كان قلبها يخفق بقوة ، ولكنها حاولت أن تبدو هادئة باردة ، لعله لا ينتبه اليها و لا الى توترها جراء ما فعله ، انها تعلم منطقيا أن لا عذر له للمسها بتلك الجرأة.
توقفت العربة أخيرا و استعجلت بالنزول .. لكن يده أمسكت ذراعها يستوقفها .قال وفي صوته شيء من السخرية :
" لما هاته السرعه و كل هذا التوتر؟؟؟ مالذي يحدث لك يا صغير ؟؟؟" .كانت تريد ان تنتزع نفسها من يده وتسرع راكضة نحو الداخل ، ولكنها قاومت هذه الرغبة ، مخافة أن حركة مثل هذه قد تثير شكوكه ، ففضلت الصبر وقالت ببرود :
" الم تقل ان يومي انتهى برفقتك ...إنني متعب جدا ، دعني اذهب".بقي واقفا من غير حركة ، ينظر اليها نظرات شاملة ، ثم قال بلهجة الواثق مما يقول :
" لا مفر من المواجهة و الاعتراف ".قالت بحدة :
" عن اي شيء تتحدث؟؟؟ أنت تتكلم قبل ان تفكر ، يبدو أنك قد اصبت بعارض صحي كونك تعرضت للشمس اليوم بطوله .. دعني الان " .وقف أمامها مبتسما و نزعت ذراعها من يده.. ليقول :
" سوف نرى حقا من الذي يتكلم بدون ان يفكر .. قريبا انت و مملكتك سوف تكونون تحت طوع امري .. ".كان صوته مليئا بالثقة ، وتعابير وجهه تدل على النصر الأكيد ، ولكنها كانت ترى غير رايه ، وتحسب أن كلماته كلمات رجل لا يعرف ما يقول .
تنهدت " الا تيأس؟؟؟ لا تشعر بالملل ؟؟؟ الازلت مصرا على تنفيذ انتقام والدك؟؟ الرجل الذي أردت الانتقام منه قد توفي .. هل تسمع ؟؟؟ توفي " .
مادوكس:
" لكن زوجته و بناته لا زلن على قيد الحياة " .اقتربت منه و الشرر يتطاير من عينيها الثائرتين:
" ان اقتربت منهن فانني قادر على القيام بمجزرة .. لا تستهين بي يوما .. لست رجلا ضعيفا و لن أكون يوما " .إتسعت ابتسامة مادوكس :
" سوف نرى .. أعجبني حماسك يا فتى .. " .تقدمته و هي تقول :
" لن ابقى هنا لحظة واحدة .. أتيتك مسالما و لكنني كنت مخطىء .. تريدها حربا .. فلتكن " .سمعته يقول " و من قال لك انك تستطيع الرحيل؟" .
استدارت بسرعه " مالذي تقصده ؟؟؟ هل أنا محتجز ؟؟ هل خدعتني ؟؟ " .
لم يجبها بل اكتفى بالابتسام و هو ينظر أليها ، ونسمات من الهواء تداعب شعره ، الأشجار نشرت ظلالها تحت ضوء القمر ، وكلما لامست هذه الظلال وجه مادوكس ، كلما ارتعبت من وجهه.. حيث ترأت لها معالم شيء شرير ، شء يحثها على الهروب ، الهروب بسرعة ...
ولكنها قالت تتابع الحديث:
" ماذا ؟؟؟ هل اكل القط لسانك ؟؟ لما لا تجيب ؟؟" .لم يجب ، بل تحرك الى الداخل .. لتلحق به و تمسكه من ذراعه تهزه بعنف و غضب :
" اجبني ايها اللعين .. مالذي تخطط له ؟؟؟" .
أنت تقرأ
من أجلك.. انتاليكوس
Fiksi Sejarahبالعصر القديم . . كانت مملكة انتاليكوس يحكمها حاكم عادل و لكنه لأنه لم يستطع ان ينجب ولدا فاختار إحدى بناته الثلاث و كانت اعقلهن و اكثرهن حكمة .. اختارها كي تتولى الحكم بعده غير انه يعلم أن الشعب سوف يرفض ذلك و يحتج على أن تتولى امهرهم امرأة.. لذلك...