10. إشاعة وضحية

519 65 17
                                    


{ليتك تعلم كيف أنسى نفسي أنظر إليك بعين قلبي}

___________________________
أترك أثرك؛ بإضاءة النجمة أو التعليق.
______________________________

~لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ~
___________________________________

اتساع مقلتيه كما لو أنه يحاول استيعاب الهراء الذي تفوهت به، جفلت حين انفجر ضاحكًا يطالعني بنظرات ساخرة:
«الطرق الملتوية لا تنفع معي كي تشبعِ فضولكِ »

زممت شفتي بغيض ألمك كتفه القريب بخفة، عقدت مرفقيّ اسفل صدري أشيح بنظري عنه، اتخذ منه موقفًا كاذبًا فأنا لا يمكنني مخاصمته البتة، كما هو متوقع كشف خطتي بسرعة فائقة يضحك بصخب.

«تذكرين حين حكيت لك عن صديقي المسيحي ذلك الذي حارب السرطان لمدة عام ونصف في سن الثامنة»

ما تفوه به جذبني، أدرت جسدي نحوه؛ أصب كامل انتباهي إليه، صديقه ذلك دائما ما يحكي عنه ولا ينفك عن مدحه والاشادة به، امعنت النظر بوجهه،شعره الكستنائي المجعد قليلا، تلك اللمعة بعيونه الصقراويه عسلية اللون كـ خاصة أبي، تخبرك بأنه حقق إنجازًا كان يظنه مُحال.

اعتدل بجلسته واستكمل:
«كان اليوم مميز، إذ قال لي علمني كيف أشكر الإله في دينك، طلبٌ غير متوقع مباغت! قلت له أن يحمد الله فحسب، رأيت الخيبة تتفشى بمحياه كأن جوابِ ليس ما يبحث عنه او ينتظره، لاح التردد على سحنته ثم صارحني قائلا بأنه يريد التعلم عن هذا الدين أكثر ...»
.


.

.


.

.

دلفت للمقهى الذي أعتدنا زيارته بكل مرةٍ نلتقي بها، طغى على أجواءه الدافئة رائحة البن المنعشة، لم أكن بحاجة للبحث عنه بين الزبائن؛ لانه بمكاننا المفضل، فـ طاولة التي نقصدها دائما في ركن هادئ نهاية المقهى قرب نافذة المقهى الزجاجية، تجاوزت الطاولات مقتربًا منه، كان يبدو شارد الذهن، شبك أنامله أسفل ذقنه عيناه السوداء على شاشة حاسوبه المحمول يطالعه بنظرات فارغة حتى أنه لم ينتبه لجلوسِ مقابلة، طرقت باصبع السبابة على الطاولة مصدرًا صوت متناسق كـ لحن ما أخرجه من فقاعة أفكاره فقلت:
«ما الذي يشغل بالك؟ »

ادار حاسوبه إلي كان بحث بين الاديان، يبدو أنه مازال يثابر في بحثه عن الأديان بدأت الأمر معه قبل سنتين وما لفت نظري أنه هذه المرة عن الاسلام، منذ أن عرفته ولم يكن كـ باقي أقرانه من يتبع هواه وينساق خلف الشهوات على خلافهم لم تستهويه تلك الأمور إنما كان يمتلك شخصية فريدة تحمل التناقض، جادٌ متمرد بالآن ذاته، ذو عقل راجح وحنكة خطواته مدروسة يعرف ما يفعله جيدًا.

السبيل إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن