الفصل ٣٣

1.6K 71 20
                                    

ها هو الفخ يضيق من حولها ولا تستطيع الآن لوم أحد غير نفسها ... تنهدت بحزن و هي تهز رأسها و قالت تخاطب نفسها :
" لا يقع اللوم علي فقط ... بل اللوم يقع على من ظننته أنبل رجل بالوجود ... و على المرآة التي انجبتني و كانت بالنسبة لي الحضن الدفىء و المحب... لست الملامة ... الأمر الوحيد الذي اندم عليه هو الوقت الثمين الذي اضعته و انا احارب ما أشعر به نحو مادوكس ... يا ليتني امضيت وقتي كله برفقته كي استطيع ان احبه و امنحه ما يستحقه... اشتقت إليك مادوكس ... سامحني و لا تنسني " .

كانت قد صممت على أن تقاتل اي شخص يحاول الاقتراب منها بالغد و علمت أنها قد تهزم لكونهم أشرس و اكثر عددا و قررت أن تستغل سرعتها و قوتها كي تنتسل خنجرا او سيفا و تقتل به نفسها قبل أن يلمسها أحد. 
مسحت فرانسيسكا دموعها و التي غلبتها ثم وضعت يدها على وجهها تغطي عينيها كي لا يراها أحد و هي تبكي .

بينما بيترس كان في زنزانة انفرادية يجوب الغرفة ذهابا و ايابا في حالة غضب و هيجان....

سمع صوت أحدهم يقترب من المكان... فسارع نحو بوابة الزنزانة يتطلع بالقادم و كان ذاك كريستوس. 

اشار للحارس بالانصراف و اقترب من بيترس ... سارع يقول :
" كريستوس... أرجوك لا تكن ظالما بحق السماء.. فرانسيسكا بريئة... اقتص مني انا .. انا ابن ايميلي كما تعلم ... انتقم مني انا .. لا هي .. انها رقيقة و قامت بالتضحية بنفسها في مناسبات عديدة ... منذ ان كانت مراهقة و هي تضحي باستمرار .. تعذبت ، تأذت،  حاربت و انتصرت .. قلبها من ذهب و لا تؤذي احدا ... ذنبها الوحيد أنها ابنة فالنتينو و ايميلي .. لكن هذا أمر لا يد لها به .. ارجوك بحق من تحب .. احتراما لوالدك العزيز ارأف لحالها و دعها ترحل ... انتقم مني وحدي ... لن اتذمر و لن اتكلم ... فقط دع شقيقتي تعش حياتها بسلام اخيرا " .

كريستوس اقترب منه و قال :
" حتى و لو فعلت ذلك بيترس ... لا مفر لها و لا لك من هذا الجحيم ... انا استطعت التأقلم و لكن ماذا عنكم ... لن تستطيعا... قبل أن تصل الشط سوف يمسكون بها و ينتقمون منها بابشع صورة... بيترس انت الطفل الذي كبرت برفقته و لعبنا معا و امضينا مراهقتنا في التسكع بين الازقة .. و اقسمنا على أن لا يخون منا الواحد الاخر .. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن كما يقولون ... ها انت سجيني و ابن عدوي .. بعدما كنت صديقي .. و ها أنا رجل مخيف ، متوحش .. بعدما كنت ابن وزير محترم و نبيل " .

بيترس هدأ قليلا ثم سأله:

" مالذي حدث لك كريستوس؟؟؟ هل تريد أخباري عما حدث ؟ ما سر تلك الندبة؟؟؟ هل كان حادثا ام احدهم فعلها ؟؟؟" .

أحس بيترس أن كريستوس أنكمش و تكدر فورا , فقال بسرعه :
" آسف كريستوس, ما كان يجب أن أسألك ... اعلم ان الذكرى مؤلمة ".

ابتسم بسخرية و جلس ارضا قبالته ثم قال :

" أنني أحمل في وجهي ما يذكرني بما حدث كلما نظرت الى وجهي في المرآة , كلا لم يكن حادثا , جرى ذلك نتيجة مبارزة بيني و بين قائد  القبيلة وبشكل متعمد".

من أجلك.. انتاليكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن