17.ربَّ صدفةٍ خير من ألف ميعاد

982 68 39
                                    

_________________________

اللهم صلِّ وسلِّم على نبينا محمد
_

___________________________
رب كريم ، أردد نِعم الربّ ربّي ..وبئس العبد أنا!
عصيتك جاهلا ياذا المعالي ففرج ما ترى من سوء حالي!
_____________________________


قُبيِّل الظهيرة آتى إلياس لأخذي من منزل ايميليا كوننا لم نُطل البقاء في الشقة، وبالنسبة للصندوق ها هو بحوزتي، صندوق مربع أرجواني اللون يحيطه شريط زهري جميل، قررت فتحه في الليل مع نفسي في هدوء دون تطفل أحد.

بدأت في وضع الصحون على الطاولة حيث أن الغداء جاهز منذ نصف ساعة ننتظر والدتي التي راسلتني قبل دقائق بأنها في طريق العودة.

عندما كنتُ في سن المراهقة كُنت أخطأ كثيرًا في تقدير تصرفات والدتي معي دون أن أدرك بأن صلابتها وقسوتها طريقتها في إظهار الحب والاهتمام، فسكبت أنتباهي على الجانب و تغافلت عن التفاصيل الصغيرة، لكن لن أتبع هذه الطريقة مع ابنائي مستقبلًا كي لا يأخذوا عني صورةً خاطئة كما فعلت أنا.

في النهاية لكل منا لغة الحُب الخاصة به، قد لا ندركها إلا بعد حين وإن أخطأنا التقدير مع الوقت سنفهم.

شهيق عالٍ صدر من حنجرتي جراء تلامس قنينة المشروب الباردة مع خدي الدفئ تُرجع عقلي إلى الواقع فأرى أمي تقابلني وبيدها كيس مشتريات أبيض اللون مُد كفي لأخذه واتفحص ما به فأتلقى صفعة موجعة على ظهر يدي المسكينة ضممته إلي حين رمقته بتقطيب أطالب بتفسير في صمت تلقيت التجاهل تُكمل طريقها نحو البار تضع المشتريات، بدأت في الحديث:

«بدوتِ في عالمٍ أخرى ولم تسمعِ ندائي، ماذا يشغل بالك؟»

تبسمت في وجههَ بلطف قائلة:

«آسفة ماما...لا شيء مهمًا حقًا فقط أخوض نقاشًا مع عقلي حول موضوعٍ »

هزت رأسها بأسى قائلة:

«هذه العادة السيئة متى تتوقفي عنها سأخبر ألياس بأن شقيقته جُنت اخيرًا رُبما لن يترككِ ضحية هذه العجلات التي تدور بلا توقف »

أحب سماع تذمراتها فقط ألا تخبر ألياس بهذه الطريقة لأنه حينها لن يفلت الفرصة من يدهِ.

كِدتُ أغرق مجددًا في بأفكاري لأسمعها تعود للحديث:

«اليوم وجدت أبن الجارة كارلا يتم التنمر عليه أمام المدرسة والسبب أنه يخلط في نطقه بين السين من الجيد تواجدي وأدم في الوقت المناسب....»

يا إلهي، كم هذا مزعج ألا يمكن ترك كل واحد وشأنه.

«مسكين حقا إنه وحيد والدته»

قلت ما شعرت به، أمه امرأة مطلقة و والده لا نعلم أين هو، لكنها تكافح وتحرص ألا ينقصه شيء.

السبيل إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن