الفصل ١٩

2.4K 113 172
                                    

فتحت عينيها على مصرعيهما و شعرت بأن أنفاسها تسحب منها و بدأت تسعل محاولة السيطرة على انفعالاتها و صدمتها الكبرى.
مادوكس اقترب منها و ربت على ظهرها و هو يقول :
" ماذا ؟؟؟ هل ما قلته صدمك الى هاته الدرجة؟؟؟ هيا .. ابتلعي ريقك و تحركي كي نكمل مراسيم زواجنا" .

دفعت يده عنها و قالت :
" أنت تهذي بالتأكيد... هل حصل شيء ما أثر بقواك العقلية ام ماذا ؟؟؟ اتزوجك ؟؟؟ انا ؟؟؟ افضل جحيم كانتوس على العيش برفقة مجنون مثلك " .

هز كتفيه بلا مبالاة وهو يقول " حقا ؟؟؟ حسنا كما تشائين اذن .. لكن من سوف يدفع ثمن رفضك هو والدتك العزيزة و اختيك أيضا.. و كل من تحبينه كذلك .. بداية من كلب الحراسة الخاص بك.. ما كان اسمه ؟؟؟ اه .. بيترس اليس كذلك؟؟؟" .

بغضب أجابت:
" تهديداتك الواهية لا تخيفني ابدا .. اعلم بمدى كرهك لنا و اعلم جيدا انها هاته مكيدة منك لتعذيبي يوميا كي تشعر بالرضى و لكنني لن اسمح لك بذلك .. " .

لوى فمه بغيض و خرج من الغرفة تحت انظار العيون الحادة لفرانسيسكا و التي لحقت به و شاهدت بأم عينها الدمار الذي الحقه بالمدينة بوقت سريع..

كانت جل المنازل قد احرقت و الدخان ينبعث و ينتشر في المكان و جنوده يحاوطون المملكة و خالها لا يزال يبكي ولده الذي قتله مادوكس بدم بارد .. تطلعت حولها باحثة عن امها و اختيها لتجد فرجينيا تختبىء خلف بيترس و الذي كان يحمل سلاحه بيده و والده راييل بجانب والدتها بينما فيديريكا كانت في نقاش حامي مع أليكسيس و الذي يبدو عليه الضيق ..

صعد مادوكس الدرج و وقف أمام المذبح و صاح يخطب :

" سكان دراكونيس، لقد جنيتم على أنفسكم بمساعدتكم لاعداءي.. و ها انتم اليوم بالذات تدفعون ثمن ما قمتم به .. لن يقف احد بوجهي و ان حاولوا فإن السيف و الحرب بيننا ..
كما ترون أمامكم،  ملككم قد خسر كل شيء في طرفه عين .. ابنه ، شعبه و مملكته و بعد قليل حياته أيضا.. لماذا ؟؟؟ لأنه فكر مجرد فكره ان يتحداني .. و ها انتم الان تصبحون عبيدا و أسرى لي بعدما كنتم اسيادا احرارا .. هل حقا كانت التضحية تستحق ذلك ؟؟
انا لا اظن .. اخيركم للمرة الاولى و الأخيرة مابين الطاعة و الولاء لي أو العداوة ... و تعلمون جيدا أنني لا ارحم من يعاديني..
كل ما ابغيه هو الخونة فقط و بعدها انصب حاكما جديدا على هاته المملكة و ارحل في حال سبيلي و لن اعترض طريقكم ابدا ما دمتم موالين لي و من يتجرأ عليكم انسفه نسفا .. فما رايكم؟؟؟" .

ساد الصمت لبرهة ثم ارتفعت أيادي الشعب و أصواتهم تهلل باسم الملك مادوكس مستسلمين له و معلنين ولاءهم و طاعتهم...

ابتسم بسخرية و اشار لأحد رجاله بأن يقترب و كان ذاك وزيرا من وزارءه و الذي انحنى امامه مقبلا يده ... لينسل مادوكس سيفه و يضعه على كتف الرجل و يقول :
" انا الملك مادوكس سليل الملوك و حاكم بيرنابتوس و المماليك المجاورة لها .. انصبك ايها الوزير ترافيس حاكما على دراكونيس و امنحك كامل السلطة بتغيير ما بدا لك بمملكتك الجديدة و قمع كل من تجرأ على معارضتك .. رحبوا جميعا بحاكمكم الجديد " .

من أجلك.. انتاليكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن