الفصل ٢

2.4K 117 56
                                    

دقت الاجراس و تعالت صيحات الناس مهلله باسم الملك فالنتينو.. ينعونه و يبكون فراقه.. تماسكت الأخوات الثلاث أمام الملأ و حاولن عدم اظهار عواطفهن.. كن قويات على الرغم من صغر سنهن ..

تقدم فرانك او بالاحرى فرانسيسكا المتخفيه في ثوب رجل كي تستطيع أن تحافظ على إرث اسرتها و مملكتها ...
تقدم نحو نعش والده ليقبله قبلة الوداع تحت انظار العيون الحادة للوزراء و الحزينة للشعب..

رفعت عينيها للسماء تمنع نفسها من الانفجار باكية و تمسكت والدتها بذراعها .. و تحرك الموكب نحو المقبرة حيث سوف يتم دفن الحاكم فالنتينو بها ..

اخذت مراسيم الجنازة وقتا طويلا.. و تحاملت فرانسيسكا على نفسها و وقفت قوية تستقبل الحضور و تتقبل تعازيهم..

كان ذاك اليوم أيضا يوم تشبينها و تتويجها ملكا على انتاليكوس.. كونها الوريث الذكر الشرعي .

اقتربت منها والدتها و احتضنتها بقوة و همست لها :
" هل انت واثقة من ما سوف تفعلينه ؟؟؟" .

هزت رأسها و تطلعت بوالدتها بنظرات ثابتة:
" انا جد واثق امي .. هاته كانت رغبة والدي و انا لطالما كنت ابنا بارا به و باخوتي و بك " .

رددت و الدموع بعينيها " ابنا ؟؟؟؟" .

هز فرانك راسه " اجل .. ابنا " .

مسحت دموعها بصمت ثم تنحت جانبا كي تسمح لبناتها بالاقتراب و تقبيل يد الحاكم الجديد كدليل للطاعة ..

لكن فرانك لم تسمح لهن بذلك و بالأخص عندما حاولت شقيقتها الكبرى فيديريكا الانحناء أمامها.. سارعت نحوها ممسكة بذراعها و احتضنتها و فعلت بالمثل مع الصغرى فرجينيا ..

اقترب منها الوزير راييل و دعاها للجلوس على عرش والدها و تقدمت نحو ذلك الكرسي الذهبي المزكرش و جلست عليه لتسمع أصوات ترتفع مهلله و سعيدة.. و تشعر بتاج الملوكية يوضع على رأسها و تعالت بعده تلك الاصوات السعيدة و المهلله ..

اغمضت عينيها وهي تتنفس بعمق و قد وعت ان فرانسيسكا ماتت اليوم موتة لا رجعه فيها ليعيش فرانك او فرانسيسكو بمكانها ..

لتفتح عينيها و قد تغلبت على مشاعرها المتوترة و الحزينة بأن واحد .. نهضت لتلقي اول خطية رسمية للشعب بكونها الحاكم الجديد ... خشنت صوتها و غيرت طبقته و نبرته الى الحدة ثم صاحت تقول :

" يا شعب انتاليكوس العظيم ، يا من ضحى والدي و قبله جدي .. ضحيا بالغالي و النفيس لأجل حرية شعبه .. شعبه الذي وثق بحاكمه و ايده و اطاعه..
انا فرانسيسكو ابن فالنتينو .. بصفتي الحاكم الجديد .. اعدكم بأنني سوف امشي على خطى والدي .. و أنني لن اتوانى للحظة بالتضحية بنفسي و أهلي و مالي و عرشي من أجلكم .. اشكركم على الثقة التي منحتموني اياها و اطلب دعمكم للأبد.. و بالأخص الان .. نحن في بداية مرحلة عهد جديد و الأعداء كثر و يتربصون بنا و بخيرات ارضنا .. و المنتحلين صفة الأصدقاء اكثر منهم عددا.. ( تطلعت بالحضور و كان بينهم حكام مماليك مجاورة كانوا يكنون العداء لوالدها ) .

من أجلك.. انتاليكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن