الفصل ١٥

2.1K 97 84
                                    

" بيترس " .

صراخها منعه من التفوه بحماقات اكثر .. تطلع كل منهما نحوها .. و تحاشى بيترس النظر بعينيها بينما وقفت ريموندا تتطلع بها بصدمه و تفحصها من راسها حتى اخمص قدميها..

ريموندا:
" هل .. هل ما قاله صحيح ؟؟؟ أنت فرانك ؟؟؟ لست رجلا؟؟؟ كيف ذلك ؟؟؟" .

أطلقت زفرة عميقة ثم تطلعت ببيترس بغضب و أشارت له ان ينسحب و يمتطي حصانه...

لم تجب الأميرة ريموندا بل همت بالتحرك لكن الاخرى وقفت بوجهها و تمتمت بتلعثم:
" اجبني عن سؤالي؟؟؟ هل ما قاله خادمك صحيح ؟؟؟ " .

بيترس سارع يقول :
" لست خادما ايتها الغبية " .

فرانسيسكا :
" اخرس بيترس .. اخرس قبل أن أنسى مقامك عندي و اقتلع لسانك هذا من مكانه.. أتفهم؟؟؟" .

بيترس هز راسه باجل ثم اخذ يبتعد بحصانه لتلحق به .. غير ان ريموندا مرة اخرى وقفت بوجهها ...

ريموندا:
" اخبرني ارجوك .. هل ما قاله حقيقة ؟؟؟" .

فرانسيسكا:
" و هل كان هذا ليغير بالموضوع شيئا؟؟؟ لا بالنسبة الي لم يكن ليفعل .. لماذا ؟؟؟ لأنني ببساطة اكره هاته الاسرة بمن فيها ... ظننت احسن منهم و لكنك مثلهم تماما .. بل الأسوأ.  لست سوى فتاة مدللة و سطحية و غبية.. ترمين بنفسك بين احضان اول شخص يضمن لك  تذكرة الحرية من سجن أخيك..
اسمعيني جيدا ريموندا ، لست شخصا ترغبين بالعبث معه .. تحملتك قبلا معتبرا إياك كما اختي الصغرى و التي أيضا أن عصتني يوما لكسرت رأسها قبل قدميها..
ابتعدي عن طريقي قبل أن تدهسك حوافير حصاني .. هيا اغربي عن وجهي " .

تعمدت فرانسيسكا ان تتحدث إليها بتلك الطريقة الجافة و الحادة كي تتوقف عن سؤالها و تبتعد فعلا عن طريقها و هذا ما حصل ..

امتلأت عيناها بالدموع و افسحت المجال لها .. و تحركت فرانسيسكا نحو الخارج و قبل أن تعدو مبتعدة بحصاتها تطلعت بريموندا و قالت:

" نصيحة صغيرة مني ، اقبليها او ارفضيها.. لا يهم .
لا تتعلقي بأحد و تمنحيه قلبك و تجعله عالمك و انت غير متأكدة من مشاعره فإذا بذلك العالم ينهار تحتك و يجرك معه للظلمات .
و حتى و ان حصل رغما عنك ، فاكتمي ذلك الحب و ترفهي عنه .. كوني قوية أمام مشاعرك و ضعي نفسك في المنزلة الأولى.. لا احد يهم .. لأنه بالاخير لا احد سوف يشعر بوجعك غيرك .. اهتمي بنفسك ايتها الأميرة " .

و اخذت تعدو بعدها بحصانها مبتعدة ، لتنهار الأميرة ريموندا باكية و يلتف حولها الخدم محاولين مواساتها. 

وشقت طريقها وسط جنودها و اكملوا طريقهم بصمت الى ان وصلوا الميناء و هناك امتطوا القارب الذي سوف ياخذهم الى مملكة دراكونيس. 

شعرت بيد قاسية تتأبط ذراعها وصوت عرفته في الحال يهمس في أذنيها .

"فرانك ، يجب أن نتحدث " .

من أجلك.. انتاليكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن