.
= فى كل اللى انت عايز تعرفه انا هق...
قطع حديث هشام صراخ الصغير اياد فى عمه حيث انه ترك حضن والدته وحشر نفسه بين عمه و والده فى المنتصف وهو يقول بحقد.
= بابا مش هيسمع منك حاجه يلا امشى من هنا.
هتفت لينا فى اياد بحده وهى تجذبه بعيدا عنهم.
= ايااااااد عيب كده .. معلش يا هشام عيل مش عارف بيقول ايه؟؟
هتف اياد بصياح وهو يصرخ فى عمه و والدته.
= اناااا مش عيل .. والله لــ هخليك تبكى على بنتك الغبيه زى ما خلينى ابكى و بوظت لى وشى .. و ده وعد منى انا العيل.
بالطبع لم يستوعب احد ما تفوه به هذا الصغير، و اول من فاق مما يحدث كان عمر الذى اقترب من الصغير الذى تراجع الى الخلف بخوف، ليهتف به عمر.
= لو مش عايزنى ازعل منك اعتذر لعمك على الكلام اللى قولته ده دلوقتى.
تردد الصغير قبل ان يهتف بصوت خافت كلماته الاسفه الى عمه، ليجيبه هشام بهدوء.
= مفيش حاجه خلاص يا عمه .. تعال يا عمر.
اقترب عمر من اذن لينا وهمس لها بخفوت.
= نومى اياد و حصلينا بره.
تحرك عمر و هشام و مصطفى الى الخارج ، وقامت لينا بحمل اياد و وضعه فى فراشه لكى تجعله ينام ونام بجواره باقى اخواته.
اما فى الخارج عند عمر و هشام ... وجد هشام ابنه الياس يجلس فى الصاله وهو يحمل اخته الصغيره عشق فى محاولات مستميته منه ان يجعلها تهدأ وتكف عن البكاء ولكنها ترغب فى الذهب الى والدها الذى عندما راته اخذت ترفع يدها له لكى يحملها وهى تبكى.
= فى ايه؟؟ عشق مالك يا بابا؟؟ مالها يا الياس؟؟ وبعدين جنه فين؟؟ انا مش قولت لها تاخد بالها من اختها هى فين؟؟
هتف الياس بحنق وهو يحاول ان يُلعب اخته الصغيره التى حملها والدها لكى تكف عن البكاء وهو يقول بضيق.
= معرفش يا بابا .. انا لقيت عشق قعده لواحدها هنا وبتبكى .. اكيد راحت وراه الاستاذ فهد.
هتف هشام بحده.
= بت الكلب شكل موتها هى و الحيوان فهد هيكون على يدى .. روح دورى عليها شوفها فين و جيبها لى.
حمحم عمر وهو يقول.
= اممم يعنى واضح ان الياس وعشق وجنه عيالك و اياد و فهد عيالى .. طيب و باقى الفريق دى بتاعك ولا بتاعى.
هتف مصطفى بمرح.
= لا هيام و حور دول بناتى اما مصطفى و هشام الصغير عيالك اما الباشا الكبير شكله حب يعمل فريق أد فريقك ويخلف عيل تانى اصلا الدكتور شافت التحليل وقالت ان فيروز حامل.
هتف هشام باستغراب وابتسامه هو كان يتوقع ذلك.
= وأنت شوفتها فين؟؟ هى مكنتش فى الاوضة فوق.
اجابه مصطفى بهدوء.
= لقيت رقمها على اسم التحليل فبعته ليها على الواتس و ردت عليا وقالت انها حامل.
هتف هشام بفرحه.
= حبيبى يا مصطفى .
نظر له عمر بحنق طفولى.
= يعنى انا مخلف المدرسه دى كلها وكمان مسمى ابنى على اسمه و اسمك و هو لا.
اقترب منه هشام بحب وهو يحتضنه ويقول.
= لما ياجى بالسلامه هسميه على اسمك لو كان ولد ولو بنت يبقا انت سميها على ذوقك.
كم شعر عمر بدفئ حضن اخيه الذى اشتاق له بشده فرفع يده بهدوء وهو يحتضنه ويخفى وجهه بين احضانه حتى لا يرأه دموعه التى تهبط، ليهتف هشام بحب.
= والله بحبك ياض انا مليش غيرك ربنا يخليك لى .. اعمل ايه فى ذاكرة الدبانه بتاعتك دى اللى مسحت كل حاجه.
ابتعد عمر عن حضنه بعد ان مسح دموعه بدون ان يلحظها احد وهو يقول بحدة.
= فـ انتم استغليتوا انى مش فاكر حاجه وبتشتغلونى .. ايه شايفنى عيل صغير بتاخدوه على أد عقله؟؟ انا عايز اعرف كل حاجه انا نسيها و ايه اصلا اللى وصلنى سينا و مين محمد ده اللى من اول ما جيت و انا بسمع اسمه و انت ازاى ضابط؟؟ لا لا ضابط ايه؟؟ قصدى عقيد .. ازاى كنت مجرم و بقيت عقيد؟؟
وصلت لينا اليهم و استمعت الى صوت عمر الحاد وأكمل حديثه عندما رأها.
= و ازاى الهانم مراتى لا وما شاء الله مخلف منها 4 قال و ايه؟؟ كل ما... كل ما امسك ايدها تقولى عيب احنا مخطوبين.
أخذ هشام و لينا و مصطفى يتبادلون النظرات لا يعلمون من اين يبدأوا حديثهم و اذا كان عمر عقل سوف يستطيع ان يستوعب ما سوف يقولونه له ام انه سوف يكون خطر عليه مثل ما اخبرهم الطبيب.
يا ترى ايه هيحصل مع عمر ؟
ايه رأيكم فى اللى بيحصل بين هشام و فيروز ؟
ايه رايكم فى الروايه بصفه عامه بما ان اوشكنا على الانتهاء.. رغب انها اكثر الروايات اللى اتعرضت فيها للهجوم السلبى الإ انها كانت السبب ان اسرة متابعينى تكبر و برغب ان التفاعل عليها ضعيف بس انا كنت مبسوطه معكم ، تحياتى لك من قال فى حقى كلمة جميلة ☺ .
هتوحشونى لما تخلص الرواية هفتقدكم بجد 🥰🥰
انتظروا الفصل الجاى
يتبع
☆☆☆☆☆
أنت تقرأ
رواية حضرة الضابط زوجي الجزء الثانى {مكتملة}
Romanceكانت القسوة هى نهجه الذى يسير عليه لا يغفر ولا يعرف للرحمه طريق حتى اسرنى بالاجبار وبالقسوة بين حصونة ليكون هو حضرة الضابط زوجى تاريخ النشر 7 / 1 / 2021