part 47

26 9 6
                                    

حاولت فتح عينيها بعد مدة لا تعلم كم كانت من النوم او ربما الاغماء ، كانت تنظر ناحية ياني من الزجاج الخلفي للسيارة حتى اصبح ظلا ملونا ، لا تعرف ان كان سبب تشويش صورته كونه اصبح بعيدا ام الدموع التي تأبى النزول ، و حين اعتدلت بجلستها بالسيارة و نظرت امامها مجددا شعرت بوخزة حارقة بجانب رقبتها و قبل ان تستطيع الادراك سقط رأسها للخلف بعينين مغلقتين ، كانت تنوي مراقبة الطريق علها تعرف الى اين سيأخذونها لكن يبدو انها كانت قصيرة التفكير ... بالطبع لن يترك لها الفرصة لتفعل .

و بمجرد ان فتحت عينيها جاءها الادراك ببطء لما يحدث حولها و ما حدث قبل قليل ،حولها هناك العديد من الرجال اثنان يحملانها من ذراعيها و يجرانها لمكان ما ، ربما هذا افضل كونها لا تملك السرعة او الطاقة لمجاراة هذه الاجساد الضخمة ، لا تعلم حتى ما سبب هذه الحراسة المشددة من سيستطيع الهروب من مكان لا يعرفه .
كان الطريق الذي يجرونها به كبقرة للمذبح ممرا ضيقا مفروشا بسجادات حمراء -هل تمشي البقرة على سجادة حمراء كعارضة ازياء قبل ذبحها عادة؟- ، اضاءة ذهبية قوية ، و هناك بابان متقابلان كل خمس خطوات تقريبا .

امالت رأسها قليلا حين استهلك الصداع شرايين عقلها لتستند على ذراع احدى الرجلين الذي تشنج ذراعه بمفاجأة و دفع رأسها قليلا
" ما اللعنة ... هل استيقظت ؟"

اعادت اريا رأسها و همهمت بلسان ثقيل
" دعني انم ، عليك اللعنة ، ليس و كانك مريح حتى ."

لم يذهب اثر المخدر بعد لذا لم تكن تفكر بشكل صحيح ، كل ما ارادته هو العودة للنوم و التخلص من الصداع .
نظر الرجل على يمينها للاخر على يسارها
" اتظنها مجنونة ؟ لم نعطها جرعة خاطئة صحيح ؟"

نظر له الاخر و قال بجمود
" لم تكن لتفتح عينيها مجددا لو كانت الجرعة خاطئة ."

لم تسمع اريا ما قالاه حتى حين همهمت
" بالمناسبة الا يمكنكما حملي بطريقة لائقة اشعر بالاهانة .."
لم تكن متاكدة حتى مما قالته كونها لا تسمع نفسها حتى لكنها لم تملك طاقة لاعادته ، رمقاها بسخرية و تابعا الطريق الذي كان طويلا حقا بالنسبة لها للتفكير فالهروب ، مجرد التفكير بالامر مرهق .

توقف الرجال امامهم و ترك احد الرجلين ذراعها ليقوم بفتح الباب الذي توقفوا بجانبه ثم رماها الاخر بالداخل قبل ان يغلق الباب بقوة و يعود الظلام من جديد ، ظلام المكان و سكونه كان اكثر رعبا من ظلام عقلها .
ارتطام جسدها بالارض اراحها اكثر من كونه المها ، لكن ذلك كان لدقائق فقط قبل ان يبدا اثر المخدر و الادرينالين الذي يسري بجسدها بالزوال و تبدأ جروحها بالنبض بعنف .
حررت انينا متألما و وضعت كفها الايمن على جانب معدتها ، حيث تشعر ان كل دمائها تسري في هذا الاتجاه ، شعرت بالسائل الدافئ على كفها لم تلاحظه قبلا بسبب ان كامل جسدها يغرق بالعرق الدافئ ، اذا كانت رائحة الدماء منها !
لم تأكل شيئا لكنها شعرت و كانها ستتقيأ معدتها ، ضغطت على الجرح مجددا ، لم يكن عميقا و لم يكن النزيف غزيرا لكنه ما زال مؤلما كاللعنة لدرجة انه محى بقية الامها .

Nostalgia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن