الفصل الثامن

2.1K 50 1
                                    

رواية حضرة الضابط زوجى الجزء الثانى
الفصل الثامن 
بقلمى / هدير خليل

نظر عمر الى لينا ينتظر جوابها وهو يلقى عليها نظرات غاضبه يشوبها العتاب والخزى من عدم ثقتها به برغم من مرور كل تلك السنوات بينهم ولكنه يبدو انه لم يستطيع ان يكسب ثقتها ... رفعت لينا نظرها له و افرجت عن شفاتيها حتى ترد على حديثه بقرارها ولكنها صمت عندما رن هاتف عمر و رد عليه عندما وجده رقم ابن اخيه.
= الو ا.... اهدى اهدى بطل عياط وفهمنى فى ايه ؟؟
يكمل عمر حديثه بعصبيه وهو يصيح فى إلياس.
= إلياااااس بطل عياط وقولى ابوك ماله.
فى ثوانى كان عمر يجرى خارج المنزل و أطفاله خلف حتى لينا وهم لا يعلم ماذا حدث كل الذى فهموه من حديث عمر على الهاتف أن هناك كارثه اخرى حدثت فى منزل هشام .. لتركض خلفه لينا وهى تسأله بقلق.
= فى ايه يا عمر ؟؟
لم يجيب عمر عليها فهو كان مشغول فى هاتفه بطلب الاسعاف وتشغيل سيارته فصعدت لينا بجوار أطفالها فى السيارة قبل ان ينطلق عمر بأقصى سرعه لتقوم لينا باحتضان اطفالها بحمايه وهى تهتف بقلق و خوف.
= هدى السرعه شويه يا عمر هتموتنا بالسواقه دى.
لصرخ بها عمر بعصبيه و حده.
= لو خايفه على عمرك انزلى انا مقولتش ليكى تعالى معايا.
صمتت لينا يبدو أن ليس وقت مناسب الحديث و فى أقل من عشر دقائق كان عمر يوقف سيارته أمام منزل هشام و وجد سيارة الاسعاف تاخذ هشام ليركض عمر باتجاه اخيه الذى يحملوه رجال الاسعاف و يضعوه بداخل السيارة ليهتف عمر برعب.
= حصل ايه ؟؟ ماله هشام ؟؟
هتفت فيروز وهى تبكى و الخوف مرسم على وجهها فهى تكاد تموت من الرعب من رأيه هشام بهذا الشكل.
= معرفش .. كنت بكلمه بس فجأه لقيته اغمى عليه وفى مادة بيضه بتطلع من بؤقه.
هتف رجال الاسعاف بتعجل.
= ابعدوا علشان نتحرك.
لتهتف فيروز بسرعة.
= انا هاجى معاه مش هسيبه.
صعدت فيروز سيارة الاسعاف مع هشام أما عمر فأخذ ابناء أخيه و أبنائه و لينا وذهبوا خلف سيارة الاسعاف بسيارته .. لتنظر لينا إلى عمر وهى تحتضن جنه وهى تهتف بخوف.
= هو.. هو هشام اتسمم...
عمر نظر لها بغضب يشوبه الخوف على اخيه وهو يضرب عجلة القيادة بغضب.
= انا اللى كان لازم اكون مكانه مكنش لازم ادخله من الاول فى الحوار ده انا السبب.
لتنظر له لينا بفزع وهى تغمغم بخوف.
= انت تقصد ايه ؟؟ و... و انت مالك ؟؟ 
ليهتف عمر وهو ينقل انظاره الغاضبه بينها و بين الطريق ويغمغم بسخرية وعصبيه.
= و الهانم يهمها فى ايه؟؟ مش كنتى عايزه تتطلقى يعنى مش هيفرق معاكى تعرفى ولا اتحرق بجاز.
لتجيبه لينا وهى تبكى.
= عايزنى اعمل ايه لما اشوفك بمنظر ده مع واحده تانيه اخدك بالاحضان.
ليصرخ بها عمر افزعت حتى ابنائه.
= لا بس على الاقل ثقى فيا او حتى اسمعينى الاول معقوله العمر ده كله ومش بتثقى فيا.
لتجيبه لينا بصوت متحشرج من البكاء ونيره ساخره.
= هو انت فى الاول كنت امام جامع ما انت كنت بتعمل كده ومكنتش بتراعى مشاعرى.
ليلتفت لها عمر وهو يغمغم بحده.
= كنت مريض و اتزفت اتعلاجت و انتى كنتى عارفه من الاول ... ملهوش لازم اصلا الكلام انا مش هجبرك على حاجه تانى براحتك اعملى اللى أنتى عايزه.
اوقف عمر سيارته و هبط فهم وصلوا الى المستشفى و قاموا المسعفين بادخل هشام الى المستشفى و منها الى غرفة العملية وكانت حالة تسمم و بأعجوبه استطاعوا انقذه وتم نقله الى غرفه عاديه حتى يفيق طول هذا الوقت لم تفارقه فيروز وهى تمسك بيده وتبكى لتمتم عمر.
= اهدى يا فيروز الحمد الله جات سليمه و قدروا ينقذوه.
كانت فيروز سوف ترد على عمر ولكن صوت هشام قطعهم الذى هتف بصوت غيور رغم ضعفه.
= مش قولتلك.. مليون مرة.. متنطقش اسم مراتى على لسانك.
ليبتسم عمر وهو يزفر بارتياح وهو يجيبه.
= انت فى ايه ولا فى ايه ... ياخى وقعت قلبى عليك.
نهضت فيروز و اقتربت من هشام وتكبل وجه بين يديها بقلق.
= انت كويس يا حبيبى فى حاجه بتوجعك.
ليبعد هشام انظاره عن فيروز وهو ينظر الى عمر ويغمغم.
= مين دى ؟؟ فين مراتى ؟؟ هو انا اللى اتسممت ولا فيروز جالها فقدان ذاكرة ... حبيبتى انا هشام مالك انتى كويسه ؟؟
فيروز انفجرت فى البكاء و عندما رأها هشام بهذا المنظر حاول ان ينهض بلهفه فساعده عمر ليعتدل فى جلسته ويجذب فيروز لحضنه وهو يهتف بقلق من ان قد اصابها مكروه ليحاول ان يطمئنها.
= فى ايه يا حبيبتى ؟؟ انا كويس و الله طيب اهدى ... انتى كويسه مالك ؟؟ هششششش اهدى خلاص هو انتوا قولتلها انى موت ولا ايه ؟؟
هتفت فيروز بصوت متقطع وهى تتشبث بحضن هشام أكثر.
= بعد... الشر... عليك...
لحتضنها هشام وهو ينظر الى اخيه برجاء.
= عمر معلش خد العيال و اطلعوا.
ليهز عمر رأسه بالإيجاب وهو يتمتم.
= حاضر.
خرج الجميع و لم يبقى الإ هشام و فيروز فبعد ان خرجوا انام هشام فيروز فى حضنه وفك لها الحجاب الذى تضعه باهمام على رأسها ويردف بحنان.
= اهدى يا روحى اهدى.
لتحتضنه فيروز بقوة وهى تهتف برعب.
= كنت.. كنت فكره انى خسرتك.. متعملش فيا كده تانى.. انا مليش غيرك.
اجابها هشام بحنان وهو يمسح على شعرها.
= انا آسف يا قلبى بس لو كنت اعرف انه لو اتسميت هيخليكى تقربى منى كده كنت اتسميت من زمان. 
لترد عليها فيروز بسرعة وهى تضع يدها على فمه.
= بعد الشر عليك ان شاء الله اللى يكرهوك.
ليقبل هشام يدها ويبعدها عن فمه وهو يغمغم.
= عمر الشقى باقى.
لتنظر له فيروز بتسأل.
= مين عمل فيك كده ؟؟
اجابها هشام بهدوء.
= معرفش متشغليش بالك انتى.
لتنظر له فيروز بحب وهى تهتف.
= هو انا لي مين غيرك عشان اشغل بالى بيه.
ليصيح هشام بابتسامه واسعه عاشقه وهو يقول.
= يا بووووى لا لا دا انا اتسم كل يوم بقى عشان اسمع الكلام الحلو ده.
كانت فيروز سوف ترد عليه ولكن هشام اصمتها بقبلته المتعطشه لها يبث لها عشقه وبعد ان شعر باحتياجهم الى الهواء ابتعد عنها وهو يأخذ نفسه بصعوبه ويضع جبينها على جبينه وهو يتمتم.
= وحشتينى.
لتغمغم فيروز بخجل و وجنتيها تكسوها حمره طفيفه.
= ما انا معاك دائما.
قربها هشام من حضنه أكثر وهو يردف.
= بس اول مرة اشوف النظره اللى فى عنيكى دى ... شكل المتابعة مع الدكتورة جايب معاكى نتيجه كويسه لسه خايفه منى.
فيروز هزت رأسها بالنفى ليجعلها هشام تعتليه بجدها وهو يقترب منها و يقبلها مرة اخرى ويغمغم من بين قبلته امام شفتيها.
= خالص خالص.
حاولت فيروز الابتعاد عنه عندما لحظة نظراته الرغبه بها و تتمتم بضعف.
= هشااام.
ليبتسم لها وهو يقول.
= عيون هشام.
هتفت بتبرم.
= احنا فى المستشفى.
هتف هشام وهو مازال يقترب من شفتيها وتلمسوا مع شفتيه.
= و ايه يعنى ؟؟ دا احنا....
قطع عليهم حديثه فتح باب الغرفة فجأه ففزعت فيروز و ابتعدت عن هشام الذى هتف بحده.
= اززززاى تدخلى كده.
لتحاول فيروز ان تهدأه.
= هشام اهدى مش كده.
هشام القى بنفسه على السرير و اغمض عينيه ليهدء من اعصابه المنفعله اما فيروز اقتربت من جنه وهى تغمغم بعتاب.
= ينفع تدخلى كده انا مش علمتك قبل ما تدخلى مكان تخبطى و لما يسمح ليكى تدخلى.
لتجيبها جنه بحنق و تبرير.
= خفت عليكى منه.
نظرت فيروز الى ابنتها باستغراب وهى تهتف باستنكار.
= خفتى عليه من مين ؟؟
لتجيبها جنه وهى تشير على هشام.
= منه.
قبض هشام على يده بعصبيه وهو مازال مغمض العنين وهتف بصرامه.
= فيروز خدى بنتك و اطلعوا عايز اقعد لواحدى.
هتفت فيروز باعتراض.
= بس...
فتح هشام عيونه المشتعله من الغضب وهو يهتف بصوت منفعل.
= فيروزززز اطلعى.
نفذت فيروز كلامه وسحبت ابنتها الى خارج الغرفة و بعد ان خرجوا قام هشام بانفعال من الفراش و قام بتحطيم كل الاشياء الموجوده بجواره على الطاوله و كل ما يشغل تفكيره ان ابنته اصبحت تكره وتخاف على والدتها منه بسبب تصرفاتها التى كانت تجعله يتعصب امام اطفاله ... بينما فى الخارج سمعت فيروز صوت التحطيم و كانت سوف تدخل مرة اخرى ولكن صوت عمر أوقفها وهو يسألها بحده.
= حصل ايه خلى هشام يتعصب كده ؟؟
لتنظر فيروز الى ابنتها بعتاب وهى تجيب عمر.
= جنه عصبته بكلامها.
اقترب عمر من جنه وركع امامها وهو يهتف بتسأل.
= ممكن اعرف حبيبة عمو قالت ايه لبابا خلاه يتعصب كده.
اجابته جنه بلامبالاه.
= هو دائما متعصب كده مش لو كان مات كنا استريحنا منه ومن....
ليتمزق قلب فيروز من حديث ابنتها و لم تشعر بنفسها وهى تصرخ بها و تكاد تصفعها على وجنتها.
= جننننه.
ولكن وقف فهد امام جنه وهو يهتف باعتذار.
= معلش يا طنط هى متقصدش انا هتكلم معاها وهفهمها غلطها.
جذب فهد بسرعه جنه من أمام فيروز أما عمر نظر الى لينا بزهول وكل ما يشغل باله هل لينا و اطفاله يتمنون موته مثل جنه بسبب عصبيته لم تتحمل قدميه الوقوف و جلس على اقرب كرسى فجرت عليه لينا وهى تهتف بقلق.
= انت كويس ؟؟
نظر لها عمر و الصدمه مازالت مسيطره عليه وهو يهتف بزهول.
= هو.. هو.. أنا حبيتك من كل قلبى عمرى ما قلبى دق لغيرك أنا عارف انى انسان مش كويس و كنت طمعان انى اعيش فى حضنك بس مش هستحمل اليوم اللى تكرهينى فيه و تتمنى فيه موتى علشان ترتاحى منى ... انا... انا هطلقك... بس... بس متخليش عيالى يكرهونى بالطريقه دى... انا مليش... غيركم.
هبطت دمعه من عيون عمر بدون ان يشعر بها حاولت لينا استجماع قوتها حتى تتدارك الموقف ولكن دموعها خانتها وهبطت وهى تمد يدها لكى تمسح دمعته وهى تغمغم بصوت باكى.
= انا... مش هسيبك انت فاهم ... وبطل هبل عيالك عمرهم ما هيكرهوك انت احسن اب فى الدنيا كلها.  
ليجيبها عمر بعدم تصديق.
= هشام اللى بيحب عياله ويخاف عليهم من الهواء الطاير و رمى نفسه فى النار علشانهم كرهوه ما بالك بى انا اللى مش بيشوفوا منى غير العصبيه .. انا هبعد يا لينا انا عارف انى حمل تقيل عليكى وانا هريحك من....
صرخت به لينا وهى تضرب عمر على صدره.
= اسكت ... اسكت... تعرف تسكت وتبطل هبل انت مش هتسيبنى ولا هتبعد عن عيالك انت ايه حصلك ؟؟
اقترب هشام الصغير من عمر وهو يدخل نفسه فى حضن عمر ويستخبه به وهو يبكى فقد كانوا يتبعوا الاطفال ما يحدث بينهم .. لينظر عمر الى صغيره المنكمش بين احضانه بلهفه وهو يردف بقلق.
= مالك يا هشام ؟؟ ليه بتبكى يا حبيبى ؟؟
ليجيبه هشام الصغير وهو يحتضن والده بشده.
= انا بحبك متسيبنيش.
قبل ان يرد عليه عمر وجد اياد ومصطفى يفعلوا مثل اخيهم ويلقون بأنفسهم فى حضن عمر وهم يبكون ويتوسلوه ان لا يتركهم ليضمهم عمر بين احضانه اكثر و دموعه تهبط من عينيه بدون شعور.
= خلاص يا حبايبى انا مش هروح فى حته وهفضل معاكم بس بطلوا عياط.
لينا قامت برفع يد عمر من على ظهر مصطفى و دخلت بين احضانه وتضع يده على كتفها وهى تهمس له.
= انا بحبك ربنا يديمك لى نعمة ... انا آسفه يا عمرى كله بس مقدرتش اتحمل اشوفك فى حضن واحدة غيرى حتى لو مش حقيقى.
عمر بيشدد على احتضانهم وهو يحمد الله ويدعوا الله ان يحمى عائلته بينما على الجانب الاخر كانت هناك من تتابع ما يحدث وهى تغلى.

رواية حضرة الضابط زوجي الجزء الثانى {مكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن