الفصل ٨

2.2K 113 71
                                    

تكورت في مكانها و هي حريصة على التشبت بغطاء السرير الذي تلفه حولها ..كانت شاحبة اللون وعلامات التساؤل على وجهها ، ووقف مادوكس ومن غير أن يضيع وقتا أظاف :
" لا تفزع .. أتيت فقط للاطمئنان عليك و وجدتك في حاله يرثى لها مرميا فوق فراشك .. أردت التأكد من كونك لا تزال تتنفس .. هذا فقط " .

صمتت لبعض الوقت وأخيرا سالت:

" ما الذي يدفعك للاطمئنان علي ؟؟ الست عدوك ؟؟؟ دعني أخبرك أنني لم اكن في حالة يرثى لها كما تصف بل كنت ارتاح فقط .. نائما بسلام على بطني كوني قد تعرضت للحروق على مستوى الظهر .. لافاجىء بك نائما على كتفي .. مالذي يعنيه هذا ؟؟؟ و لا تبرر لي مختلقا اعذارك التافهة تلك " .

كان صوتها هادئا ولكن حادا ، مما جعله يقطب جبينه أكثر فاكثر ، ويقول:
" اجل .. انت عدوي و لكنني لست نذلا كي انتهز فرصة ضعفك و اقتص منك .. اخبرتك امس أنني سوف اتحدث اليك بخصوص موضوع استسلامك و شروطي و هذا ما أتيت من أجله فقط و عندما رأيتك نائما قررت أن ارفق بك و لا اوقظك .. و غلبني النوم انا الاخر " .

سألت و الشك بعينيها :
" الم يكن بإمكانك الانتظار الى اليوم التالي؟؟؟ ثم غلبك النوم لتنام فوق كتفي .. لماذا؟؟"  

تنهد بحنق ثم خفض عينيه ، ولاحظت أن علامات الشعور بالاستغراب من نفسه و مما فعله بدأت تظهر على وجهه ، وقال:

" ازعجتني بأسئلتك.. انا افعل ما يحلو لي .. شعرت بالامتنان لانقاذك شقيقتي و هذا كل ما في الامر " .

أشاحت نظرها عنه ، تفكر ، تعجب كيف يستطيع أن يتغاضى عن فعلته الشنعاء ؟ هل حقا ما يقوله صحيح ؟؟؟ انها لا تثق به ابدا .. خدعها مرة و باستطاعته خداعها اكثر من ذلك .

تذكرت كلمات والدها و الذي كان دوما يحذرها بقوله :

" لا تغتري يا ابنتي بالمظاهر ، بل أنظري الى خفايا القلوب " .

و هي الادرى بخفايا قلب كقلب مادوكس ... سمعته يقول بضيقة صدر :
" اذن ؟؟؟ مالذي قررته ؟؟؟" .

تمتمت:
" بخصوص ماذا ؟؟؟" .

قلب عينيه في راسه بامتعاض:
" هل توافق على الاستسلام ؟؟؟" .

حدقت به باهتمام :
" و ماهي بنود الاتفاق للاستسلام؟؟؟" .

ابتسم :
" الطاعة و الولاء لي .. تسليمي انتاليكوس دون مقاومة .. تقبيل يدي أمام مجلس الوزراء ، إزاحة اي صورة ، تمثال او ذكرى للحاكم فالنتينو مع منحي السلطة في اتخاذ القرار بشأن الخائنة والدتك .. و اضمن لك سلامة شعبك و اخواتك و سلامتك أيضا " .

صاحت به بغضب :
" أنت جننت .. جننت .. هل تظن اني قد أضع حياة والدتي بين يديك ؟؟ و مملكتي أيضا؟؟ " .

هز كتفيه بلا مبالاة وهو يقول:
" اما هذا و اما الحرب الطاحنة فيما بيننا و انت تعلم جيدا أنني سوف أكون الرابح بها " .

من أجلك.. انتاليكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن