رواية حضرة الضابط زوجى الجزء الثانى
الفصل الرابع و العشرون
بقلمى / هدير خليللقد مر الاسبوع سريعا وجاء موعد الذهاب إلى تلك المهمه التى قد قلبت حياتهم رأسها على عقب؛ حيث أن هشام قرار ان يذهب بابنائه الى والدتهم التى حاولت طول هذا الاسبوع المصرم ان تتواصل مع هشام الذى رفض كل محاولتها تلك وكان يكتفئ ان يجعلها تراه ابنائها مع اخيه عمر الذى يمكث معه هو الاخر؛ ولكنها لم تراه منذ ان هاجرها ولا مرة اما لينا الذى انتقلت هى الاخرى للعيش مع فيروز فى شقتها حتى تأنس وحدتها وبرغم ان عمر هو من كان يجلب ابناء اخيه الى والدتهم الا انه لم يصادف ولا مره انه راه لينا هناك لانها كانت تتجنب رايته وهو كذلك.
وقفت سيارة هشام اسفل شقته التى تقطن بها فيروز و رفع عينه ينظر الى تلك البنايه التى عاصرت تلك الايام المميزه فى حياته ويتذكر كل ما مر عليه بها؛ ليفيق من شروده على صوت اخيه الذى يطالعه بتسال وهو يقول باستفهام.
= انت متاكد يا هشام انك عايز تنزل؟
التفت له هشام بابتسامه بسيطه وهو يجيبه بهدوء.
= اممم ايوه يا عمر انا المره دى اللى هوصلهم ليها انا مش عارف ان كان فى مرة جاى ولا لا؟! بس انا عايز اشوفها قبل ما امشى.
صمت هشام قليلا قبل ان ينظر الى اخيه بتسال ويقول.
= انت هتنزل معايا؟؟
هز عمر راسه بالايجاب وهو يقول.
= ايوه عايز اشوف العيال قبل ما امشى يمكن تكون اخر مرة.
لا يعلم لما شعر بانقبض قلبه عندما هتف عمر بذلك برغم انه يعلم جيدا ما هم مقبلين عليه ولكنه بغض هذا الشعور.
= ان شاء الله مش هتكون اخر مرة يلا بينا.
هبط كلاهم من السيارة وكذلك ابناء هشام واتجه الى تلك البنايه التى توجد بها شقة هشام؛ ودقائق وكان هشام يقرع جرس الشقه وانتظر حتى استمع الى صوت فيروز تهتف بلهفه وهى تركض باتجه الباب.
= استنى يا هشام جايه.
كشر هشام بين حاجبيه بتعجب من انها علمت انه هو من طرق الباب ولكنه اخفى دهشته هذه سريعا خاصة عندما سمع انفتاح الباب لتطل منه فيروز بطلتها التى دائما تخطف انفاسه و عيونها الخضراء التى تلمع بالدموع مع تلك الابتسامه التى تناقضها وتلك الملامح الجميلة التى رغم شحوبها الا انها لم تفقد رونقها الذى يذوب به ليهبط ببصره الى عضمتى الترقوه التى تظهر من اسفل حجابها التى تلقيه على راسها باهمال هبوطا الى رقبتها البيضاء المرمريه حقا ود فقط ان تحل شفتيه محل طرحتها التى تحيطها من الجانبين نفض راسه من تلك الفكره وتبعت عينه تفحصها حيث هبط بنظر الى ذلك الفستان الذى ترتديه الذى يخفى اسفله خصرها المنحوت ليرتفع بنظره مره اخرى الى اعلى وهو يعود بنظره الى وجهها وخاصة تلك الشفتين المفترقتان الى حدا الذى هتفت اسمه بنبره خافته التقطتها اذنه بصعوبه ولكن لحظه هل كانت تقابل اخيه كل مره بكل هذه الاثاره نفض راسه عن تلك الغيره التى اشتعلت فى قلبه وعقله عندما وصل تفكيره الى هذه النقطه؛ لم يكن هذا حاله هو فقط بل انها هى أيضا كانت فى حاله اسوء منه وهى تتتأمله باشتياق وعيون تفيض بالندم والشوق.
فقوا هم الاثنين من شرودهم عندما قامت جنه بازاحة والدها قليلا لتمر وتنطلق باتجه والدتها لتحتضنها وكذلك تبعها الياس ولم يبقى الا عشق التى بين احضان والدها؛ رحبت فيروز بابنائها بين احضانها ثم ابتعدت عن الطريق لتسمح لهم بالدخول؛ ليتقدم هشام ثم يتبعه عمر الذى همس له بصوت خافت ساخر.
= عينك يا اتش وقال ايه؟؟ لا يا عمر مش ضايق اشوفها وأنت كنت شويه وهتسحبها على اوضة النوم يا جدع ااااه.
قام هشام بنكزه فى بطنه بقوه وهو يهتف ويجز على اسنانه.
= خف يا عمر علشان تعوم.
قهقه عمر بضحكه قصيره انحصرت سريعا من على شفتيه وهو يراه لينا تقف امامه وابنائه يركضون اليه بالطبع ماعدا اياد الذى انكمش خلف والدته؛ ليجلس عمر على نصف ركبته وهو يفتح لهم ذراعه ليستقبلهم بين احضانه حتى انهم كادوا ان يسقطوه ارضا من قوة اندفاعهم بين احضانه وهو يهتف لهم بمرح وسعادة.
= براحه يا ولاد الكلب هتوقعونى.
ليهتف مصطفى بمرح وهو يتعلق فى رقبة والده اكثر.
= عيب عليك يا باشا لما تقول كده اما العضلات دول نفخ على الفاضى.
ليجيبه عمر وهو ينهض بهم هم الثلاثه وهو يقول بمرح.
= انا قولت محدش هيجيب اجى غيرك بعنيك الزرقاء دى.
اخذ عمر يعبث مع ابنائه بدون حتى ان يلقى نظره واحدة الى لينا الذى مازالت تقف متسمره فى مكانها لم تفق من صدمتها الا عندما لاحظت بكاء فيروز وهى تمسك بيد هشام تمنعه من المغادره؛ هل مر الوقت بتلك السرعه بدون ان تشعر لتستمع الى حديث فيروز الذى جعل قلبها ينقبض هى الاخرى.
= بالله عليك يا هشام ما تروحش وخليك معايا.
هتفت بها فيروز بتوسله تحاول اعتراض طريقه وهو يتقدم لا شئ يوفقه اقتربت منه تعانقه بقوة تهمس له باكية.
= علشان خاطري ما تروحش قلبي مقبوض اوي مش هتعدي علي خير علشان عيالك مش عشاني متروحش.
ابعدها هشام عنه بجمود وهو يغمغم بصوت دافئ حنون بدون أن يشعر.
= علشان خاطر عيالى أنا لازم اروح.
حركت فيروز رأسها بالنفى وهى تبكى بعنف وتتعلق بعنقه تمنعه من التحرك وتصيح باكية ونحيب.
= وحياتي عندك يا هشام ما تروحش .. دى في سينا يا هشام .. لالالا مش هسمحلك تروح.
لم تكون لينا تستوعب ماذا يحدث مع فيروز الا عندما نطقت فيروز تلك الكلمات التى صفعه لينا بقوه لتلتفت ناحيه عمر الذى يطالع اخيه و زوجته وما يحدث بينهم لتقع عينها على تلك الملابس الرسميه التى يرتديها زوجها هو الاخر ليسقط قلبها بين قدميها من الرعب وشعرت بانقباضه كإن احدهم يقوم بعصره بدون شفقه؛ فى حين ابعد هشام فيروز عنه بصعوبة وهو يبتسم بفخر مغمغما بهدوء.
= سينا أرض الشهدا يا فيروز و لو اتروي ارضها بدمي دا يبقي شرف ليا و لعيالى .. وأن كان لى فى يوم معزه عنك ادعيلي .. وخلي بالك من نفسك وعيالى كويس دول امانه فى رقبتك يا فيروز.
قالها ليغادر دون كلمة أخري؛ لتنهار هي ارضا سقطت علي ركبيتها تشهق في بكاء عنيف وخوف مرير؛ فحين تلك التى حاولت ان تجر قدامها باتجه زوجها التى كان يتابع ما يحدث بصمت وجمود وهو يهبط الى مستوى ابنائه وهو يقبلهم الواحد تلو الاخر ويستنشق عبيرهم كإنه يودعهم ويوصى ابنه الكبير فهد على اخوته الذى اخذ يزرف الدموع من حديث والده؛ لينهض عمر وسط تعلق ابنائه بقدمه لا يريدون ان يتركوه ان يغادر ولكنه جر قدمه منهم بصعوبه وهو يسحبها باتجهها؛ كانت تعتقد انه رأف بحالتها وقدمها التى اصبحت رخويتان لا تستطيع حملها؛ ولكنها تفاجأت به يهبط ويجلس على ركبته حتى يصبح بمستوى ابنه اياد الذى تشبث بقدم والدته اكثر برعب؛ ولكن عمر مد يده وجذبه بهدوء وسط مقاومته وهو يحتضنه وسط مقاومته العنيفه.
= انا لما ضربتك .. ضربتك علشان كنت عايزك تطلع راجل تكون سند لامك فى غيابى تكون واحد يحلفوا برجولته .. ضربتك علشان بحبك وخايف عليك وعلشان عايزك أحسن واحد فى الدنيا.
هتف اياد برعب وهو يحاول الهروب من بين احضانه وهو يصرخ فى والده.
= وأنا بكررررهك بعد عنى بقااااا انا مش عايزك بكرررهك سيييييبنى.
شدد عمر على احتضانه وهو يحاول ان يحبس دموعه وهو يهتف.
= عمرى ما هسيبك لغايه ما اموت.
ليصرخ به اياد بدون وعى.
= يارب تموت طيب علشان تسيبنى و ارتاح منك.
شهقات فزعه خرجت من افواهم متالمه ولكنها لم تكون مثل الم ذلك الذى مازال يحتفظ به بين احضانه وهو يهتف بالم ويسمح بدموعه بالنزول.
= ربنا يحققلك دعوتك طلما هتريحك.
تلك المرة لم تكن شهقه بل كانت صرخه متآلمه مفزوعه من الرعب وهى تصرخ باسمه وهو يفر هاربا من امامهم ودموعه تملئ وجنتيه.
= عمرررررررر
لتنهار ارضا صارخه باسمه لعله يعود لها ولكنه غادر بلا رجعه ليلبى اخر امنية طلبها منه صغيره!!
تركها هى تبكى حسره والم فى فراقه تتلمس روحه الغائبة يوم يليه الثاني و الثالث عشرة ايام ولا خبر واحد عنه تكاد تموت ذعرا في كل لحظة حتى مر شهر على تلك المهمه المشئومه التى منذ ان غادروا جميعهم لم تتلمس اى واحده منه اى خبر عن زوجها وكل ما يشعرون به هو روحهم التى تسلب منهم ببطأ قاتل؛ الي أن جاء ذلك اليوم المشئوم كعادتها كانت تجلس تنتظره ليدق جرس الباب ابتسمت تهرول ناحية الباب تفتحه بقوة لتتسع ابتسامتها حين رأت مصطفى يقف أمامها يخفض رأسه أرضا ابتسمت تسأله وقد شعرت ان روحها ردت اليها لعتقادها ان الغائب قد رجع اخيرا؛ لتهتف بلهفه وهى تبحث عنه بعينها خلف مصطفى وهى تقول.
= مصطفى حمد لله علي سلامتك .. هو عمر فين؟؟ هو عامل مقلب ومستخبي كالعادة صح؟.
طال صمت الأخير لتختفي ابتسامتها شئ فشئ؛ انتفض فؤادها ذعرا اقتربت منه تغرز اظافرها في ذراعيه تسأله بفزع وهى تصرخ به جعل كل من الفيلا يخرج على صوتها حيث انها عادت الى فيلاتها الذى تجمعوا بها كل الفتيات خاصة عندما ساءت حالتها فى غيابه ففضلوا البقاء مع بعضهم يشدوا من اذر بعضهم.
= بطلوا هزاركوا السخيف دا وقولى عمر فين؟؟
في تلك اللحظة رفع مصطفى وجهه لتفزع من مشهده عينيه حمراء كالجمر؛ دموعه التى لا تتوقف ملامحه مكفهره حزينة مقهورة؛ مد كف يده المقبوض يبسطه أمام وجهها لتتسع عينيها فزعا حين رأت دبلة عمر الفضية عرفتها رغم كونها لا تظهر تقريبا من الدماء التي تغطيها لتسمع آخر ما يمكن أن يصدقه عقلها وذلك النبأ الذى القاه على قلبها مثل القذيفه التى فتتها الى اشلاء وهو يصرخ بها بالم وحسره على صديق عمره.
= عمر مات يا لينا!! عمر مات يا لينا!!
نطقها مصطفى بصوت خفيض باكي ليجهش بعدها في بكاء عنيف؛ بينما تقف هي تنظر له مصدومه عقلها يرفض استيعاب تلك الجملة التي نطقها صديقه للتو؛ اتسعت ابتسامتها المصدومة تنظر له بالطبع يمزح مقلب سخيف كما اعتاد عمر أن يفعل بها دائما؛ لن يخدعها مجددا باتت تعرف مقالبه جيدا؛ ضحكت ضحكة خفيفة تقول مبتسمة وعدم تصديق.
= بطل هزار يا مصطفى وقول لصاحبك الرخم اني قفشت المقلب بتاعه هو فين بقي .. عمر فين بقي؟؟
لم يرد عليها بلسانه بل تعالت شهقاته كان حرفيا ينتحب كطفل صغير فقد أمه لتقترب كذلك باقى الفتيات منها ودموعهم تهبط بغزاره؛ فى حين تتلاشي ابتسامتها تتصادم دقات قلبها اقتربت منه تقبض علي ذراعيه بيديها تسأله في ذهول و رعب.
= عمر فين يا مصطفى .. رد عليا عشان خاطري هو جاي وراك طيب .. اتأخر وهيجي بعد شوية .. أنا هستناه لغاية ما يخلص شغل و ياجى.
لم يرد عليها من جديد بل تهاوي ارضا علي أحد درجات السلم يخفي وجهه بين كفيه ينكس رأسه لأسفل يبكي بلا توقف وكذلك كان حال ابنائها الذين ارتموا فى حضن اخيهم فهد يبكون ارضا على فراق والدهم ماعدا ذلك الصغير الذى اخذ ركن بعيد عنهم وهو يهز راسه برعب و دموعه تغرق وجهه وهو يهمس لنفسه برعب وخوف.
= انا قتلته .. انا قتلته.
ليضع يده على اذنه حتى لا يستمع الى صراخات والدتها التى تزيد من رعبه ونحيبها الذى بدأ عقلها قليلا فقط بإستيعاب ما يقول تقريبا عمر ربما يتأخر قليلا الي متي؟؟ انطفئ قلبها عن العمل يعجز حتي عن النبض تنظر الى مصطفى فزعة عينيها متسعتين علي وشك الخروج من مكانها لتصرخ بحدة في وجه صديقه.
= عمررررر فين يا مصطفى رد عليا .. عمررر هيجي امتي أنت مش كنت معاه .. هو فين عشان خاطري رد عليا وقولى هو فين؟؟
بلا وعي بدأت انهار عينيها بالفيضان تغرق صفحة وجهها الملتاع تصرخ تنوح باكية وصوت بكائها يقطع قلوبهم و الذى زاد من رعبهم هم الاخرين على ازواجهم الذين لم يظهروا هم الاخرين.
= عمررر فين يا مصطفى؟؟ علشان خاطري قولي هو فين؟؟ طب هيجي امتي؟؟ أنا هستناه أنا مستنياه .. هو هيرجع هيرجع مش هيسيبنا مش هيسيب عياله.
سقطت علي ركبتيها أمام ابنائها تقبض علي ذراعي فهد الذى يضم اخوته وهو يبكى لتصرخ فيه وهى تبكي وتنوح.
= أنت بتعيط ليييه بطل عياط؟؟ عمررر هيرجع مش هيسيبنا .. عمر فين يا مصطفى؟؟ عمر فين؟؟ قوله الهزار دا وحش و عياله بيبكوا علشانه .. قوله إنت وعدتهم انك هترجع .. هو جاي .. هو جاي .. قوله فهد و مصطفى و اياد و هشام و لينا مستنين بابا .. عمررر فين يا مصطفى علشان خاطري و حياة بناتك قولي أنه راجع .. هيتأخر شوية بس جاي .. قولي اني هترمي في حضنه .. قولي أنه لا لا لا يا مصطفى عمر عايش .. عمر عايش أنت مش فاهم .. هو وعدنننني انه هيرجع .. هو هيرجع علشان يسامحنى .. قوله يرجع والنبي .. ياااا عمرررررررر.
ظلت تصرخ تصرخ الي أن فقدت الوعي سقطت أرضا تذهب الي عالم خاص بها و به هما فقط، لعلها تلتقى بعاشيقها و زوجها الحبيب الذى غادر وهو حزين منها لعلها تستطيع مصالحته و مراضته فى احلامها و عالمها الخاص.بدون زعل ممكن موت عمر يكون بيخدم الاحداث و يكون السبب فى تشكيل شخصية ابنائه وخاصة شخصية اياد.
يا ترى ايه هيحصل مع ابطالنا تانى؟
يا ترى فين هشام و باقى الابطال؟
انتظروا الفصل القادم عايزه اعرف رأيكم وتعليقاتكم على احداث الفصل
انتظروا الفصل القادم.
يتبع
☆☆☆☆☆
أنت تقرأ
رواية حضرة الضابط زوجي الجزء الثانى {مكتملة}
Lãng mạnكانت القسوة هى نهجه الذى يسير عليه لا يغفر ولا يعرف للرحمه طريق حتى اسرنى بالاجبار وبالقسوة بين حصونة ليكون هو حضرة الضابط زوجى تاريخ النشر 7 / 1 / 2021