الفصل ٤

2.2K 108 53
                                    

كان هناك خادمتان مشغولتان بتفريغ حقائب فرانسيسكا ، وعندما شكرتهما باللغة الرسمية لبلدهما بدا عليهما السرور البالغ ونظرتا إليها باسمتين .

كانت إحداهما شابة صغيرة بينما الأخرى والتي كانت كما يبدو تدربها كانت امرأة أكبر سناً .

هتفت مسرورة : " هل تتكلم لغتنا يا سيدي ؟ ."

فأجابت فرانسيسكا: " لقد تعلمت اللغة من والدتي و لكنني لم اتكلم بها إلا قليلا .. وأريد منكما أن تساعداني على تحسين نطقي بها ... أن حديثكما ألي باللغة الرسمية سيساعدني ، إذ أن هذا سيكون أسهل طريقة لتعليمي لغتكم . "

فسرت الخادمتان لهذا الاقتراح ... و هزت كل منهما راسها بسعادة بالغة و انصرفتا من ان انتهين من عملهن ..

تنهدت بارتياح عندما اغلقت الباب باحكام حتى تسمح لنفسها أن تكون على طبيعتها .. فحصت الغرفة جيدا و توجهت نحو الحمام كي تستحم استعدادا للعشاء الذي جهز على شرف زيارتها ..

تطلعت بانعكاس صورتها بالمرأة و حاولت الا تتطلع مطولا بمعالم جسدها الانثوي المدفون خلف كذبة هي نفسها صدقتها رغما عنها ..

استحمت و غيرت ملابسها و حرصت على أن تشد المشد حول صدرها بقوة كي لا ينتبه احد ما و لا يكتشف ما تخفيه . 

كم تمنت لو ان لها لحية خفيفة تخفي بها وجهها الصبياني و تجعلها اكثر اقناعا للشخص الواقف أمامها.. اخذت تدرب صوتها كي لا تخطىء عندما تتحدث الى اي كان ..

سمعت صوت أحدهم يطرق الباب مستاذنا للدخول.. كان ذاك بيترس و الذي تجهز هو الاخر و تقدم نحوها مبتسما لينحني أمامها ..

بيترس " لقد اقترب الموعد سيدي .. " .

هزت رأسها بصمت و تقدمته .. سمعته يغمغم:
" تبدين جميلة " .

استدارت نحوه بغضب وعصبيه ظاهرة:
" بيترس .. انتبه " .

هز راسه باجل ثم ردد " اسف .. زلة لسان.. لن اعيدها " .

فرانسيسكا:
" اتمنى ذلك " .

كان احد الحرس ينتظرهما كي يصحبهما الى قاعة الاحتفال.. انحنى امامها احتراما ثم تقدمها و لحقت به هي و بيترس .

و هم بطريقهم ، سمعوا صوت صياح و صوت فتاة تصيح باحدهم " أخبري هواته المعتوهات بأنني أريد أفضل جواربي الحريرية . "

مع انها لم تستطع أن تميز من اين ينبع الصوت و لا صاحبته و لكنها تمكنت من تمييز السخط في لهجتها .

سألت:
" مالذي يحصل ؟؟؟ "

الحارس " انها سمو الأميرة.. عادتها أن تصيح و تصرخ بالخدم .. بالأخص عندما يتعلق الأمر بتجهزها لحفل.. تصبح اكثر شراسة " .

زمت شفتيها غيضا و تقدمت للامام نحو منبع الصياح تحت اعتراضات كل من الحارس و بيترس ..

رات امامها ملابس مرمية ارضا .. احذية .. جوارب الخ ... و فتاة نحيفة تقف و بيدها عصا تهدد بها الخدم ...ورأتهن خائفات منها و من بطشها..  كانت واثقة من أنهن كن يبذلن غاية وسعهن في سبيل إرضائها . ولكن الفتاة تلك كانت ضيقة الصدر وكانت تتوقع أن تعلم الخادمات ما تريده بشكل سريع دون أن تكلف نفسها عناء الإفصاح بوضوح عما تريده .

من أجلك.. انتاليكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن