Part 2

177 25 2
                                    

وصل كلاهما للمطعم الذي اختاره والد ستيلا خطيبته ، مطعم راق على الارجح سيكلفه ربع المال الذي حصل عليه مقابل نهاية خدمته في الشركة ، اتجه مع سينثيا حيث ستيلا و والدها و على ما يبدو انهم طلبوا الطعام اثناء انتظاره .

عم الهدوء بعد التحيات ولولا صوت البيانو الذي يصدح في الارجاء بموسيقى كلاسيكية مشهورة لكان كل ما يسمع هو صوت الاشواك تضرب الاطباق .

كان المطعم على الطريقة القديمة او بالضبط ما قبل الحرب حيث ان المطاعم الحديثة لا يوجد بها نادل و يتم الطلب عن طريق الضغط على لائحة الطعام و يكتفي النادل بأحضاره ، و بالطبع اصبح البيانو نادرا لدرجة انه ربما يوجد مطعمين فقط في الولاية لديهم بيانو ، الزينة و التصميم ايضا قديم ، كره المكان ، و كره الاشخاص حوله ، يكره التعلق بالماضي اكثر من اي شيء .

شعر بالضيق و لاحظ ضيق سينثيا ايضا و تشارك كلاهما في ان السبب كان العازف الذي اخطأ اكثر من مرة اخطاءا لم يلاحظها احد سواهما .

كما لديه اسباب اخرى خاصة تلك الغصة التي تكونت في حلقه نتيجة كرهه لطبق الباستا الذي امامه و ستيلا تعلم ذلك ، لكنها لم ترغب في اخبار والدها بذلك حين طلب لهم الاطباق .

شعر بيدها تمتد لتمسك بيده فنظر لها لتقابله بعينيها العسليتين بمزيج من الاعتذار و المواساة .

تنهد باستسلام ليمسع والدها
" لم لا تأكل ياني؟ الا تستمتع بالطعام؟ "

"سؤال متأخر الم يمكنك السؤال قبل الطلب ؟ ام لانني سأدفع مبلغا يكفيني و اختي لأسبوع بينما اتناول ما لا احبه ؟ ام لأنني اشعر بالضغط فحسب ؟ "

كانت كلمات قالها في عقله فقط لكنه ابتسم بتكلف
" لا شيء عمي العمل كان مرهقا فحسب ."

شعر بضغطتها الشاكرة على كفه قبل ان تتركها و تعود لتناول طعامها .

قالتها سينثيا متحدثة لأول مرة منذ جلست
" اخي يكره هذا الطبق ."

نظرت لها ستيلا بتفاجؤ و لم يظهر ياني رد فعل بينما والد ستيلا باستغراب قبل ان ينظر لياني
" هل هذا صحيح ، ياني؟"

لم ينتظر رده حتى يقول
" لا يجب على الرجل ان يكون انتقائيا في طعامه ، حتى اننا احيانا تناولنا البطاطا النيئة اثناء الحرب . "

ابتسم ياني ابتسامة صفراء لم تصل لعينيه
" انت محق عمي ."

ثم وضع شوكته في طبقه ليتناول البعض ضاغطا على يده الاخرى محاولا عدم التقيؤ ستكون البطاطا النيئة افضل له من طعام والدته المفضل .

Nostalgia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن