4. ندم

1.6K 149 25
                                        


{أمتلئ جوفي بالشبع من فيض الزيف وسُمية العلاقات}


_____________________________

~الحمدلله ~
_______

في وقتٍ لاحق من اليوم جلست بغرفتي محتضنة وسادتي الوردية بين مرفقيّ، ما حدث اليوم كان درسًا قاسيًا لي؛ لأنِّي كنتُ إنسانة أنانية تفكر بنفسها ومصلحتها أولًا، لم تدافع عن الضعفاء، وصادقت متنمرتين، ومقصرة في عبادتها.

إن الله غفور رحيم، لكن هل أستحق هذه المغفرة والرحمة؟

هل أنا سيئة إلى حد ما؟

هل...

قطع حبل أفكاري و تساؤلاتي طرق خفيف تلاه دخول إلياس يبتسم، جلس على سريري وعلى حين غرة انتزع الوسادة ليضعها مكانها ثم دفعني للخلف؛ لأستلقي وأنا عابسة، مرَّ بأصابعه بين خصلاتِ شعري وقال مدعِ البراءة:

«ما بها زهرتي عابسة؟»

أغمضت عينيّ مستمتعة، مهارته في التدليك مذهلة، دائمًا ما يفعل هذه العادة حين انزعج أو يحدث شيء غير جيد، أجبته بعبوس:

«وما زلت تسأل أيضًا؟»

ضاحكًا يقول:

«أرى تأثير الفتاتين عليكِ»

«أنت!»

حذرته بنظرات حادة وهمس، تابع بجدية متجاهلًا:

«اقطعي علاقتكِ بهما، أرأيتِ ما حدث آخر مرة؟ سألتكِ عن الدافع ففضلتِ الصمت فعذرتُكِ، لكن قد يحدث ما لا تُحمد عقباه مستقبلًا، وأبقى أمرًا في هذا العقل الفارغ، أن والدينا لن يرضيهما هذا الحال إن علما به»

«عقلي ليس فارغًا بل عقلك الفارغُ»

احتججتُ على وصفهِ، فتابع بحزم:

«هذا كل ما لفت نظرك فيما قلته؟ آيسل لستُ أمزح، اجلسي مع نفسكِ وفكري بتأني»

اعتدل في جلسته يأخذ نفسًا ثم استرسل بذات النبرة:

«أيضًا لا تنقادِ خلف المشاعر المؤذية في لحظاتِ الغضب وتتسببِ بجرح أحدهم قد يلازمه لبقية حياته أو فترة منها، وكوني ذكرى لطيفة في حياة من حولكِ، كنسمة هواء لطيفة»

كان محقًا فيما قال، أنا سمحتُ لمشاعر الكراهية والغيرة بالتسلل داخلي، وكانت إميليا ضحية لذلك، كنتُ ضعيفة، جبانة لأسمح بحدوث ذلك، لوهلة أحسست أنِّي لا أعرفني، لم يكن هذا من تصرفاتي ولا أخلاقي، هذه ليست أنا إطلاقًا.

السبيل إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن