الفصل ٣٠

2.1K 100 125
                                    

" فرانسيسكا... فرانسيسكا،  كيف أمكنك ان تتخلى عني يا ابنتي .. بعدما اقسمت لوالدك بأن تنوبي عنه و تعتني بي و باخوتك .. كيف فعلت ذلك ؟؟" .

فرانسيسكا تطلعت بوجه امها الحزين و العابس:
" لا امي انا لم اتخلى عنك .. لكنك اذيتني و اذيت من أحب... لماذا امي ؟؟" .

امها أدارت لها ظهرها :
" الماضي الأسود صفحة مطوية .. قررتم فتحها و فتح الجراح و حملتموني انا الذنب كله .. كنا خمس أشخاص.. والدك توفي و لكنه قبلها كان قد تاب و ندم و كرس حياته للخير ... راييل طمع و أراد الأفضل لابنته و لكنه لم يؤذي احدا .. انطونيلا عقرب سامه .. سممت حياة كاسيوس و حياة أطفالها.. ظننتها سوف تكون الدواء له و تنسيه اياي لكنها بالعكس جعلت منه رجلا دموي و وحشي .. اما هو كاسيوس فقد كان رجلا غليظ و قاسي القلب .. لا يظهر مشاعره لأحد.. و كنت انا فتاة صغيرة ، شابة تحلم بالامير الرومانسي الذي يسمعها الكلام المعسول ..
لكنه كان جافا .. اجل احبني .. احبني بطريقته الأنانية المتملكة و الخانقة ..
لكنه لم يكن مذنبا بقدري .. كان يجب ان اصارحه .. كان يجب ان ابعده عني .. كان يجب أن لا اسمح للامور بتجاوز حدودها..
انا اتقبل أنني مذنبة .. لكن .. العقاب هذا أشد من الموت .. يا ليته اعدمني.. يا ليته فعل " .

سارعت فرانسيسكا:
" لا تقولي ذلك امي .. نحن نحتاجك .. رغم كل ما حصل .. انت أمنا.. سوف اكلمه .. سوف نخرجك من ذلك الجحيم .. صدقيني امي ..
لم انت صامته ؟؟؟ تحدثي الي .. انظري لي امي .. ارجوك .. " .

أمسكت يد امها تديرها نحوها ، لتفزع بمنظرها .. وجهها مزرق و عيناها تنزفان دما و خدها الأيمن به جرح عميق..

صرخت ثم تلاشت صورة والدتها.. لتفتح عينيها و لتجد نفسها في الفراش , و جلست ويدها تضغط بقوة على صدرها , كان في مستطاعها رؤية نفسها في المرآة الموضوعة في الجهة الثانية من الغرفة .. وجهها شاحب و أنفاسها تتسارع .

شعرت بالأرتياح لأن ما حدث كان مجرد كابوس , و لكن ذلك الكابوس يمكن ان يكون يدل على حقيقة حاصلة ...

لقد مرت ايام منذ ان حاولت التحدث الى مادوكس حول الموضوع و كان للاسف يرفض حتى ان يفتحه .. شعرت انها وحيدة تصارع داخليا بين حبها له و واجبها نحو والدتها ..

الى ان اتخذت القرار النهائي.. سوف تغامر و تنقذ ما يمكن انقاذه .. هذا لا يعني تخليها عن مادوكس بل يعني ببساطة انها قررت المسامحة كي تعيش بسلام اخيرا و ترتاح روحها قبل قلبها .

كان بيترس قد أرسل لها برقية من خلال احد الخدم اللذين دفع لهم مبلغا مغري يخبرها بموعد الرحلة و متطلبات القرصان ذاك ..

جمعت ما استطاعت من نقود ذهبية حسب طلب القرصان صاحب السفينه و انتظرت الموعد المحدد .. و جهزت كذلك ملابسها الرجالية و المشد الذي كانت ترتديه عندما كانت تدعي انها ولد .. ليعود فرانك للظهور من جديد .

من أجلك.. انتاليكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن