part 49

50 8 5
                                    

كان يجلس ارضا على الاسفلت الناعم امام المنزل الذي يعاد بناؤه ، يمسك بحاسوبه كما يفعل ، منذ ايام منذ رأى الجهاز على رقبتها بالتحديد .
لم يكن يتواصل مع احد كأنسان طبيعي منذ ايام -ليس و كأنه كان يفعل سابقا- ، فقط حاسوبه و القاء بعض الاوامر للرجال الذين يقومون ببناء المنزل ، منزلها .

رشف قليلا من القهوة المثلجة بجانبه ، كان يحتاجها بالطبع كشخص نام خلال ثلاث ايام لخمس ساعات على الاكثر ، بعد ان يغشى عليه من الارهاق ، و يفيق ليكمل ما كان يفعله بلا شكوى .

كانت اعادتها للمنزل هو سببه الوحيد للمتابعة .

شعر بجلوس احد بجانبه و علم انها سينثيا لكنه لم يلتفت .

"لا افهمك حقا ياني ، لم قد تعيد بناء المنزل ؟ اعني ....."
لم تتابع حديثها ، لكنه فهم ما تريد قوله 'انها ليست في المنزل '.

زادت قوة ضغطه على ازرار حاسوبه بعض الشيء لكن دوامة المشاعر بداخله لم تصل لصوته الهادئ حين قال
" يجب ان تجد مكانا للعودة ."

تنهدت سينثيا و وضعت ذقنها بين كفيها معتمدة على ركبتيها .

"قال جواسيس فيليكس انهم غيروا مكانها ."

"اعلم ."

"قال انهم وضعوها ب....."

رفع رأسه لها يناظرها بحدة
"هلا توقفت عن الحديث عنها ."

اغلقت فمها بقوة و اومأت و قبل ان يعيد تركيزه سمع اسمه
"السيد ياني فريتز ؟"

نظر مجددا لاعلى و قد بدأ يفقد بعض الصبر ، لم يقاطعه الجميع .

"اجل؟"

"بريد لأجلك ."

تنهد ياني و استكشف الرجل لثوان ، ليس من رجال ديلكان ، رجل توصيل عادي .

مذهل متى اصبح شجاعا لدرجة ايصال اشياءه عن طريق البريد السريع ، المال يحقق المستحيل حقا .

مد يده ليعطيه الرجل ملفا ابيض كان فالحقيبة قبل ان يذهب و لم يتعب نفسه باخفاء النظرات الفضولية تجاه المنزل .

فتح ياني الملف و سكب محتوياته بلا اهتمام على فخذيه .

سمع لعن سينثيا بجانبه .

انقبض قلبه و تخطى نبضة حين رأى ما كان فالملف و ادركه ، و لم يلاحظ انه يضغط بقبضته على الحاسوب حتى سمع تكة خفيفة ناجمة عن تحطمه .

Nostalgia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن