رواية حضرة الضابط زوجى الجزء الثانى
الفصل الرابع والثلاثون (الأخير)
بقلمى / هدير خليلوضع عمر هشام أرضاً وأخذ يصفعه على وجهه عده صفعات خفيفه على وجهه لعله يفيق ولكن بلا جدوه ليقترب منه أحد العساكر ويناوله زجاجه مياه ليأخذها منه سريعاً ويسكب بعض قطرات منها على وجه هشام الذى استعاد وعيه اخيراً.
= هشام أنت كويس؟!
اتعدل هشام فى جلسته ونظر إلى صدره ولم يجد مكان لجراح أو السكين الذى طعنه بها محمد، فهم عمر نظراته فرفع السكين التى استخدمها محمد أمام عيون هشام وهو يغمغم ساخراً.
= سكين خدعه بتدخل فى الجيب لما بتقابل الجسم يعنى مضربكش بيها.. هو انت من الخوف فقدت الوعى ولا ايه يا وحش؟؟
نهض هشام من مكان وهو يجيبه بحنق.
= لا يا ظريف.. محمد ضغط على وريد فى رقبته خلانى افقد الوعى.. مش وقت رغى دلوقتى لازم نلحقهم.
غمغم عمر بضيق.
= هنلحقهم فين؟؟ ما خلاص هربوا.
هز هشام رأسه بالنفى وهو يتحرك سريعا إلى سيارة الشرطة الجيب وصعد بها وتبعه عمر.
= محمد قال انى مش هطلع من المكان الإ وانا متشال على اربعه يعنى يقصد أن عدد القنابل اربعه والمؤقت اللى معانا بعدد سنين معرفتى به يعنى تقريبا 20 دقيقه او اقل.
انطلق هشام بالسيارة بسرعة ليهتف عمر باستفهام.
= برضوه معرفنش فين مكانها؟؟
رفع هشام ساعتها أمام عين عمر وهو يسوق باليد الأخرى.
= الساعة دى محمد جبها لى هديه قبل ما نطلع المهمه بيوم برغم أنى كنت متخانق معه بسبب اللى عمله فى مراته بس اخدتها منه بدون ما أسأل ليه؟! عشان عارف أنه اكيد جابها لسبب ولما اتخانق معايا فى النفق ضغط عليها شغلها فبقت جهاز تتبع زى ما انت شايفه يعنى محمد بيورينا مكانه فين دلوقتى؟؟
هز عمر رأسه بتفهم وهو يتحدث فى هاتفه مع مديره يطلب منه دعم بسريه تامه لتتبعهم القوات إلى المترو فهو المكان الذى أشارة إليه الساعة يوقف هشام السيارة ويركض خارجها يتبعه عمر حتى وصلوا إلى مكانهم ورأه هشام اثنان من الرجال بجوار محمد يحمل كلاً منهم حقيبة اشار هشام إلى عمر ليذهب باتجاه خلف أحدهم وهو ذهب خلف الأخر ليدخلوا فى اشتباك معهم حتى يستطيع أن يأخذوا منهم الحقائب القوا القبض علي الاثنين وفتح عمر الحقائب وجد بكل واحدة قنبلة يعمل بها العد التنازالى ليصيح عمر.
= هشااام القنابل شغاله مفيش وقت..
اقترب منه هشام ونظر داخل الحقائب وهتف بتعجل.
= دول اتنين فين الاتنين التانين.. لو قولنا واحدة مع محمد يبقا التانية فين؟؟ خد دول بسرعة بره المترو بسرررعة يا عمر وانا هدور على الاتنين التانين.. يلااااا اتحرك.
حمل عمر الحقيبتين وركض إلى خارج المترو وهو يتحدث فى سماعة اذنه من القوات أن يجلبوا احد خبراء توقف القنابل إلى احد مكان خالى من الناس لتمر تلك الدقائق الأصعب عليهم، وصل هشام إلى مكان محمد ليصرخ به بأعلى صوته.
= محممممممد قف يا زفت فين غاير انت كده هتأذى الناس وقفففف يا محمد التفت له محمد ورفع له يده بعجز ليعلم أن القنبلة الثالثة ملتفه حول خصر محمد ليجذب هشام شعره بعجز لا يعلم كيف ينقذ صديقه والناس فليس هناك متسع من الوقت حتى يغادروا المترو والذهاب إلى أحد الخبراء ليصرخ هشام فى الجميع.
= كله يطلع بسرررررعة من هنا فى قنبلة يلااااا بسرررعة.
صاح به محمد.
= بتعمل ايه يا هشام مفيش وقت أنت كده هتخليها يسرعوا الوقت يا غبببببى.
زمجره هشام بغضب.
= تعرف تسكت يا متخلف.
جذبه هشام بقوة إلى أحد الاركان وترك مهمه ابعد الناس مسئولية القوات وقام بتمزيق الملابس التى يرتديها محمد لتظهر القنبلة ليهتف محمد بزهول.
= بتعمل ايه الله يخربيتك؟؟ هو انت بتعرف توقف قنابل؟؟
التفت هشام حوله يحاول ان يعثر على شئ يقطع به تلك الاسلاك ليتذكر السكين الصغير التى بحوذته.
= تعرف تسكت خلينى اعرف اتهب واركز.
نظر محمد إلى ما يفعله هشام حيث انه كان يتنقل بين الاسلاك.
= أنت بتعمل ايه؟؟
رد هشام بتركيز.
= بعمل حادى بادى.. شهاددددد يا محمممممد.
صرخ محمد وهشام بالشهاده وهم مغمضى العين وهشام بيقوم بقطع أحد الاسلاك لتمر دقيقه وهم مازالوا مغمضين الاعين ليفتحوها بهدوء عندما لم يحدث انفجار.
= عاااااا منفجرتش منفجرتش.
صرخ محمد برعب وهو يجلس فى الارض.
= الله ي*** يا*** انا قطعت الخلف يخربيتك اهلك... انت بتستهبل ايه اجنان اللى عملته ده.
جلس هشام بجواره بارتياح وهو يحمد الله على نجدتهم.
= عملت ايه؟؟ كده كده كنا هنموت كان عندك حل تانى.
نظر له محمد بسخط.
= وملقيتش غير حادى بادى.
غمغم هشام ساخرا.
= ايه كان نفسك تلعب حاجه تانى ولا ايه؟؟
ازاحه محمد بضيق.
= يخرب بيتك ظرافة اهلك.. اخلص قوم خلينا نلحق اخر قنبلة.
نهض هشام وهو يهتف بتعجل.
= قنبلة ايه؟؟ لو كلهم مضبطين على نفس الوقت يبقا اكيد انفجرت؟؟
هتف محمد بحيره.
= مش عارف يا هشام بس أنا اللى متأكد منهم انهم 4 قنابل أنا شافتهم بعينى.
هتف هشام بتسأل.
= طيب تفتكر فين ممكن يحطوها؟؟ هما اختاروا 3 قنابل يحطوهم فى المترو وضبطهم على نفس التوقيت اشمعنا الرابعه دى اللى اختلفت؟؟ الإ لو كان التلاتة دول عشان يشتتونا والرابعة هى المكان اللى قصدينه.
جاء لهم عمر وهتف وهو ينظر لهم بتفحص.
= فى ايه؟؟ انتم كويسين؟؟ مالك وقفين كده ليه؟؟
نظر إلى محمد وهو يزيل القنبلة عن جسده ويلقيها أرضاً.
= ايه ده انتوا عرفتوا وقفها ازاى؟؟
اجابه محمد ساخراً.
= اخوك العبقرى وقفها بالحادى بادى.. طلبت معاه طفوله متأخره فطلعها علينا.
قهقه عمر ضاحكاً.
= هههه يخرب بيتك جنانكم... طيب ايه كده خلاص هنرجع الادارة ولا هنعمل ايه؟؟
هتف هشام بتسأل.
= هو فين مصطفى؟؟
اجابه عمر بعدم بعرفه.
= مش عارف المفروض انه لما دخل النفق كان بيمشى وراه محمد بس هو مش موجود هنا.
اخرج هشام هاتفه وقام بالاتصال بمصطفى لتمر الاتصال بدون ان يحصل على رد منه ليعيد الاتصال مرة اخرى ليزمجره هشام بحده.
= انت فين يا حيوان؟؟ وليه مش بترد؟؟ مصطفى...
استمع إلى صوت نسوائى يرد عليه.
= كان نفسى اخليه يرد عليك بس مع الاسف الاموات مش بترد.
ليفصل الاتصال وسط صراخ هشام.
= عملتى ايييييه يا بنت الكلب الووووو.. الوووو...
هتف عمر بقلق.
= فى ايه يا هشام؟؟
قبل ان يرد عليه هشام وجد اتصال فيديو من رقم مصطفى ليفتح الاتصال ويراه امامه سيلا وهى تبتسم له.
= هاي فهد.. مهنش عليا اسيبك كده من غير ما اوريك انا فين؟؟ ومع مين؟؟
ادارت سيلا الكاميرا ليرأه هشام جسد مصطفى ملقى أرضاً غارق بدمائه ليزداد الأمر سوءاً عندما التقطت أذنه صوت صراخ يعلمه جيداً والذى لم يكن سوى صوت زوجته فيروز والتى كانت تجذبها سيلا من شعرها بقوة حتى انخلعت بعض الشعر فى يدها.
= ايه رأيك فى المفاجأه دى.. طبعا أنت مكنتش تتوقع أن اسيب مهمه بالحجم ده واجى بنفسى لبيتك عشان اقتل مراتك هو بصراحه لاخر لحظه مكنتش عمله كده وكنت هكتفى انى ابعت اى قاتل مأجرو يضربها برصاص يموتها واقهرك عليها عمرك كله.. بس بصراحه مقدرتش اضيع من ايدى متعه زى كده.
صاح هشام بغضب.
= انتى عايزه منها ايه؟؟ سبيها وأنا عمل كل اللى أنتى عايزاه.
تمتمت سيلا باسف.
= مع الاسف كان ممكن اقبل العرض ده قبل ما تبقى تحت ايدى.
هتف هشام بلهفه.
= طيب قوليلى أنتى عايزه ايه وانا هعمله بس سبيهم.
ادعت سيلا التفكير قليلا تحت نظرات هشام المتلهفه لتبتسم بمكر.
= هتعمل اى حاجه؟!
هز هشام رأسه بتلهف.
= ايوه كل اللى أنتى عايزه.
تمتمت سيلا بستمتاع.
= عايزك تطلاقها.
صرخت فيروز وهى تحاول الافلات من بين يدى سيلا بقوة.
= لااااا يا هشام متعملش كده.. ابعدى يا زبالة.. آاااااه.
دفعتها سيلا بقوة أرضاً مما جعلها تسقط على بطنها لتصرخ بآلم جعل قلب هشام ينخلع من مكانه عليها.
= فيروززززز..
= أنا مش هستنى كتير يا هشام طلاقها دلوقتى بدل ما اخليك تترحم عليها هى وعيالك.
صاح هشام برعب عندما وجدها تقترب من فيروز وتضربها بقدمها.
= طالق طالق.. سبيهااااا سبيها خلاص.
انكمشت فيروز على نفسها بآلم وزداد نحيبها خاصةً عندما استمعت إلى كلمات هشام الذى شقت قلبها إلى نصفين ليلتفوا ابنائها حولها وهم يشاطرها البكاء لتهبط دموع هشام بعجز وهو يرأه عائلته تدمر أمامه، هتفت سيلا بسعادة.
= عشان أنت كنت شاطر هقولك مكان القنبلة التانية فين؟؟ القنبلة فى محطة مصر وفاضل على انفجارها 15 دقيقه وبما أنى بحبك فلازم اسيبك تذكار منى... اربطوهم.
شاهدوا رجال يقوموا بتقيد فيروز وابنائها معاً ثم صدح ضجيج وصياحات مقاومه والتى لم تكن سوى من لينا التى تدفعها ليندا بقوة إلى الداخل وتصفعها لتهجم عليها لينا لضربها وعضها.
= يا بت الكلب يا زبالة والله لاقتلك وسع يا حيووووان سبوووونى.
= ليناااااا
التفتت ليندا إلى الكاميرا وهتفت باستمتاع.
= عمورى هاي.. ايه رايك فى المفاجأه الحلوه دى.
= عمووورك مين يا بت الكلب يا***
صفعتها ليندا بقوة على وجهها لتنظر لها لينا بغل وهى تحاول الافلات من ذلك الذى يقيدها وصيحات ابنائها المدافعه عن والدتهم.
= سبيهاااا سيبها يا ليندا بدل ما اقسم بالله هقتلك.
نظرت له ليندا بحاجب مرفوع.
= انت لسه ليك عين تهدد ومراتك وعيالك تحت ايدى.. ده بدل ما تتوسل انى اسيبهم.
قبل ان يرد عمر وجد لينا تصيح بثقه.
= مين ده اللى يتوسلك يا*** دا عمر سيف الدين اعصار المخابرات يعنى ولا يد تتلوى وعلى عين تتكسر وأعلى ما فى خيلك اعمليه.
= لينا شكراً على ثقتك يا ماما بس تعرفى تسكتى عشان مش وقتها دلوقتى... قولى ايه عايزه يا ليندا علطول من غير لف و دوران.
قطعت عليهم حديثهم صوت سيلا الصارم.
= ليندا يلاااا
= انا مش عايزه حاجه.. بس كل اللى هعمله هسيب الرجاله يستمتعوا بمراتك ويصوروا لك المشاهد عشان ميفتكش حاجه سلام يا اعصار.
بالفعل غادرت سيلا و ليندا المكان هاربين وبدأوا الرجال فى تقيد ابناء عمر الثلاث فهد واياد وهشام الصغير وامسك احدهم ب لينا يقيد حركتها كل ذلك تحت انظار هشام وعمر الذى دفعهم محمد بقوة يحثهم على التحرك بصمت وهو يشير بعينه على شئ فى الهاتف اعطى هشام الهاتف لعمر واسرع باتجه السيارة وقام بتقيدها ليكتم عمر صوت الهاتف.
= تابع انت اللى بيحصل وانا هسوق اطلع بسرعة.. محمد روح انت بسرعة لمحطة مصر وشوف القنبلة اللى هناك وابعت لجميع المطارات يمنعوا خروج سيلا وليندا وابعت كمان لحدود فى سينا وبلغنى بالجديد.
لم ينتظر ان يستمع رد وكان يقود السيارة بأقصى سرعه بكل جنون حتى كادت أن تنقلب بهم السيارة أكثر من مرة اخذ ينقل نظره بين الهاتف الممسك به عمر والطريق.
على الجانب الأخر عند لينا وفيروز...
مال فهد برأسه إلى اياد وهمس بخفوت.
= فين الزفت اخوك؟؟
نظر اياد حوله يبحث عن مصطفى.
= مش عارف.. بص بص اهو هناك.
نظر فهد حيث يوجد مصطفى الذى يعد رجال العصابة ويلطم على وجهه ليزمجره فهد بنظراته ليتراجع مصطفى إلى الخلف ليصدم بالفازه لتسقط أرضاً ليغمض فهد عينه من غباء أخيه.
= ايه اللى وقع الفازه؟؟ روح شوف مين هناك؟؟
تحرك أحدهم باتجاه مكان مصطفى ليلتفت فهد سريعاً إلى أخيه اياد حتى يفك له قيد يديه بأسنانه قبل أن ينتبهوا لهم، أخذ مصطفى يتحرك فى المكان ويسقط الاشياء بدون أن يجعل احد يمسك به ليشغلهم حتى استطاع فهد واياد وهشام وإلياس تحرير انفسهم ليسرعوا بالتسحب وجلب اشياء لضربهم عصاء مكنسة، مقلاة،... وغيرهم من الاشياء وهاجموا عليهم يضربوهم لتسرع لينا باتجه فيروز بعد ان ساعدوها ابنائها على تخليص نفسها.
= فيروز انتى كويسه؟؟
هزت فيروز راسها بالنفى بآلم.
= ابنى يا لينا.. ابنى بيموت..
لاحظت لينا الدماء التى انتشرت على ملابس فيروز فساعدتها على الاعتدال لتفك لها قيودها أثناء ذلك وجدت عمر وهشام يدخلوا المكان بلهفه ليركض عمر باتجه ابنائه ليساعدهم بعد ان القى نظره سريعة اتجاه لينا وترك المهمه مساعدة لينا وفيروز لهشام الذى ركض إلى زوجته بلهفه.
= هشا..اام
= قلب هشام متخفيش يا فيروز متخفيش..
هتفت لينا بتعجل.
= هشام.. فيروز بتنزف لازم تروح مستشفى بسرعة.
انتبه هشام إلى تلك الدماء التى تلطخة بها ملابس فيروز ليشعر بوغزه فى قلبه فتلك الدماء ما هى الإ دليل على فقدانه لابنه، قام بحمل فيروز سريعاً وركض بها إلى السيارة وهو يصرخ فى عمر.
= عمرررر هات مصطفى بسرررعة.
كان الدعم قد وصل وتلك لهم مهمه امساك رجال سيلا واسرع بحمل صديقه مصطفى و وضعه فى سيارة هشام فى الخلف بينما هشام ركب فى المقعد الأمامى ليصعد عمر خلف عجلة القيادة وهو يوجه حديثه إلى ابنه فهد.
= فهددد.. وقف تاكسى وجيب اخواتك وعيال عمك وامك وحصلنى وخلى بالك منهم.
لم ينتظر عمر أن يستمع إلى رده وكان قد انطلق بسرعة بالسيارة إلى المستشفى، اسرع فهد إلى الخارج ليجلب سيارة أجرة بينما التفتت لينا إلى الأطفال لتتأكد أنهم بخبر ليطمئن قلبها عليهم وتحمد لله على نجدتهم، صعدت هى والأطفال إلى السيارة الأجرة ومدت يدها لتأخذ عشق من مصطفى الذى يحملها ويحاول تهدأتها.
= هاتها يا مصطفى..
نظر مصطفى إلى عشق بحنان قبل أن يهتف.
= خلاص هى سكتت.
زمجره اياد بحده.
= نزلها من على رجلك او اديها لماما تشيلها.
نظر له مصطفى باستغراب.
= ليه يعنى؟؟ أنا مسكها كويس متخافش.
نظر له اياد بضيق وصمت لتمر دقائق حتى وصلوا إلى المستشفى، رأت لينا عمر يقف فى الطرقة فاتجهت له بسرعة وامسكت بذراعه توقفه.
= عمررر..
التفت لها يفحصها بعينه قبل أن يجذبها إلى حضنه بدون أن يتفوه بحرف لتتشبث هى الأخرى به وتترك لعنان لدموعها بالهبوط ظلوا هكذا لعدة دقائق قبل أن يغمغم عمر وهو يدفن وجهه فى فى تجويف عنقها.
= كنت مرعوب عليكم... كنت حاسس أن روحى بتطلع من بعيد عنكم وعاجز أنى ادفع عليكم...
مسحت على ظهره بحنان قائلة.
= احنا بخير الحمد لله الموضوع عدى على خير.
ابتعد عنها ومسح تلك القطرات العالقه فى جفونه سريعاً وهتف بقلق.
= مصطفى حالته حرجه نزف كتير وكمان فيروز من اول ما اخدوها منا ومحدش طلع طمنا وهشام هيجنن عليها ومش عارف اقف مع مصطفى ولا اهدى هشام ولا اشوف محمد ايه حصل معاه؟؟
امسكت لينا بكف يده بدعم.
= اهدى انت الأول وبعدين روح لأخوك خده فى حضنك وطمنه وبعدها استأذن منه تشوف مصطفى ويبقا اتصل بمحمد اعرف منه ايه الاخبار؟؟ واحنا هنفضل هنا مع هشام على ما ترجع.
هز عمر رأسه وهو يقبل جبينها ثم اتجه إلى أخيه يشد من أذره ليلتفوا أبنائهم حولهم يشاركهم الحزن لتخرج الطبيبة فى ذلك الوقت.
= ايه اخبار فيروز؟؟ هى كويسه؟!
اجابته الطبيبة بعملية.
= هى كويسه الحمد لله انكم لحقتوها بس مع الأسف فقدت الجنين ياريت تخلى بالكم منها ومن حالتها النفسيه هى هتتنقل دلوقتى أوضة عاديه.
تمتم هشام بحزن.
= إن لله وإن إليه راجعون.. اللهم اجرنا فى مصيبتنا واخلفنا خيراً منها.
ربت عمر على كتف أخيه لا يعلم بماذا يواسيه ليهتف هشام بصبر.
= انا كويس يا عمر.. الحمد لله انهم بخير.. روح شوف مصطفى مينفعش نسيبه لواحده وحاول تبعت حد يجيب غزال اكيد هو محتاجها دلوقتى.
= حاضر
تركه عمر وذهب إلى حيث يحتجزوا مصطفى فى غرفة العناية وبقى بجواره حتى جاءت غزال وبناتها يبكون.
= عمررر.. فين مصطفى؟؟ جوزى فين يا عمر؟؟ جوزى جراله ايه؟؟
رد عمر بحنان.
= هششش اهدى يا غزال الحمد لله مصطفى بخير هو بس اتصاب وهو دلوقتى فى العناية ولما يفوق اكيد هيدخلونا نطمن عليه.
هتفت بشك.
= يعنى هو كويس بجد؟!
مسح لها دموعها.
= ايوه... بطلى عياط.. يالهووى لو مصطفى شافنى وانا بمسح دموعك كان قتلنى.. اهدى بقا.
مسحت غزال دموعها وجذبها عمر إلى أحد المقاعد القريبه من غرفة مصطفى يجلسها عليه هى وبناتها.
= اقعدوا هنا هجيب لكم مايه وراجع ولو جاه الدكتور يبقا اسألوا على حالة مصطفى وامتى هيفوق.
مر هذا اليوم اصعب ما يكون بين وجود مصطفى فى العناية بدون أن يطمئنهم أحد على حالته وعلى الجانب الأخر انهيار فيروز عندما فاقت وعلمت بفقدانها لطفلها وبالنهاية هروب سيلا وليندا من محمد الذى مازال يلاحقهم.
فى صباح يوم جديد... استيقظ هشام على صوت طرقات على الغرفة فاعتدل بهدوء حتى لا يوقظ فيروز النائمه بين احضانه وانسحب من جوارها بعد أن تأكد من وجود حجابها وقبل جبينها ثم اتجه إلى باب الغرفة وفتحه ليجد أمامه ابنائه الذين احتضنوا ساقه وابناء أخيه ولينا وعمر.
= صباح الخير.. ايه اخبار فيروز دلوقتى؟!
اجاب هشام على لينا وهو يفسح لها المجال لدخول.
= صباح النور.. الحمد لله احسن تعالوا ادخلوا.
سلم هشام على اخيه ثم ابنائه ويحتضن مصطفى الصغير بحب وامتنان.
= شكراً يا بطل على اللى عملته امبارح من غيرك مش عارف كان ممكن يحصل معاهم ايه؟!
ابتسم مصطفى بخجل.
= انا معملتش حاجه.. احم.. هى جات معايا كده.
حمل منه هشام بنته عشق ونظر إلى ابنته بعتاب.
= هى عشق معاك من امبارح اكيد فضلت تبكى طول الليل.. سايبه اختك مع مصطفى بدل ما انتى اللى تاخدى بالك منها.
ردت جنه بتبرير.
= هى اللى كانت شابطه فيه.
قبل هشام ابنته بحب وهو يحثهم على الدخول ليصيح فهد بحنق.
= ايه يا اتش؟! هو انت مشوفتش غير اللى عمله مصطفى وأنا اللى كنت بضرب وانقذت العيلة مشفتنيش.
رد هشام باستفزاز وهو يجلس بالقرب من فيروز التى استيقظت وأخذت منه عشق.
= لا بصراحه مشفتش حاجه زى كده انا اللى شوفته لما الراجل سكعك على قفاك وقعك وربطك زى الخروف.
صاح فهد بغضب.
= لااااا مش انا يا بابا.. دا انا ادتله علقه مخدهاش حمار.. طيب احكى انتى يا جنتى على انجزاتى.
نظر لها والدها بتحذير لتبتلع ريقها بارتباك قائلة.
= بصراحه يا فهد ما شوفتش حاجه من اللى بتقولها دى لأنى كنت ببكى و....
= وحياة أاااامك يعنى بعد الشلفطه دى تقوليلى مشوفتش ماشى يا جنه.
امسكه هشام من قفاه وهتف بحده.
= ماشى هتعمل فيها ايه يعنى؟؟
تمتم فهد بضيق وحزن فهو كان يتمنى أن يكون عمه وجنى قد رأوا ما فعله ليعلم جيداً أنه راجل يعتمد عليه ويستحق حب جنه او حتى يعطيه فرصه لاظهار حبه لها.
= مش هعمل حاجه.. انا مين اصلا ليها عشان اعمل.. معلش ممكن تسيبنى عايزه اطلع اجيب حاجه...
نظر له هشام بتفحص وضيقه استسلمه بتلك السهوله وكان سوف يزمجره على ذلك ولكن نظرات عمر الراجيه الإ يكسر بخاطره اكثر من ذلك جعلته يتراجع، ليقترب من فهد ويهمس له بصوت لم يسمعه الإ هو.
= ايه هتطلع تبكى زى البنات بره عشان محدش صقفله على اللى عمله؟؟
لقد كانت كلمة عمه قاسيه بحق مما جعل الدموع تجتمع فى عينه هو يحب عمه بشده ورأيه به يهمه فهل يرأه ضعيف مثل الفتيات لهذا يرفض حبه لجنه، اكمل هشام حديثه الهامس وهو يجذبه معه إلى باب الغرفة ليخرجه.
= لو كده يبقا اطلع عيط براحتك بره ولا يهمنى فكرنى هطبطب عليك أنا مربتش غير راجل لكن لو انت عيل مش عايزك وقتها قريب من بنتى لأنى مش هجوزها غير لراجل.
رد فهد بثقه.
= وانا من يوم ما اتولدت وأنا راجل وجنه مش هتكون على اسم راجل غيرى.
ابتسم له هشام وهو يربت على ظهره بحنان.
= يبقا ساعتها اشوف...
صاح فهد وهو يحتضن عمه.
= حبيبى يا ابو نسب يبقا بعد ما تطلع حماتى من هنا نكتب الكتاب.. كتاب ايه مش هينفع؟؟ نضرب ورقتين عرفى لغاية ما نكبر.
اتسعت عيون هشام بذهول مما تفوه به فهد وسط صيحات ومبركات ابناء عمر لأخيهم وضحكات عمر ولينا وفيروز على هيئة هشام.
= بقولك ايه يا ابو نسب مش لازم ورقتين ما نرجع لزمن الجميل قبلت زوجك واشطه على كده يدوب نلحق عشان الحق اجيب لك عيال تملى عليك البيت تربيهم بدل ما انت مقضيها تسبيل فى فيروز كفايا عليكم كده انتم عجزتوا سبونى انا اخد فرصتى وانا هق.... عاااااااا ياماااا الحقوووونى بتضحكوا على ايه هيقتلنى يخرب بيتك بت جنه.. خلاص يا حاج اهدى.. عااااا خلاص بت انتى طالق يا مررررراى.
ركض فهد إلى خارج الغرفة وخلفه هشام الذى يحاول الأمساك به وترك الجميع غارقون فى الضحك.
= دى خلفه تخلفها... هتموتنى انت وعيالك.
غمغم عمر باعتراض من بين ضحكاته.
= طيب أنا مالى هو انت مقدرتش عليه هتتشطر عليا... انا هروح اطمن على مصطفى واشوف غزال والبنات.
هتف هشام وهو يقترب من فيروز.
= استنى هاجى معاك... مش هتأخر عليكى.
قبل جبينها ثم وجه حديثه لابنائه.
= خلوا بالكم من ماما لغاية ما ارجع.
ردوا ابنائه بطاعه كان على وشك التحرك ولكن وصله اتصال من محمد جعله يتوقف ويجيب عليه.
= الو.. ازيك يا محمد... ايه الاخبار؟!... بجد!! برفو عليك يا وحش.. تمام ساعة كده وهكون عندك.
نظر له عمر قائلاً.
= ايه مسكوهم؟!
هز هشام رأسه بالايجاب وابتسامه تعلو شفتيه.
= ايوه قبضوا عليها على طريق رفح وهما فى الطريق للادارة.
هتف عمر بوعيد.
= جوا لقضاهم... طيب يلا نشوف مصطفى قبل ما نروح لهم.
هتفت لينا باصرار.
= انا هروح معاكم.
نظر لها عمر باستغراب.
= طيب ما تاجى هو انا منعتك ويبقا اقعدى شويه مع غزال.
هزت لينا رأسها بالنفى وهى تكمل حديثها.
= لا أنا هاجى معاكم الإدارة.
صاح عمر بصدمه.
= نعم يا عمرررر.. ادارة ايه اللى تروحيها يا بابا.. لينا مش ناقص هبل على الصبح.
هتفت لينا باصرار.
= هاجى معاك يا عمر يعنى هاجى.. انا مش هسيبها غير لما اطلع كل غلى منها.
قبل أن يرد عليها عمر هتفت فيروز.
= وأنا كمان.
التفت له هشام ورفع أحد حاجبيه قائلاً.
= وأنتى كمان ايه يا ماما؟! أنتى مش شايفه نفسك مش قادره تقومى.. فيروز اهدى يا بابا وانا اوعدك هطلع لك عين اهلهم واجيبلك حقك.
هزت رأسها بالنفى والدموع اجتمعت فى عينها.
= لا يا هشام دا مش هيشفيلى غليلى منها وقهرتى على موت ابنى.. انا عايزه اطلع كل اللى جوايا فيها.
هتف هشام بمحيله.
= فيروز عشان خاطرى انتى لسه تعبانه اسمعى الكلام وانا عمل فيها كل اللى نفسك فيه.
هزت رأسها بالنفى واصرت هى ولينا على قرارهم ليتبادل عمر وهشام النظرات بقلة حيلة وتفكير.
يا ترى ايه هيكون قرار عمر وهشام؟؟
يا ترى ايه هتعمل لينا وفيروز؟؟
انتظروا الخاتمة
يتبع
☆☆☆☆☆
أنت تقرأ
رواية حضرة الضابط زوجي الجزء الثانى {مكتملة}
عاطفيةكانت القسوة هى نهجه الذى يسير عليه لا يغفر ولا يعرف للرحمه طريق حتى اسرنى بالاجبار وبالقسوة بين حصونة ليكون هو حضرة الضابط زوجى تاريخ النشر 7 / 1 / 2021