الفصل ٢٩

2.1K 95 88
                                    

كلام بيترس قد اثار انتباهها الى أمور عدة .. صحيح انها سعيدة بحياتها الزوجية و لا ينقصها شيء و لديها زوج محب و يدللها و يتمنى لها أن ترضى .. لكنها تشعر بالنقص.. ربما لأنها غير معتادة على حياة رتيبة مملة كهاته .. انها ليست تلك الفتاة التي تجلس طوال اليوم دون ان تفعل شيئا و تنتظر زوجها مساءا و تحكي له عن يومياتها المملة..
انها محاربة ، كانت حاكمة .. و ها هي الان مجرد ظل لرجل .. اجل انها ملكة لكنها لم تتربى كباقي الفتيات الخانعات اللواتي يقبلن ان يقفن بصمت خلف أزواجهن.

تنهدت بحسرة و هي تتجول في أرجاء القصر و الوصيفات خلفها .. لكون مادوكس يمنع منعا باتا أن تخرج وحدها دون حراسه و لو حتى كان ذلك بالقصر ..

فيديريكا سافرت و أليكسيس في شهر عسل و عندما يعودان فانهما سوف ينتقلان الى مكان آخر.. مادوكس منح أخاه إحد الممالك الصغيرة كي يكون حاكما عليها و يعيش مستقرا بها مع زوجته .

فرجينيا منشغلة بالدراسة و التدريب على تعلم الفنون المنزلية من خياطة و حياكة و الخ ..

مادوكس يمضي يومه في قاعة الاجتماعات مع وزراءه يناقش أمور الدولة و يتخذ قرارت تتعلق برعاياه و شعبه ..

بينما هي تبقى وحيدة .. سجينة برضاها خلف تلك الجدران ذات الاسوار العالية المزينة بالورود.. لطالما كانت مستقلة بذاتها و لا تحتاج رفقة احد .. لطالما كانت منشغلة بأمور عميقة.. لطالما أحبت كونها شخصا يعتمد عليه و لا يعتمد على احد غير نفسه ..

جلست في حديقة القصر تتطلع بجمالية المكان ، لكنها كانت شاردة التفكير و مهمومة ...
والدتها .. اه كم اشتاقت الى حضن امها .. على الرغم من كل ما قامت به الا انها اشتاقت لها .
الكل يخطىء و يعاقب .. فلماذا عوقبت هي و اخوتها ؟؟؟ أبعاد والدتها عنها حطمها من الداخل و لكنها تتحامل على نفسها مبتسمة رغم الظروف الصعبة فقط كي لا تشعر مادوكس بشيء و لا تنغص صفو حياتهم الجميلة .

تطلعت بالوصيفات و قالت :
" اريد الاختلاء بنفسي قليلا .. ارجو منكن الانصراف" .

تمتمت إحداهن:
" لكن يا مولاتي، أن الملك مادوكس أمرنا بعدم تركك للحظة.. و " .

قاطعتها فرانسيسكا بنبرة صوت حازمة :
" و أنا الملكة و امر كل واحدة منكن بالانصراف... لي كلام مع زوجي عندما يعود " .

انحنين أمامها ثم انصرفن.. لتجلس وحيدة مغمضة عينيها وهي تتنفس بعمق ثم سمعت صوتا مألوفا خلفها يردد اسمها بصوت خافت :
" فرانك .. فرانك " .

استدارت بسرعه نحو صاحب الصوت لتجده بيترس ... يختبىء خلف احد الشجيرات...

سارعت نحوه ، ليقترب هو الاخر...
فرانسيسكا:
" اين كنت كل هاته المدة؟؟؟ منذ زفاف فيديريكا و انا انتظر ظهورك " .

بيترس ابتسم :
" كنت اجري تحرياتي عن مكان تواجد ابي و .. و .. والدتنا .. و قد تمكنت اخيرا من العثور على ذلك المكان" .

من أجلك.. انتاليكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن