الفصل 6

28 6 1
                                    

«في المنزل»

"لقد عدت" نزعت حذائي و دخلت
ماكسيمس(Maximus): " مرحبا بعودتك، كيف كان يومك؟ "
"هااه" رميت نفسي عالاريكة و جلست بجانبه"اغرب مما توقعت"
"ماذا تقصدين؟ " سأل وهو يملأ الكأس الواحد و عشرين حسب ملاحظتي للكؤوس التي تملئ المكان. فنزعته من يده "لا مزيد من الكحول! بجدية"

"نااه لما انتِ لئيمة هكذا؟ اذن؛ ماذا حدث؟" سئلني بفضول

"علقت صباح اليوم في جريمة سطو على بنك و من ثم تعثرت و سقطت امام المستشفى و كان ذلك محرجا و الاهم من هذا أن البروفيسور الخاص بي شخص بارد القلب مغرور متجهم و متكبر و يحب استفزاز الاخرين و عانيت لاقنعه بأن اكون متدربة تحت اشرافه" قلت هذا دون اخذ نفس بين كل جملة.

"*يضحك* آيرين؛ شمس الربيع دائما ما تذيب ثلج الشتاء" قال و هو يحرك في ذلك الكأس و يشرب بعد ان نزعته منه قبل ثواني.

" اعتقد انك ثمل، انه شخص بلا مشاعر، على كل تصبح على خير "قلت بتذمر
" ليلة سعيدة *يلوح بيده*"
هاه انه حقا ثمل

استحممت، غيرت ثيابي و جلست اسرّح شعري امام المرآة ثم وقفت لاذهب الى سريري فأسقطت علبة الذكريات الخاصة بي، نظرت الى المسدس الذي كان بداخلها و صورتي مع والداي وحينها زارت الذكريات تفكيري..

~~~~~~~~~~~العودة الى الماضي~~~~~~~~~~~

كان يوم عيد ميلادي الرابع عشر، استمتعت بجولة برفقة والدي على دراجته النارية ثم عدنا للمنزل
"كانت جولة رائعة يا أمي! اريد ان اصبح مثل أبي مستقبلا"

"حسنا حسنا، اغسلي يديك و تعالي لنجهز الكعك معاً" قالت امي و هي تحضر مكونات الوصفة.

" آيرين! هناك لعبة فيديو جديدة؛ تعالي لنجربها معاً" قال ابي و هو يسحبني من يدي.

"اممم.. ما الذي يجب علي اختياره؟"
نظر والداي الى بعضهما والشرارة تتطاير من عينيهما و قالا في نفس الوقت:

-فلنطبخ معاً!
-فلنلعب معاً!

"انسى ذلك، ستحضر الكعك معي!"
"ألعاب الفيديو اهم! اجّلي تحضير الكعك لوقت لاحق ايتها العجوز"
" أ تدعو شابة جميلة بالعجوز أيها العجوز الخرف؟! " و استمرا فالجدال

" لدي فكرة " قلت و انا احاول ايقافهما

"ماذا؟" في نفس الوقت مرة اخرى

"فلنحضر ثلاثتنا الكعك و من ثم نحتفل و نلعب معاً"

"همم.. تبدو فكرة جيدة" نظرا كلاهما الى بعضهما

استمتعت بالطبخ معهما و بالطرائف التي حدثت أثناء ذلك ثم حل الليل لنحتفل بعيد ميلادي، كانت لحظات جميلة قضيتها مع والداي، كانت الحياة مسالمة خالية من المشاكل، حياةً عادية لأسرة صغيرة تتكون من أم و أب و طفلة تنتظر مولد اخيها الذي يختبئ في بطن أمها
، لكن.. كل ذلك اختفى في لحظة واحدة..

اختفى و انا اطفئ شمعة اخر احتفال لعيد ميلادي حين انكسرت المصابيح و عم الظلام حينها توترت و كانت أمي خائفة، بينما ابي امرنا بالتراجع للخلف وهو يقف في المقدمة و اخرج سلاحا من الدرج

كان ضوء القمر خافتا، سمعنا صوت خطوات اقدام يقترب و حينها ظهر كيان أسود يتجه نحونا تحيط به هالة سوداء غريبة أراها لاول مرة شعرت بالقلق و الخوف اهو وحش؟ بشري؟ لا اعلم، لكن ملامح ابي اثبتت لي اننا في خطر

اقترب ذلك الشخص اكثر، كانت ملامحه غير ظاهرة فقد كان يرتدي عباءة سوداء و بدى أقل حجما بالنسبة لوالدي

"من انت؟ انك تبدو شابا بالنسبة لشخص يتمتع بهذه الهالة الشرسة" قال أبي و على وجهه علامات التعجب، الحيرة، الخطر.. الكثير من التعابير

عن ماذا يتحدث؟ ما هي الهالة؟ نظرت الى المسدس الذي يحمله ابي مستغربة، ومنذ متى كان لوالدي مسدسا؟!

حينها نظرت الى ذلك الشخص مجددا و تلك الهالة المخيفة تلتف حول يده بينما يحرك شيئا ما بأصابعه.
ذلك الشيء.. كان رصاصة

"أيامي! خذِ آيرين و اهربي بسرعة، اخرجي من هنا حالا!" قال ابي و هو يشير بيده لحمايتنا
"لا! لا يمكنني.. لن اتركك هنا!" صرخت امي و هي تمسح الدموع التي تملئ وجهها
" ارجوكِ، احمِ آيرين و الطفل الذي في بطنك، الوقت ينفذ هيا اذهبِ" قال ابي بابتسامة خفيفة يملئها الحزن
بينما تلك الهالة المخيفة تنتشر اكثر

حملتني امي لنهرب و الدموع تملئ عينيها وبينما هي تجري رأيت ذلك الشخص وهو يوجه الرصاصة بفعل تلك الهالة لتخترق جسد أبي.. بدأت بالبكاء؛ حاولت ان افلت من يدي أمي لأنقذ ابي لكن لم استطع، لم استطع فعل شيء اكتفيت بالبكاء و مناداة أبي دون توقف، اما امي فكانت تستمر بالجري حتى ابتعدنا عن المنزل و كنا في وسط غابة ما

حينها.. رأينا المنزل ينفجر و السنة اللهب تلتهم الحطام مختلطة بتلك الهالة السوداء
كيف لهذا ان يحدث في رمشة عين؟ كيف تحولت حفلة عيد ميلاد الى ما هو عليه الان؟
استمرت امي بالجري وانا اسمع صوت بكائها ثم توقفت فجأة.. فقدت توازنها فسقطتُ أرضا، كان ذلك مؤلما

نهضت لارى الدماء متناثرا على اوراق الاشجار المتساقطة، من اين اتى هذا الدماء؟ نظرت الى امي و اردت ان انكر انه كان من جسدها الذي اصيب للتو برصاصة لا علم لي بمصدرها

"لا! لا أمي أرجوكِ! ابقِ معي انا خائفة! سيجدنا أبي و نشتري منزلا اخر حسنا؟ هو لم يمت صحيح؟ سيحزن ان رآكي بهذه الحالة هيا أمي هيا بنا" قلت وانا أحرّكها لتستيقظ و دموعي تتساقط على وجهها ثم فتحت عينيها و رفعت يدها لتحاول دفعي "ا. اهربي يا ابنتي"

"لا!! ستأتين معي و سننجو *بكاء* لا تتركيني وحيدة أمي" حاولت ان اسحبها معي لكن لا فائدة

"لا عليكِ.. أنتِ قوية، احبك يا ابنتي" ابتسمت ثم لفظت اخر انفاسها وانا اشاهد في صمت ثم تحركت قدماي و بدأت اجري لكنني توقفت ما أن رأيت ذلك الشخص و الهالة السوداء حوله امام عيناي

سقطت و عجزت عن الحركة، حاولت التراجع للخلف بينما يتقدم الي اكثر الى ان اصطدمت بشجرة منعتني من الحراك نهائيا وحينها اقترب مني و استطعت رؤية عيناه.. عيون حادة زمردية تظهر تعطشه للدماء.. كأنها عيون شيطان وليس بشري

حينها ادركت انها نهايتي....

• روح الانتقام •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن