كان يجلس ارضا على الاسفلت الناعم امام المنزل الذي يعاد بناؤه ، يمسك بحاسوبه كما يفعل ، منذ ايام منذ رأى الجهاز على رقبتها بالتحديد .
لم يكن يتواصل مع احد كأنسان طبيعي منذ ايام -ليس و كأنه كان يفعل سابقا- ، فقط حاسوبه و القاء بعض الاوامر للرجال الذين يقومون ببناء المنزل ، منزلها .رشف قليلا من القهوة المثلجة بجانبه ، كان يحتاجها بالطبع كشخص نام خلال ثلاث ايام لخمس ساعات على الاكثر ، بعد ان يغشى عليه من الارهاق ، و يفيق ليكمل ما كان يفعله بلا شكوى .
كانت اعادتها للمنزل هو سببه الوحيد للمتابعة .
شعر بجلوس احد بجانبه و علم انها سينثيا لكنه لم يلتفت .
"لا افهمك حقا ياني ، لم قد تعيد بناء المنزل ؟ اعني ....."
لم تتابع حديثها ، لكنه فهم ما تريد قوله 'انها ليست في المنزل '.زادت قوة ضغطه على ازرار حاسوبه بعض الشيء لكن دوامة المشاعر بداخله لم تصل لصوته الهادئ حين قال
" يجب ان تجد مكانا للعودة ."تنهدت سينثيا و وضعت ذقنها بين كفيها معتمدة على ركبتيها .
"قال جواسيس فيليكس انهم غيروا مكانها ."
"اعلم ."
"قال انهم وضعوها ب....."
رفع رأسه لها يناظرها بحدة
"هلا توقفت عن الحديث عنها ."اغلقت فمها بقوة و اومأت و قبل ان يعيد تركيزه سمع اسمه
"السيد ياني فريتز ؟"نظر مجددا لاعلى و قد بدأ يفقد بعض الصبر ، لم يقاطعه الجميع .
"اجل؟"
"بريد لأجلك ."
تنهد ياني و استكشف الرجل لثوان ، ليس من رجال ديلكان ، رجل توصيل عادي .
مذهل متى اصبح شجاعا لدرجة ايصال اشياءه عن طريق البريد السريع ، المال يحقق المستحيل حقا .
مد يده ليعطيه الرجل ملفا ابيض كان فالحقيبة قبل ان يذهب و لم يتعب نفسه باخفاء النظرات الفضولية تجاه المنزل .
فتح ياني الملف و سكب محتوياته بلا اهتمام على فخذيه .
سمع لعن سينثيا بجانبه .
انقبض قلبه و تخطى نبضة حين رأى ما كان فالملف و ادركه ، و لم يلاحظ انه يضغط بقبضته على الحاسوب حتى سمع تكة خفيفة ناجمة عن تحطمه .
أنت تقرأ
Nostalgia
Romanceنوستالجيا حنين الى الماضي ..... نحن لا ننسى و لكن نتناسى لنحيا ، قد تكون الضربة التي لا تقتلك تجعلك اقوى لكنك تحتاج لدفع الثمن .... على حساب قلبك . بدأت الاسوار التي بنتها حول نفسها خلال الماضي تتساقط ، لأن كل ما بنت عليه حياتها كان كذبة ، كذبة ل...