11. حياة وموت

781 85 40
                                    

تَعَثَّرتُ في ظِلٍّ لها مَرَّ جانبي
وَ كنتُ بِوَعرِ الأرضِ لَا أتَعثَّرُ!

________________________

~لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ~
_________________________

إيميليا:

كنت أسند ظهري على عمودة الانارة في نهاية الحي حيث المكان المعتاد لأنتظاري كريس ورايان للذهاب للمدرسة، رفعت نظري للسماء اطالع الطقس الغائم، والجو بارد، قرص الشمس يتوارى خلف الحُسب الكثيفة تنذر بتساقط الامطار ربما بمنتصف النهار أو أكبر قليلا، على ما يبدو هذا سبب أصرار والدتي على أرتداء المعطف.

الاحداث الأخيرة كانت بغاية الغرابة، لم يطرأ ببالي يوما التعرض للتنمر، وبسبب علاقتي بهما! دائما كنت أنظر إلى كريس على أنه صديق وحسب ، رايان رغم أني أضعه في خانة الصداقة، إلا أنه يحتل مكان الأخ الأكبر، فأنا ليس لي أخوة فقط شقيقة صغيرة تبلغ من العمر خمس سنوات، ذلك اليوم أعترفت فيه وقابلنِ بالرفض ولم اتأثر برفضه لأن الأمر وما فيه عبارة عن رهان مع صديقتي التي تم رفضها كذلك وكان شرطها ألا أخبره بالرهان وأدعِ أني واقعة له والفائرة تشتري للأخرى ما تريده ومهما كان هثمنه أو تنفذ طلباتها لمدة أسبوع.

روادني هواجس بفقدان علاقتي به فهو يكره الكذب وبشدة، ولم أستطع إخفاء ذلك عنه فأطلعته بعد رفضه.

ما يثير حيرتي كيف ومتى علمت آيسل عن اعترافي لرايان!

لن أنكر أني أحببت أستفزازها، كان من الممتع رؤية ملامحه الممتعضة، عندما تحول من مشادة كلامة إلى تنمر بتدخل التوأم رأيت تلك النظرة بعينيها تحمل الخوف والجزع وهي تحاول منعهما كما لو أنها لم تخطط أني ينتهي بي المطاف لتلك النتيجة.

كنت بفترة ما أستحقرها لمَ مررت به بسببها ، لو أنها جعلت الامر بيننا فقط لكانت الأمور أسهل بكثير وفُكت العقد بيسر ولم نكن لنمر بكل هذا.

تكتمت عن الحادثة ليس خوفًا ولكن تجنبًا للمشاكل التي ستقع على عاتقهم مستقبلًا إن تدخلت عائلة أمي فهي ذات نفوذ أو أبي كونه محامِ ونحن مجرد مراهقات نقع بأخطاء مشابه، حاول معي كريس ورايان بشدة أن اعترف ولم يُفلحا.

قبل أعتذار آيسل عاتبني رايان بكونه يعلم أن آيسل خلف تعرضي للتنمر لم يخبرني كيف علم بالأمر وقد اجبرني غصبًا أن أروي له وكريس ما جرى بالتفصيل رضخت لرغبته وقلت كل شيء، كلمة غضب قليلة بما رأيته بعيون كريس أما رايان كانت سوداويتيه هادئة ورغم ذلك رجوتهما بالتكتم.

عندما استقبلت اعتذارها كدت اخبرها بأني اسامحها، كانت نادمة وهذا كافي كما لاحظت تغييرها للأفضل منذ فترة بل منذ ذلك اليوم المشؤوم جعلني أفكر بإعطاءها فرصة، ولا نبقى بذات النقطة بل نتخطاه للأفضل، لكن قريبي الاحمق تدخل فابتعدت بحالة غريبة وغير مطمئنة منذ أن أتت للاعتذار بدت منهكة، ثم فجأة انهارت، حتى هذه اللحظة لم اعلم ما تعانيه.

السبيل إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن