5. خطوة

529 70 7
                                    


أعبرُ من شارعٍ واسعٍ إلى جدار سجنيَ القديم، وأقول: سلامًا يا معلمي الأول في فقه الحرية.

كُنت على حق: فلم يكن الشعرُ بريئًا!

محمود درويش.

_____________________________
أترك أثرك؛ بإضاءة النجمة أو التعليق.
______________________________

~لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ~
_________________________________


انتهى اليوم بنهاية الدوام المدرسي وكل منا توجهت لمنزلها.

ثلاثة اسابيع مرَّت بلمح البصر منذ ذلك اليوم، وخلالها صداقتي بدارين اصبحت متينة، طوال هذه الفترة كانت خير صاحبة، تقدم النصائح وتخرج بالحلول إذا واجهتني مشكلة ما، وأفعل المثل لها ندعم بعضنا البعض.

اليوم قررت أن افصح له أمر إيميليا والتوأم، هاتفتها صباحًا اخبرها بأن شيئا مهما أريد أن نتحدث فيه وقت حصة الرياضة كون جدول خاصتنا متشابه في يوم الثلاثاء والمدرب أي معلم الرياضة ليس متفرغا هذه الفترة.

كنت جالسة بانتظارها في القاعة الرياضية، بها ملعب كرة السلة، مدرجات المشجعين، عادةً في أوقات كهذه تكون فارغة وفكرت بأنها المكان الانسب.

«ها أنا »

قالتها مباشرة من خلفِ حيث الباب وصدى صوتها ملأ المكان، اقتربت من المدرج متخذة مكانًا بـ جانبي بـ قلق ظاهر على ملامحها.

«ما الأمر؟ هل حدث شيء؟ »

ادرت وجهي لها.«لا، كل شيء بخير حتى الآن»

طمئنتها اشيح بصري عنها وأعقب:

«يوجد ما اخفيه عنكِ واخجل جدًا من الاعتراف به»

شعرت بارتجاف صوتي وأنا احكي لها كل شيء، ويشمل ذلك عاطفتي تجاه رايان، تدفق الدمع من عينيّ وضميري يأنبني، يجلدني على الأخطاء التي ارتكبتها بحق إيميليا والفتاتان السابقتان رغم كونِ مشاهدة فقط على التنمر ولم اتدخل بشيء ورغم ذلك كنتُ السبب، ربما لم أُذي جسديا لكن نفسًا...نعم فعلت وهذا أشد وطئًا يستمر أثاره لمدى بعيد.

اعتصرت عيناي استرجع كل ذلك كأنه شريط يعرض على مرى عشبيتاي حتى لا أنسى كل تلك التفاصيل البشعة، يدين دافئة التفت حولي تسحب جثماني نحوها، إنها دارين جذبتني لحضنها تطبطب على ظهري تليه صوت شهقاتِ التي يرتفع صداها.

« دارين أنا سيئة كنت سببًا في معاناة الآخرين»

خرج صوتِ خافت مخنوق، هذه الأغلال التي تقيد جسدي متى أتحرر منها.

السبيل إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن