الفصل ٣٢

1.6K 73 46
                                    

مادوكس .............

مضت ساعة على بدء رحلته للبحث عن زوجته ... أصبح الجو حرا أكثر و أكثر .

مسح يديه بمنديله و هو يأمر رجاله و البحارة بالاستعجال فكل ثانية مهمة و حاسمه ... انه الوحيد الذي يعلم ما تخفيه جزيرة الشياطين من مخاطر و وحوش ...

تطلع بالسماء و لاحظ آلاف الأجنحة الصغيرة المرفرفة وزقزقة الطيور الصغيرة المحلقة فوقهم ... و تنبأ الى اقترابهم من تلك الجزيرة اللعينة ..

تنهد بحنق و هو يتأمل خاتم زواجه و يحاول جاهدا ألا يفكر بالسوء ... لقد خاطرت بنفسها و رمت نفسها الى التهلكة ... لو كان فقط استمع اليها و طمنها لما حدث ما حدث ... لا يلوم ألا نفسه .. لقد ارادت أكثر من مرة التحدث اليه بالموضوع و لكنه اخرسها في كل مرة ...

مرر يده على رأسه الذي يكاد ينفجر من التفكير و أغمض عينيه نصف إغماضة متنهدا ...

سمع احد حرسه يصيح لاعنا بغضب و يركض نحوه ... استدار يتطلع به فإذا به يفاجىء بالرجل ممسكا بذراع فرجينيا يجرها خلفه الى مادوكس. 

" سيدي ... سيدي ... انظر من وجدت ؟؟؟" .

صاح بها مادوكس:
" كيف ؟؟؟ مالذي تفعلينه هنا فرجينيا؟؟؟" .

عضت المسكينة شفتيها بارتباك و تمتمت بتلعثم:
" أسفة يا زوج اختي.. لكنني لم أستطع صبرا.. أن فرانسيسكا و بيترس بخطر هناك و لا أقوى على الصبر و الجلوس ساكنة اتفرج... تخفيت متسللة عندما سمعت بما حدث و قرارك الابحار لذلك المكان لانقاذها  " .

مادوكس :
" الجلوس ساكنة؟؟؟ و مالذي تستطيعين القيام به غير إعاقة طريقنا و تأخيرنا؟؟؟؟ هل جننت ام ماذا ؟؟؟؟ لا ينقصني الا انت كي اراقبك و ارعاك " .

سارعت تقول:
" لست بحاجة للرعاية ... انا كبيرة بما يكفي ... أبلغ من العمر ١٧... " .

رفع حاجبيه وقطبهما غاضبا،  لتسارع تصحح :
" حسنا ١٦ و تلاثة أشهر... و لكن العمر مجرد رقم .. في سني كانت فرانسيسكا تصحب والدي في رحلاته و غزواته .. انا اعرف كيف استخدم الرمح و السيف كذلك .. صدقني لن اعيق طريقك ابدا " .

مادوكس بغضب:
" فرانسيسكا تختلف عنك كثيرا ... هي تربت و عاشت في ظروف صعبة فرضت عليها .. كان لا بد لها من التأقلم و الرضوخ .. على عكسك.. رأيت بعيناي كيف كنت تحتمين بها أو ببيترس ... لا تمثلي علي الان دور الفتاة الشجاعة ... لو حدث لك مكروه فإن فرانسيسكا لن تسامحني ابدا ... يكفيني مشاكلي الخاصة.. لا تزيديني انت الاخرى " .

تمتمت معترضة :
" لكن يا زوج اختي... انا " .

قاطعها بحزم :
" انا الان الملك مادوكس... اكون زوج اختك بالقصر وسط الاسرة ... الآن أنا الملك و يجب أن تسمعي و تنفذي ... " .

لم ينتظر ردها و صاح بحارسه :
" خذها للداخل و شدد الحراسة عليها و ان اضطررت قيدها و لا تسمح لها بالتحرك من الغرفة ... هل هذا مفهوم ؟؟؟" .

من أجلك.. انتاليكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن