الفصل ٦

2.1K 100 46
                                    

كان قلبها يخفق بقوة ، ولكنها حاولت أن تبدو هادئة باردة ، لعله لا ينتبه اليها و لا الى توترها جراء ما فعله ، انها تعلم منطقيا أن لا عذر له للمسها بتلك الجرأة.
توقفت العربة أخيرا و استعجلت بالنزول .. لكن يده أمسكت ذراعها يستوقفها .

قال وفي صوته شيء من السخرية :
" لما هاته السرعه و كل هذا التوتر؟؟؟ مالذي يحدث لك يا صغير ؟؟؟" .

كانت تريد ان تنتزع نفسها من يده وتسرع راكضة نحو الداخل ، ولكنها قاومت هذه الرغبة ، مخافة أن حركة مثل هذه قد تثير شكوكه ، ففضلت الصبر وقالت ببرود :
" الم تقل ان يومي انتهى برفقتك ...إنني متعب جدا ، دعني اذهب".

بقي واقفا من غير حركة ، ينظر اليها نظرات شاملة ، ثم قال بلهجة الواثق مما يقول :
" لا مفر من المواجهة و الاعتراف ".

قالت بحدة :
" عن اي شيء تتحدث؟؟؟ أنت تتكلم قبل ان تفكر ، يبدو أنك قد اصبت بعارض صحي كونك تعرضت للشمس اليوم بطوله .. دعني الان " .

وقف أمامها مبتسما و نزعت ذراعها من يده.. ليقول :
" سوف نرى حقا من الذي يتكلم بدون ان يفكر .. قريبا انت و مملكتك سوف تكونون تحت طوع امري .. ".

كان صوته مليئا بالثقة ، وتعابير وجهه تدل على النصر الأكيد ، ولكنها كانت ترى غير رايه ، وتحسب أن كلماته كلمات رجل لا يعرف ما يقول .

تنهدت " الا تيأس؟؟؟ لا تشعر بالملل ؟؟؟ الازلت مصرا على تنفيذ انتقام والدك؟؟ الرجل الذي أردت الانتقام منه قد توفي .. هل تسمع ؟؟؟ توفي " .

مادوكس:
" لكن زوجته و بناته لا زلن على قيد الحياة " .

اقتربت منه و الشرر يتطاير من عينيها الثائرتين:
" ان اقتربت منهن فانني قادر على القيام بمجزرة .. لا تستهين بي يوما .. لست رجلا ضعيفا و لن أكون يوما " .

إتسعت ابتسامة مادوكس :
" سوف نرى .. أعجبني حماسك يا فتى .. " .

تقدمته و هي تقول :
" لن ابقى هنا لحظة واحدة .. أتيتك مسالما و لكنني كنت مخطىء .. تريدها حربا .. فلتكن " .

سمعته يقول " و من قال لك انك تستطيع الرحيل؟" .

استدارت بسرعه " مالذي تقصده ؟؟؟ هل أنا محتجز ؟؟ هل خدعتني ؟؟ " .

لم يجبها بل اكتفى بالابتسام و هو ينظر أليها ، ونسمات من الهواء تداعب شعره ، الأشجار نشرت ظلالها تحت ضوء القمر ، وكلما لامست هذه الظلال وجه مادوكس ، كلما ارتعبت من وجهه.. حيث ترأت لها معالم شيء شرير ، شء يحثها على الهروب ، الهروب بسرعة ...

ولكنها قالت تتابع الحديث:
" ماذا ؟؟؟ هل اكل القط لسانك ؟؟ لما لا تجيب ؟؟" .

لم يجب ، بل تحرك الى الداخل .. لتلحق به و تمسكه من ذراعه تهزه بعنف و غضب :
" اجبني ايها اللعين .. مالذي تخطط له ؟؟؟" .

من أجلك.. انتاليكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن