كان هناك خادمتان مشغولتان بتفريغ حقائب فرانسيسكا ، وعندما شكرتهما باللغة الرسمية لبلدهما بدا عليهما السرور البالغ ونظرتا إليها باسمتين .
كانت إحداهما شابة صغيرة بينما الأخرى والتي كانت كما يبدو تدربها كانت امرأة أكبر سناً .
هتفت مسرورة : " هل تتكلم لغتنا يا سيدي ؟ ."
فأجابت فرانسيسكا: " لقد تعلمت اللغة من والدتي و لكنني لم اتكلم بها إلا قليلا .. وأريد منكما أن تساعداني على تحسين نطقي بها ... أن حديثكما ألي باللغة الرسمية سيساعدني ، إذ أن هذا سيكون أسهل طريقة لتعليمي لغتكم . "
فسرت الخادمتان لهذا الاقتراح ... و هزت كل منهما راسها بسعادة بالغة و انصرفتا من ان انتهين من عملهن ..
تنهدت بارتياح عندما اغلقت الباب باحكام حتى تسمح لنفسها أن تكون على طبيعتها .. فحصت الغرفة جيدا و توجهت نحو الحمام كي تستحم استعدادا للعشاء الذي جهز على شرف زيارتها ..
تطلعت بانعكاس صورتها بالمرأة و حاولت الا تتطلع مطولا بمعالم جسدها الانثوي المدفون خلف كذبة هي نفسها صدقتها رغما عنها ..
استحمت و غيرت ملابسها و حرصت على أن تشد المشد حول صدرها بقوة كي لا ينتبه احد ما و لا يكتشف ما تخفيه .
كم تمنت لو ان لها لحية خفيفة تخفي بها وجهها الصبياني و تجعلها اكثر اقناعا للشخص الواقف أمامها.. اخذت تدرب صوتها كي لا تخطىء عندما تتحدث الى اي كان ..
سمعت صوت أحدهم يطرق الباب مستاذنا للدخول.. كان ذاك بيترس و الذي تجهز هو الاخر و تقدم نحوها مبتسما لينحني أمامها ..
بيترس " لقد اقترب الموعد سيدي .. " .
هزت رأسها بصمت و تقدمته .. سمعته يغمغم:
" تبدين جميلة " .استدارت نحوه بغضب وعصبيه ظاهرة:
" بيترس .. انتبه " .هز راسه باجل ثم ردد " اسف .. زلة لسان.. لن اعيدها " .
فرانسيسكا:
" اتمنى ذلك " .كان احد الحرس ينتظرهما كي يصحبهما الى قاعة الاحتفال.. انحنى امامها احتراما ثم تقدمها و لحقت به هي و بيترس .
و هم بطريقهم ، سمعوا صوت صياح و صوت فتاة تصيح باحدهم " أخبري هواته المعتوهات بأنني أريد أفضل جواربي الحريرية . "
مع انها لم تستطع أن تميز من اين ينبع الصوت و لا صاحبته و لكنها تمكنت من تمييز السخط في لهجتها .
سألت:
" مالذي يحصل ؟؟؟ "الحارس " انها سمو الأميرة.. عادتها أن تصيح و تصرخ بالخدم .. بالأخص عندما يتعلق الأمر بتجهزها لحفل.. تصبح اكثر شراسة " .
زمت شفتيها غيضا و تقدمت للامام نحو منبع الصياح تحت اعتراضات كل من الحارس و بيترس ..
رات امامها ملابس مرمية ارضا .. احذية .. جوارب الخ ... و فتاة نحيفة تقف و بيدها عصا تهدد بها الخدم ...ورأتهن خائفات منها و من بطشها.. كانت واثقة من أنهن كن يبذلن غاية وسعهن في سبيل إرضائها . ولكن الفتاة تلك كانت ضيقة الصدر وكانت تتوقع أن تعلم الخادمات ما تريده بشكل سريع دون أن تكلف نفسها عناء الإفصاح بوضوح عما تريده .
أنت تقرأ
من أجلك.. انتاليكوس
Historical Fictionبالعصر القديم . . كانت مملكة انتاليكوس يحكمها حاكم عادل و لكنه لأنه لم يستطع ان ينجب ولدا فاختار إحدى بناته الثلاث و كانت اعقلهن و اكثرهن حكمة .. اختارها كي تتولى الحكم بعده غير انه يعلم أن الشعب سوف يرفض ذلك و يحتج على أن تتولى امهرهم امرأة.. لذلك...