1. الوقوع في الخطأ

3.4K 148 62
                                    

{ وكأن شيئا ينتزع من داخلي، تلك اللحظة أعلنت استسلامِ لمشاعري }


____

ملاحظة: الفصول الاولى عبارة عن تمهيد لبداية الاحداث لذا لا تستبقوا الحكم عليها حيث سنتحدث عن الابطال من مراهقتهم وسننتهي بالعشرينات وربما أكثر بقليل.
_________________

ضوضاء وضجيج عم الأرجاء، كانت استراحة الغداء قد بدأت للتو، حيثما البعض يتناول طعامه والبعض الأخر منقسم إلى مجموعات للحديث، والأصوات اختلطت ببعضها، أتساءل كيف يفهمون على بعضهم البعض والجميع يتشارك الحديث والضحك في آن واحد، والقليل منهم منعزل مكتفي بذاته.

أصابني الصداع وهذا متوقع، لم أنل قسطًا كافيًا من النوم ليلة الأمس، بينما أشاهد مسلسلي، كنت جالسة برفقة صديقاتي، علاقتي بهما سطحية للغاية، أحيانًا نتبادل أطراف الحديث وأحيانًا مشغولتان باختيار الضحية القادمة لهما، وأنا إما مشاهدة أو غير ذلك.

في كثير من الأحيان، تراودني أسئلة عن أمورٍ عدة لا أجد الإجابة المناسبة لها! التي تقمع هذه التساؤلات من رأسي، وتريحني من التفكير بأدق التفاصيل بجوف كل إجابة فلا أكون مقتنعة مئة بالمئة عنها.

مررتُ ببصري بشرود بين الطلاب كالعادة، حتى توقفت على فتاة متجهة إلى إحدى الطاولات، أقل ما يقال عنها جميلة، ملامحها حادة، بشعرٍ بني، متوسطة الطول، وعيون عسلية اللون.

أنقبض قلبي، أراها تقترب من رايان -الفتى الذي أحبه- وبيدها قصاصة ورقية وردية اللون من الواضح أنها رسالة اعتراف أو ما شابه ذلك، أي فتاة ستدرك ذلك على الفور، ثم غادرت مسرعة بعد قول شيء ما لرايان الذي قطب حاجبيه، ثم فتح طيات الورقة وقرأها بتململ ثم نهض للخارج.

وقفت بسرعة خارجة من قاعة الطعام أتبع الطريق الذي لمحت رايان يسلكه حتى لا أفقد أثرهما، فور ما وصلت للباب الخلفي للمبنى في الساحة الخلفية للمدرسة، والتي تحتوي على شجيرات تحيط السور وأزهار بمختلف الأنواع منتشرة، ومقاعد، والقليل من الأشجار العملاقة، شاهدتهما واقفين على بعد مسافة.

حاولت الاقتراب مع الحرص على الاختباء جيدًا عن مرمى نظرهما، شعرتُ بغيظ شديد، لم استطع فهم مجرى حديثهما، ظهر رايان وخصلاته الحالكة وهي كل ما استطعتُ رؤيته فلا أدري، وبعد لحظات ارتفع صوت الفتاة أكثر؛ ليصل لأذناي قائلة بإصرار:
«ولكنني معجبة بك»
هذه الفتاة تستعجل موتها، كدت أخرج وأنقض عليها؛ لأعلمها كيف تضع عينيها على من ليس لها، ولكني أمسكتُ نفسي في الثانية الأخيرة وإلا لكنتُ الآن طريحة الفراش في المستشفى، اعتراني التوتر ولم أتمكن من سماع رده على اعترافها، وفي النهاية أمسك يدها واتَّجها للداخل والسعادة تظهر جلية على وجهها.

السبيل إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن