part 46

41 10 4
                                    

منذ خرجا من المشفى لم تترك يده سوى عند ركوب السيارة او الخروج منها  ، كأنها قد تتوه او تخشى ان يختفي ، في الايام السابقة كانت تفعل هذا احيانا و حين ارتدي قميصا باكمام قصيرة كانت تستمر بالمسح على الجرح الذي سببته رصاصتها و طبع قبلات خفيفة عليه ، مما جعله يرتدي قمصانا باكمام طويلة حتى لا تراه ، لم تكن تحتاج اشياءا اكثر للقلق و التفكير و الحزن بشأنها .

نظر ليدها المتشابكة مع يده ، في حالة عادية لم يكن يمانع لكن الامر مختلف حين يكون سببها هو الخوف .

اوقف شروده صوتها المكتوم
"ماذا افعل الان !!"

"اخبرتك انه يمكنني قتله ."
تحدث بضيق يقصد اندريه

امالت رأسها لتنظر له مبتسمة ثم عادت النظر للامام
"هل تريد الحقيقة ! انا لا اهتم بما يحدث له ."

"الا تكرهينه ؟"

"بالطبع اكرهه ، لقد وثقت به ميني اكثر من اي شخص اخر ، لقد خدعنا حقا ، لكن .... كان كلانا يعلم ان ما نفعله خطر .... لا استطيع تحميل اندريه الخطأ بالكامل سواء كان مقتل ميني او الحرب ، بالنسبة للحرب ، صحيح ان المعلومات التي اطلقها سببت حربا لكنه لم يجبر احدا ، كانت الحرب قرار الجميع ، و بالنسبة لميني ...... كنا نعلم انه خطر ، علمنا ان هذا الموقع سيء رغم ذلك غلبنا الفضول ...... ربما كان ما حدث هو نتيجة ما فعلناه و توجب علينا تحمله ، لذا حتى لو كرهته فلا يمكنني لومه بالكامل فحسب ، اكره ان اكون بعقلية الضحية ."

"سوى مع والدتك و ديلكان ."

قهقهت بلا مرح
" ديلكان فقط ، انه مختل فحسب لا يمكنني لوم نفسي لاجل هذا و امي .... دعنا لا نتحدث عنها فقط ربما لا تحبني لكنها بالطبع لن تكره ابنتها .... صحيح ؟"
تسائلت في نهاية حديثها بحيرة ، كأنها لا تصدق ما تقوله ، او انه يحمل الاجابة .

"إذا هل سنتركه و شأنه ؟"

"لدي ما يكفي في عقلي ، كره احدهم و التفكير في انتقام مجهد حقا .... افعل ما تريد ."

همهم و لم يتحدثا بعد ذلك لفترة ، القى نظرة عليها ليجدها تحارب النوم .... مجددا.

"منذ متى لم تنامي يا اميرة ؟ "

"انا بخير لا تقلق "
قالت بشبه ابتسامة

"اريا رجاءا ... "

"سأكون بخير ياني ، انا فقط احتاج بعض الوقت ، ربما  ... كما ترى انا .... شاكرة لك لوجودك بجانبي ، اعلم انني ابالغ حقا لكنني لا اعرف ما افعل لذا ربما .... فقط انتظرني لبعض الوقت ."

Nostalgia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن