الفصل ٢٦

2.5K 107 117
                                    

ارتمت فوق بيترس تصرخ و تصيح :
" لا تقتله ...لا تقتل ابني ... لا تقتل اخاك " .

كانت تلك ايميلي.. سقطت فرانسيسكا ارضا بعد أن خرت قدميها... و تسمرت عيناها على ذلك المنظر .. امها تحمي بيترس ... بيترس المصاب يتطلع بامها و الصدمة تعتلي وجهه.. مادوكس الذي سقط من بين يديه سيفه .. و وقف ساكنا .. أليكسيس الذي ركض نحوهم ليصعق هو الاخر ... و الاختان تبكيان بحرقة و الصدمة القوية جلية على ملامح وجهيهما.

كانت فيديريكا اول من نطق و قالت :
" مالذي قلته للتو امي ؟؟؟ مالذي تعنينه؟؟؟" .

والدتها كانت تبكي بحرقة و ابتعدت عن بيترس الممدد ارضا .. و وضعت يدها على فمها لتمنع نفسها من الصراخ كالمجنونة و بدأت علامات التوتر ظاهرة على وجهها ..

مادوكس بغضب جامح تطلع باخيه أليكسيس و قال :
" خذهم من أمامي أليكسيس... أبعدهم جميعا قبل أن ارتكب مجزرة هنا ... أبعدهم " .

كان يصيح لاعنا و متهددا فما كان من أليكسيس الا ان أمر الحرس بتنفيذ حكم اخيه و اخلاء الساحة و إعادة المساجين الى الزنزانة..

حاولت فرانسيسكا ان تقترب من بيترس لكن أليكسيس
أشار لها برأسه أن لا تفعل .. لأنه لن يزيد الأمر الا سوءا ...

اخليت الساحة و انصرف الجميع بمن في ذلك الناس و الحاشية... لكن مادوكس كان لايزال مسمرا مكانه و عيناه تشعان ببريق الغضب الممزوج بالصدمة ... كانت تقف على مقربة منه و خافت من ردة فعله لو اقتربت اكثر ...
لا تعلم كم من الوقت بقيت صامتة مسمرة بمكانها هي الاخرى ... تنتظر ردة فعل منه .. تشجعت اخيرا و اقتربت منه ..

و سمعته يتمتم :
" أستيقظ مادوكس , أنه كابوس , مجرد حلم مزعج .. استيقظ ".

عضت شفتها وبقيت ساكنة للحظات , غير قادرة على التمييز بين الكابوس والحقيقة هي الاخرى .

التفت و نظر إليها ولم تكن في وجهه أية رغبة أو عاطفة بل فراغ.
فسأل:
" لماذا ؟؟؟؟ سألت الحقيرة والدتك و أكدت لي انها خسرت الطفل .. لماذا الآن تدعي أن ذلك الرجل هو اخي ؟؟؟ " .

فرانسيسكا تنهدت بحسرة و اقتربت منه لتمرر يدها على وجهه و قالت بلطف :
" لا اعلم حقا السبب مادوكس ... صدمتي بوالدتي اكبر من ان تتخيل .. انا الأخرى سألتها نفس الشيء و اجابتها كانت بالمثل .. لا استوعب الأمر.. لا استوعب ما يحدث " .

صاح بغضب وعصبيه ظاهرة:
" والدتك اللعينة... كان يجب ان انفذ حكمي بها .. هذا ما تستحقه .. أن تجر وسط المدينة مكبلة و يتم رجمها حتى الموت ... عقاب مستحق لحقيرة مثلها .. " .

فرانسيسكا شعرت بقلبها يكاد ينفجر من الحزن و عاتبته تقول :
" مادوكس .. انا ادرك حجم صدمتك و خيبة املك .. لكن ارجوك لا تتحدث هكذا .. انها امي مهما يكن " .

من أجلك.. انتاليكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن