#الفصل_العاشر
#إتـحـاد_الإخـوة
#أقدار_من_الزجاج2
#منة_أنور(عشق)
ـــــــــــــــــــــــــــــــكَمْ ليلةً يُنادِي -وأنتَ غائِبٌ: هَلْ مِن سائِلٍ؟ هَلْ مِنْ تائِبٍ؟
-ابنُ الجَوزيّ
☆ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ☆
نبدأ ..
النكران هو أولى سبل الضياع نحو منحنيات الهاوية.لكل منا طرق مختلفة للتأقلم على مفاجع الحياة، يمكن بالتجاهل، التناسي، رفض الواقع تمامًا لكن تحريفه! والعيش على هوى الأماني هو تعدي لحدود المعقول.
أن تصير اضغاث الأحلام حقيقة تسلّم بها بارادة حرة! هو الجنون بحد ذاته.وما كان الحلم نابع سوى من رغبة قوية لحدوثه عادة لكن سيطرته على الواقع وبكل طواعية هو الفقدان التام للعقل.
حياتها تحولت لجحيم فما الضير من تحريفه، تزيينه بما يرتضي خيالاتها، يشبع رغباتها المندثرة بحسرة، رافضة وقوعها فريسة للندم حتى لو تمسكت بوصال الوهم.
النجاة الزائفة بالوهم خيرًا لها من موتٍ ساحق تحت راية تأقلم الواقع!
شارف هو الأخر على الجنون، يرمقها بدهشة لما تتفوه به، امتدت يدها تبرهن أوهامها بدليلٍ فرضته هي، تخرج صورة ما من أسفل وسادتها، صورة مفعمة بالحب مع حبيب العمر والقلب، تناولها منها وإمارات الريبة تعتليه، ما إن نظر للصورة حتى رفع نظره اليها بعدم تصديق، يراقب يقينها المشع بعينيها، نكرانها بالاعتراف بما هو واقع قاطع.
ذبذبات صوتها ونبرتها الغير واعية خرجت مع جملتها:-
هو ده أبوك يا حسن.. هو ده آدم جوزي.. الشيطان خطفه مني وحرمني منه.. ساعدني نرجعه ونخلصه من جحيم الشيطان!انهارت باكية ويديها تحتضن وجهها بانهزامٍ أليم، بقى هو يتأملها بعدم فهم والاجابة هي كيف؟
كيف السبيل لاسترجاع والده المزعوم؟
وما هي كيفية العودة من الجحيم؟
بل كيف الخلاص لآدم من لهب الجحيم؟
كيف لم تعيي أن يكون آدم خاصتها لم يكن سوى حارس الجحيم وقائد الشياطين، لم يكن سوى الشيطان ذاته!
لم يجد ما يقال هذه اللحظة، كل ما يعلمه أن والدته فقدت عقلها بالكلية والفضل ليرجع لوالده في كل الأحوال، انتهت زيارته المفعمة بكثيرٍ من المشاعر والاكتشفات العجيبة، وكم عزّ عليه فراقها وهو يتركها حبيسة هذه القبضان، يراها تغلق عليها وهو يقف كشاهدٍ ليس له حق المعارضة لأمر القاضي، توجه الى تلك الغرفة المخصصة له التي يتعامل معها بحذرٍ كأنها قنبلة موقوتة لا يدري أي وقت ستنفجر به، أخرج هاتفه بحرصٍ متوجه صوب المرحاض وبشفرة خاصة بعث لأخيه رسالة نصية عما توصل اليه.
أنت تقرأ
اتحاد الإخوة ( أقدار من الزجاج 2)
Gizem / Gerilimوما بين الحاضر والماضي سوى خيوط معقودة تربطهما معًا بنسيج يحيكه القدر.. أحيانًا بعضها يُشكل واقعًا ألطف وحاضرًا أزهى حتى إذا كانت تحمل بعض العثرات، بعض التخبطات وأيضًا الجروح والآم لكنها بلا شك تحمل الأمل، الحب، الاتحاد، كأنك بعثت من جديد لتعلم...