فصل خاص عن كريستوس و فرجينيا

1.7K 83 57
                                    

ركضت نحو غرفتها و هي تنتحب و لا ترى أمامها من غزارة دموعها المنهمرة بعدما صرخ بوجهها كريستوس للمره الالف بأن تتركه و شأنه و انه لا يحبها و لن يفعل ابدا بكل بساطة لأنها لا تعجبه .

و هي تركض اصطدمت باحدهم و كادت تقع لولا انه امسك بها من معصمها، رفعت عينيها تتطلع به لتجده مادوكس...

انحنت أمامه:
" اسفة مولاي الملك، لم أقصد... أرجوك ان تسامحني " .

اشار لها أن تستقيم :
" لا بأس... لماذا تركضين؟؟؟ " .

هزت رأسها:
" لاشيء ... فقط أردت العودة لغرفتي و الاختلاء بنفسي " .

مادوكس اقترب منها و قال :
" و ما سبب دموعك؟؟؟؟ هل هو كريستوس ؟؟؟' .

حاولت أن تتحامل على نفسها مبتسمة رغم الظروف و لكنها لم تستطع و انهارت باكية أمامه ، ليشير مادوكس لحرسه بالانصراف..

أمرها بأن تلحق به ، ثم جلسا معا في حديقة القصر و تركها تبكي الى ان جفت دموعها ثم تنهد بحنق و هو يقول:
" مالامر الآن؟؟؟ مالذي فعله ؟؟؟' .

رفعت رأسها:
" لم يفعل بل قال ، كلامه أوجعني اكثر من تصرفاته الوحشية... انه يكره وجودي، يعتبرني مجرد ظل يلاحقه أينما حل و ارتحل ، اعترفت له أنني معجبة به ، فإذا به يصرخ بوجهي .. و يخبرني أنني طفلة مدللة و انه يحتاج إلى امرأة ناضجة .. قال أنني لا أعجبه و أنه لن يلتفت نحوي او يفكر بي و لو كنت آخر امرأة بالكون .. كلماته حطمت قلبي " .

هز راسه مبتسما ابتسامة عريضة... تمتمت فرجينيا:
" هل تسخر مني يا زوج اختي؟؟؟" .

اتسعت ابتسامته اكثر و قال :
" هذا لأنك غبية و تذكريني تماما بنفسي ... "

تنهد ثم أضاف:
" انا الاخر انجذبت رغما عني لفرانسيسكا و انا اعتقد انها ولد و عشت الجحيم ... الا ان تغلبت علي مشاعري و اذا بها تصدني و ترفضني و تتجاهلني تماما و هذا زادني حبا و تعلقا بها و اصرارا على جعلها ملكي مهما كلفني الأمر... و هذا بالتحديد ما حدث و يحدث معك انت و كريستوس " .

قطبت جبينها و لوت فمها :
" لا أفهم حقا مالذي تقصده بكلامك هذا؟؟؟" .

مادوكس:
" الرجل منا يعشق الصعوبات و التحديات... يحب الفتاة العنيدة القوية أمام الملأ و عندها جرأة و شجاعة و لكنها تتحول إلى انثى رقيقة و هي برفقته، المرأة التي تشعره برجولته و انها تحتمي به و تعتبره سندها ...
الرجل صياد بطبعه و ان حصل على ما يريده بسهوله فانه يمل و يضجر ..
انت لم تمنحي كريستوس الفرصة لتحليل مشاعره لانك تجبرين نفسك عليه... رجل مثله عاش حياة قاسية و صعبة.. حرم من والديه .. قتلا أمامه و السبب ؟؟ " .

صمت لبرهة ثم قالت هي نيابة عنه :
" السبب اهلي و بالأخص ابي اليس كذلك ؟؟؟' .

هز راسه باجل ثم اكمل :
" و هذا بالتحديد ما حصل معي انا و فرانسيسكا... حاولت أن اكرهها ، انتقم منها و لكنني لم أستطع و اذا بي اصبح ظلا لها يلاحقها أينما حلت و ارتحلت... حبها انقذني من نيران الغضب الممزوج بالانتقام ... تلك النيران كانت تاكلني من الداخل إلى أن ظهرت هي في حياتي لتنتشلني من العتمة إلى النور ...اعشقها و لا اخفي عشقي لها ابدا ..و ها نحن الآن زوجين سعيدين ينتظران طفلهما الأول " .

من أجلك.. انتاليكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن