12. مُنقدي

621 63 73
                                    

____

أترك أثرك؛ بإضاءة النجمة أو التعليق.
________

~لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ~

اعتذر اذا صادفتكم أي أخطاء

قبل ثلاث سنوات، الثالث من مارس:

في أحدى المنازل تقع في حيّ راقي كانت ذات الرابعة عشر تضع ما تريده بحقيبتها من أجل الرحلة المدرسة إلى الغابة حيث تم اختيار طلاب المرحلة المتوسطة وبما أن العدد كبير تم التقسيم إلى ثلاث دفعات وكل دفعة أربع مجموعات بها عشرة طلاب على مدار ثلاثة أيام، كانت متحمسة للغاية للتجول بين أحضان الطبيعة في الربيع والتمتع بهوائها النقي، لم تمتلك أصدقاء ثابتين، كنت تحافظ على أن تكون علاقاتها سطحية، ومن يرافقها سوى لكونه صاحبة الترتيب الأول فكانوا دائما ما يستغلونها وهي لا تستطيع الرفض وإلقاء الحجج ترى أنها شيء سيء.

في الصباح أصطفت مع باقي التلاميذ يكتسي جسدها بنطال أسود اللون مع قميص فضفاض أخضر وسلسال رقيق وناعم يتدل من عنقها، نهايةً بحجاب أسود، كان يتم تقسيم المجموعات مع معلم أو معلمة مسؤول تصعد كل مجموعة يرافقها المعلم المشرف عليها.

«آيسل في المجموعة الثانية»

تلفت المعنية حيث المجموعة الثانية، خمسة فتيان واربعة فتيات، لم يكن من فصله فقط بل مختلط من الفصول الثلاثة.

اتجهت كل مجموعتين لحافلة خاصة بها، كانت أخر من يصعد ولم تجد مكان فارغ سوى بقرب فتى يطالع كتابًا بين يديه ولحسن الحظ أن مقعدها بجانب النافذة تبسمت لتقترب منه قائلة بلطف:

«المعذرة أيمكنك التراجع قليلا كي أجلس مكاني؟»

لم يتفوه بحرف فقط رفع رأسه يناظرها بملامح منزعجة، هو من النوع الذي يقدس وقت قراءته ويكره بشدة أن تتم مقاطعته.

تفحصها من رأسها لأخمص قدميها وما ترتدي بحُلّة مختلف كليًّا عما رأها به كان يميزها عن طريق الزي المختلف، يتكون من قميص ابيض وسترة خضراء تماثل لون التنورة المختلفة قليلا عن الباقي إذ كانت طويلة تصل لكاحله خلاف الفتيات اللاتي تصل لفوق الركبة بقليل بالإضافة للحجاب الذي يغطي شعرها، جذبه قبل مدة تحديدا قبل ثلاث اسابيع إذ كانت تساعد طالب وفتاتين من الفريق بشرح التصميم من أجل المسابقة وكان هو أيضا ضمن الفريق يعطي بعض الملاحظات معها غير أن الجميع يتركها وحدها للتنفيذ يملي عليه القليل من التوجيهات بين الحين والآخر.

أما عنها كانت متوترة من نظراته التي أستمرت لمدة ثلاثين ثانية اتصلت عيناه الحالكة بعينيها الخضراء في لحظة سهو تأملت محياه الوسيم مرددة بداخلها 'سبحان الخالق' تفطنت على نفسها تخفض نظرها بحياء غير معتادة على هذه النظرات وارتباك تعبث أنامله ببعضها، عادة عيناه للكتاب يفسح المجال لعبورها دون نطق حرف، انشرح صدرها بالراحة تتقدم لمكان جلوسها، لبست سماعات تستمع إلى بودكاست لتمضي الوقت تُميل على النافذة حتى أخذتها الغفوة.

السبيل إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن