الفصل ١

3.1K 122 24
                                    

سمع ذوي صوت صراخ بارجاء القصر .. تليه صيحات و بكاء.. نهضت من فراشها بقلق محاولة السيطرة على أنفاسها المنقطعة و سارعت تستدل طريقها في ظلام الغرفة و عتمات الليل. 

ارتدت روبها الكبير الحجم و الذي يخفي معالم جسمها الانثوي و سارعت للخارج نحو مصدر الصوت لتفاجىء بشقيقتها الكبرى هي الاخرى خارج غرفتها في حاله هلع تركض بالرواق لتصرخ بها :
" مالذي يحدث هنا فرانك ؟؟؟" .

لتستدير نحوها مجيبة " و كيف لي ان أعلم فيديريكا؟؟؟؟" .

قالت و هي تشير نحو غرفة والديها :
" الصوت قادم من هناك .. غرفة والدينا " .

توجهت كل منهما الى غرفة والديها.. و بالفعل كان مصدر الاصوات نابع من هناك .. طرقت فيديريكا الباب و فتحته دون ان تنتظر أن يسمح لها بالدخول .. لتفاجىء كل منهما بوالدتها تصيح باكية بحرقة و اختهم الصغرى ممسكة بيد ابيها تبكي هي الاخرى و تردد :
" ابي ... ابي .. " .

صرخت فيديريكا:
" ابي .. مالذي حصل له امي ؟؟؟" .

والدتها تطلعت بها و قالت :
" لقد وجد صعوبة بالتنفس و طلب مني أن انادي الطبيب المعالج و لكنني ما ان تحركت لانادي الخدم حتى سمعته يناديني و هو يحتضر .. لقد مات .. مات فالنتينو و تركنا وحدنا " .

فرانسيسكا تسمرت في مكانها مصدومة و عيناها ثقيلتان بدموع تحجب الرؤية عنها .. تمتمت :
" ابي .. رحل ؟؟؟" .

والدتها هزت رأسها بحزن:
" اجل عزيزي .. والدك رحل و تركنا " .

تعالت صيحات الاختين باكيين موت والدهما.. لتصيح بهن فرانسيسكا:
" اخرسن، لا يجب لاحد أن يشعر او يعلم بموته ..  على الاقل ليس الان .. يجب قبلها أن أتحدث الى الوزير راييل و اتشاور معه و بعد ذلك فلنرى " .

والدتها اقتربت منها :
" لماذا فرانك ؟؟؟؟ لماذا يجب علينا التكتم؟؟ انه الحاكم و من حق شعبه أن يودعه وداعا يستحقه " .

فرانسيسكا:
" أعلم ذلك امي ، و هذا ما سوف يحصل و لكن لو علم أعدائنا بموته فإنهم قادرون على القيام بثورة و ربما يقررون التخلص من ورتثه .. و بالأخص لو علموا أنه ليس له وريثا ذكرا يخلفه " .

فيديريكا " لكنك هنا فرانسيسكو و الكل يعلم او يظن أنك ولد و من سوف يخلف والدي " .

فرانسيسكا هزت راسها " اجل .. لكن الاحتياط واجب اختي .. لذلك اسمعن كلامي .. غدا سوف أعقد اجتماعا مع الوزراء و اخبرهم أن ابي مريض مرضا شديدا و قرر ان يحدث صديقه و وزيره راييل كي يفتي عليه بما يجب فعله في حال توفي بسبب مرضه " .

والدتها قاطعتها " هذا يعني أنك سوف تخبرين الوزير بما حدث ؟؟" .

فرانسيسكا " بالتاكيد امي ، انه صديق ابي و كاتم اسراره و الوحيد الذي يعلم الحقيقة كامله و يعرف من اكون .. هو و اسرته .. و ابي لطالما اخبرني انه يمكنني الوثوق به " .

هزت راسها و مسحت دموعها بصمت و فعلت فيديريكا و فيونا الصغرى نفس الشيء و غطين والدهن و تم إصدار الأوامر بعدم السماح لأي كان بدخول الغرفة .. عادت كل منهن الى غرفتها انتظارا لحلول الصباح كي ينعقد الاجتماع و هناك فقط عندما اغلقت الباب باحكام حتى سمحت لنفسها بالانهيار باكية لخسارتها والدها الحبيب الغالي..

طبعا لم تنم اي منهن و ما ان حل الصباح حتى تجهزت فرانسيسكا و لبست مشدا ضاغطا كي يخفي معالم نهديها و بعده ملابس رجالية اكبر منها حجما و حملت سيفها و سارعت لقاعة العرش حيث الاجتماع . 
طالبت في البدء بمقابلة الوزير وحده و اختلت به كي تخبره بحقيقة موت والدها و أنهم فد اخفوا الأمر حفاظا على سلامتهم و على العرش أيضا.. بعد لحظات صمت و حزن على موت صديقه المقرب.. وضع يده على يد فرانسيسكا و قال :
" كوني على ثقة ابنتي أنني لن اتخلى عنكم ، لا انا و لا أسرتي.. لطالما كنا يدا واحدة و سوف نظل كذلك للأبد." .

هزت راسها امتنانا :
" كل ثقة بذلك ايها الصديق الوفي ، ارجو منك إلا تنسى من اكون و تخاطبني على ذلك النحو ".

راييل " تقصدين ما اجبرك والدك على أن تكوني عليه ... لا .. ابنتي يمكنك العيش بسلام و راحة في مملكتك و انت بشخصيتك الحقيقية.. لا يمكن لي ان اسمح بهكذا جريمة " .

فرانسيسكا " أرجوك،  ساعدني و لا تتخلى عني .. كل ما أطلبه منك هو التكتم و بالأخص فيما يخص هذا الامر .. ابي خيرني و انا قبلت أن أضحي في سبيل بقاء ال برينتون و هاته المملكة بأمان.. لا تفضح الأمر لأنه لن يجدي اي نفع ، الناس ليسوا منفتحي العقلية كي يقبلوا بأمرأة ملكة عليهم و حاكمة لامورهم.. انت تعلم جيدا كيف يفكرون " .

صمت لبعض الوقت ثم تنهد بحدة وهو يقول:
" لا بأس.. لا بأس.. فرانسيسكا.. أقصد فرانك.. الأمير فرانك " .

ابتسمت له مع ان ملامح الحزن كانت تعتلي وجهها و شكرته مرة اخرى.. و توجهت معا نحو قاعة الاجتماعات لكي تترأس لأول مرة بحياتها اجتماعا هاما يقرر بغده مصير اسرتها و شعبها .

Note : آسفة حبايبي على التأخير و لكني بفترة راحة لأني كنت متوعكة و مريضة و شكرا لكل من قلق و سأل عني.. ❤️❤️❤️❤️

من أجلك.. انتاليكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن